رواية مزيج العشق جميع الفصول كامله بقلم الكاتبة نورهان محسن
رواية مزيج العشق جميع الفصول كامله بقلم الكاتبة نورهان محسن
في منزل الحج عبدالرحمن
على وجه التحديد في غرفة مريم التي ما زالت تستكمل حديثها
نطقت مريم بتحشرج وعيناها تتألق بالعبرات، فهي حتي الان لم تشفي جروح قلبها من حزنها على شقيقتها الوحيدة: الكلام دا حصل قبل ماتتولدي بأكتر من عشر سنين.. ابوكي اتجوزني بعد موتهم بأسبوع ماكنش عايزني ابقي لوحدي رغم كل الظروف والمشاكل مع ابوه.
سألت كارمن بتأثير: م١تو ازاي؟
مريم بتفسير: كنت لسه صغيرة لما اتجوزو.. هو اتعرف عليها عن طريق شغلو.. وكانت هي صحفية عنيدة ومابيهماش حد وهو صاحب شركة ادوية اهلو كانو ناس اغنياء وعندهم فلوس كتير وهو كان وحيدهم.. المشكلة بينهم بدأت لما كتبت مقال عن سمعة الشركة بتاعتهم جننه عملها مشاكل مع الجريدة اللي بتشتغل فيها تقريبا اتقفلت خالص والله مافاكرة بس كان عنده حق لان بعد كدا عرفت ان المعلومات اللي وصلتها كانت مزيفة وناس كانو قصدين يعملو فيه الحركة دي
مريم بابتسامة صغيرة من عيني كارمن المتلألئة بالفضول: حصل بينهم زي ما بيقول المثل ما محبة الا بعد عداوة.. طالبها للجواز هي شرطت عليه اعيش معاهم.. لاننا مالناش الا بعض كانا انا وهي لوحدنا في الدنيا.. اتجوزها وعشنا كلنا مع بعض.. كنت بعتبره اخويا الكبير وعوضنا عن دفي الاسرة اللي اتحرمنا منه
لفظت مريم الاسم بشكل عفوي كما لو كان محفورًا في ذاكرتها: احمد راشد.. عدت سنين كتير انا كبرت ودخلت الجامعه وهما خلفو ولد وبنت اسمهم يحيي ومريم
ثم اردفت: قبل الحادثة بفترة ابوكي طلبني من احمد وهو رحب بالموضوع لما لاقاني بحبه.. بس كانت معرضة ابوه هي العقبة الوحيدة
مريم بتحشرج: هالة وحشتني والولاد كنت بحبهم اوي.. لولا وقوف ابوكي جنبي كنت مoت لوحدي رغم معرضة ابوه اتجوزني وساندني في وقت احتياجي له.. انا مسامحة جدك يا كارمن وانتي كمان لازم تسامحي من قلبك الفراق صعب اوي يا بنتي.. مفيش حاجة تستاهل الزعل كلنا رايحين سامحي جدك وحافظي علي بيتك وجوزك
مريم بحنو: اتكلمي مع جدك هو كمان من وقت ماعرف وهو حزنه زاد علي ظلمه لأبوكي.. اقعدي معه وصفي اي حاجة في قلبك نحيته
كارمن بهدوء: تمام اللي انتي عايزه هعملو.. ممكن ترتاحي لو سمحتي
مريم بإنزعاج: ماشي بس فين ملك انتو بقالكم يومين واخدينها مني مش عارفه انام من غيرها
ابتسمت كارمن، لتقول بلطف، وهي تمسح دموعها: هروح اجيبهالك يا ست الكل
عند كارمن
دخلت غرفة نومها بعقل شارد فيما أخبرتها به والدتها عن أختها وأولادها، نفضت كل الأفكار عن رأسها بعد أن أغلقت الباب خلفها واستدارت ظننا منها أن أدهم كان جالسًا في انتظارها، بعد أن أخذت الطفلة منه منذ دقائق لتعطيها لوالدتها، وطلبت منه انتظار عودتها إليه.
تفاجأت كارمن برقد أدهم على السرير، يدير ظهره لها، وبدا أنه نام من الإضاءة الخافتة للغرفة همست بدهشة: معقولة لحق ينام
لا تعلم لما شعرت بالغضب والإحباط، ربما لأنها أرادت أن تخبره عن كل ما حدث لها منذ بداية اليوم، وحلمها المزعج، وكلام والدتها حتى تستريح قليلًا من التوتر العصبي الذي اصابها.
اردفت بتنهيدة: خلاص مش مشكلة نأجل الكلام للصبحxاكيد تعبان ونام غصب عنه
ذهبت إلى الخزانة، وسحبت ثوب النوم، ودخلت الحمام الملحق بالغرفة.
بعد قليل خرجت من الحمام، وسبقتها رائحة عطرها المميز، ثم سارت بخفة إلى السرير، واستلقت بجانب زوجها مدثرة نفسها في البطانية.
وضعت يديها تحت وجهها، وظلت تنظر إلى ظهر أدهم، وبعد قليل غفوت.
فتح أدهم جفنيه عندما شعر بإنتظام أنفاسها خلفه، وقلب جسده نحوها معانقا خصرها إليه، ثم رفع أصابعه برفق، وأبعد خصلات شعرها المبعثرة عن وجهها، وظل يحدق في ملامحها الناعمة.
لم يستطع النوم بسبب الفكر الذي يؤرقه كثيرا، وبقي على هذا الوضع مدة طويلة حتى تغلب عليه سلطان النوم.
صباح يوم جديد
في غرفة زين وروان
استيقظت روان منزعجة من صوت المنبه المزعج، كم تكره هذا الصوت لأنه يخرجها من أحلامها الوردية.
غمست رأسها أكثر في صدر زوجها الذي كان نائمًا بجانبها، لتمنع أشعة الشمس التي تضيء الغرفة من الوصول إلى عينيها.
فتحت روان عينيها ببطء وتكاسل، وأخذت تتأوه بضجر من ذلك المزعج الذي لا يريد التوقف.
تثاءبت قائلة لنفسها بغضب، وهي تمد يديها إليه لكي تغلقه: خلاص اسكت دا انت زنان ولحوح اوووي
انحنت بالنصف الجزء العلوي من جسدها على جسد زين النائم، قائلة ببحة خافتة من آثار النوم: زين اصحي يا قلبي
زفرت روان بتمتمة: يالهوي عليك يا زين وعلي نوم امك التقيل دا.. يا زين.. يا زينووو.. قوم وراك شغل
اردفت بابتسامة لعوبة على فمها: مفيش مفر انت اللي اضطرتني لكدا
أخذت نفسًا طويلًا استعدادًا لما ستفعله، وكانت على وشك الصراخ، لكنها وجدت يدًا فوق فمها، ولم يستطع صوتها الهروب من حلقها.
رفع زين جسده قليلًا تجاهها، وقال بهسيس خبيث بجوار أذنها: اياكي تفكري تكرريها وتصرخي في وداني يا مجنونه
سقط قلبها في قدميها ونظرت إليه بعيون واسعة مندهشة، وهو يخفض يده من علي فمها، لتقول بصد@مة: هو انت صحيت من امتي !!
زين ببرود: من يالهوي عليك وعلي نوم امك التقيل
حاولت روان أن تتكلم لكن انعقد لسانها، فخرجت الكلمات غير مترابطة يا خبر.. احم.. انا مكنش قصدي انا..
نظرت روان إليه باسمة الثغر ببلاهة، لتقول بصوت مبحوح: صباح الفل
زين بعبوس: ايه الصباح الناشف بتاعك دا
قبلته بجانب شفتيه بعفوية لتسأل: كدا لسه ناشف
زين بنصف عين: ايوه لسه
روان بتذمر طفولي: ايه دا انت بتدلع يلا قوم عشان تلحق تنزل علي شغلك
عانق خصرها أكثر. وقال بنفس الهمس الأجش: وانتي هتروحي الجامعة ولا هتعملي عبيطة زي امبارح
طبعت قبلة خاطفة على خده، قائلة بابتسامة حمقاء: هعمل عبيطة طبعا
زين بجدية: معرفش ليه حاسس انك بتهربي من مرواحك الجامعه يا روان
زاغت عيناها، وتلعثمت في الرد: لا خالص.. انا ههرب ليه
حرك ذقنها لتواجهه مباشرة وغمغم بإصرار: قولي الحقيقة
لم تستطع أن تتجادل معه أكثر، وهو لن يتركها دون أن يحصل على إجابة، قائلة بتردد: بصراحة خايفة اروح وتحصل مشكلة بينا وانا ماصدقت اننا مبسوطين
أغمض أدهم عينيه متضايقًا من نفسه، ثم هتف بتساءل: انتي لسه بتفكري اني مابثقش فيكي مش كدا؟
أدارت عينيها ولم تجيب على سؤاله.
تنهد زين وهو يرفع وجهها بأصابعه قائلا بهدوء: ارفعي وشك هنا دي اخر مرة هقول الكلام دا.. انا بحبك يا روان ومتأكد من حبك ليا زي ما انا متأكد من نفسي..
حدقت في عينيه عندما بدأ يداعب بشرتها الناعمة بإبهامه مردفًا: انسي كل حاجة فاتت.. تصرفي كان من غيرتي عليكي.. عارف انها صعبة شويتين بس استحمليني
استأنف حديثه مبتسمًا بمزح: انا زي جوزك برده
ابتسمت متأثرة بكلماته، حيث شعرت بأنها تستوطن قلبه حقا، ثم قالت متظاهرة بالتفاجئ، وهي تزم شفتيها للأمام: يعني دي اخر مرة هتقولي بحبك
ضحك عليها وهو يضرب رأسها بخفة، وتنهد بقلة حيلة من جنونها: هو دا اللي لفت نظرك من كل كلامي
وضعت روان يدها على خده قائلة بحب: مش عارفة اوصفلك قد ايه كنت محتاجة اسمع منك الكلام دا
صمتت قليلًا ثم اردفت بدلع طفولي: بس دا مايمنعش اني اسمع منك كلمة بحبك علي طول.. من حقي كمواطنة اسمعها منك دايما
ابتسم بمكر، ثم في لحظة قلب وضعمها لتجد نفسها في غمضة عين مستلقية على السرير بينما اصبح فوقها، قائلا بهمس خطير أمام شفتيها: ايه رأيك اسمعهالك بالافعال مش بالكلام؟
اتسعت عيناها بهلع حيث احمر خديها من الخجل عندما أدركت ما قالته، وما الذي سيفعله زين.
روان بتحذير واستعطاف: اعقل يا زين انت عندك شغل ومتأخر كمان
أدار وجهه ونظر إلى الساعة المعلقة على الحائط، ثم ابتعد عنها قائلًا متذمرًا: كل مرة بتفلتي من ايدي بحجة مقنعة ملاحظة مش كدا
هتفت بمرح وهي تنهض من جانبه: دي حظوظ بقي.. انا غيرت وهروح الجامعة
زين بإبتسامة: برافو يا قلبي
نظرت إليه ببراءة قائلة بدلال: ممكن توصلني في طريقك