روايه بقلم محمد مالك

موقع أيام نيوز

انا اعتدال الشربيني عمري ٥١ سنه بنت علي ولدين وانا الكبيرة .. اتجوزت وانا صغيرة جدا كان عمري وقتها ١٤ سنه .. 
كنت لسة عيلة صغيرة بضفيرتين في شعري كنت لسة في اعدادي ..
بابا كان عنده ورشة ميكانيكا سيارات كان جمب الورشة دي ورشة تانيه لسمكرة العربيات صاحبها راجل عجوز مزواج .. 
اتجوز ست مرات بحجة الخلفة !!

راجل جاهل ميعرفش ان الخلفة دي رزق من عند ربنا واللي مكتوبلة هيخلف هيخلف بإذن الله .. 
انا لما كنت برجع من المدرسة كانت ماما بتقلي روحي ودي الغدا لأبوكي في الورشة .. 
كنت كل يوم لازم اوديله الغدا ..
وفي مره شافني الحاج حسين صاحب ورشة السمكرة .. اعجب بيا جدا وقالي والله كبرتي يا اعتدال وبقيتي عروسة !! 
مكنتش اعرف انه كان بيلمح علي انه عاوز يتجوزني !! 
ايوا راجل عجوز عمره خمسين سنه عاوز يتجوز بنت سنها ١٤ سنه !! 
لا ومتجوز قبلها ست مرات !! 
المهم مره ورا مره لقيته نادي علي بابا واخده علي جمب وفضلوا يتكلموا مع بعض .. 
انا مكنتش سامعاهم بيقولوا ايه بس كنت شايفه الحاج حسين وبابا كانوا بيبصولي وكأنهم كانوا بيتكلموا عليا انا !! بعدها بابا لما رجع البيت بالليل لقيتوا بيقول ل ماما الحاج حسين طلب ايد اعتدال للجواز وانا وافقت والفرح كمان اسبوعين !! طبعا عشان بابا كان زي سي السيد في البيت بس طبعا !! وماما كانت قصاده ضعيفة جدا وملهاش رأي مقدرتش تتناقش معاه وتقله اللي انت ناوي اعمله دا اسمه جنان
بس دا برضوا ممانعهاش ان دموع الحزن والاسي تنزل من عنيها لأنها بجد كانت حزينة عليا !! 
المهم اتجوزت الحج حسين وقعدت معاه ١٠ سنين بدون حمل وفجأة ربنا اراد وحملت وفي اليوم اللي اتولدت فيه نهي بنتي هو اليوم اللي ماټ فيه حسين بسكته قلبيه مفاجأة !! 
كان عمري وقتها ٢٤ سنه .. بقيت ارمله وانا اللي في سني لسة بيقولوا يا جواز !! 
الحمد لله علي كل حال دا نصيبي وانا رضيت بيه .. 
قررت اني اعيش حياتي لبنتي
واربيها احسن تربية لحد ما كبرت واتخرجت من كلية الطب وبقت دكتورة اد الدنيا وانهارده خطوبتها علي زميل ليها معيد في الكلية اسمه عصام .. 
وقفت قدام المرايا .. 
يااااه اول مره اقف قدام المرايا من ٢٥ سنه !! 
شيلت الاشارب من علي راسي وفردت شعري .. 
ياااه دا بقي فيه شعر ابيض كتير .. 
بس لسة زي ما هو طويل وناعم .. 
فضلت ابص لنفسي واقول بقي دي البنت اللي كانت بضفيرتين زمان وكانت ضحكتها اجمل حاجة فيها ! 
جربت ارسم علي وشي نفس الضحكة بتاعة زمان معرفتش !! فضلت اسأل نفسي .. 
يا تري انا عايشة ولا مېته !! 
بنتي دايما كانت دايما تحكيلي وتقلي انا بحب عصام يا ماما .. 
بس مكنتش فاهمه كلامها ولا واصلني احساسها لأني معرفش يعني ايه حب !! 
فضلت ادور في الميكاب بتاع بنتي علي حاجة اخفي بيها التجاعيد اللي في وشي والله ما عرفت !! 
عمري ما حطيت مايكاب علي وشي .. 
٢٥ سنه وانا لابسة الاسود وحزينة بالاجبار علي واحد اتحسب عليا انه كان في يوم من الايام جوزي
الله يسامحك يابابا ويرحمك انت السبب !! 
فجأة لقيت تليفوني بيرن وكان اللي بيتصل هو حمادة جارنا في العماره اللي قصادي فتحت وقلت ..
صفحة محمد خلف صالح.. تقرا القصة وكانك تشاهدها بعينك
اعتدال .. الو
حمادة .. صباح الفل يا ست الكل
اعتدال .. صباح النور يا حمادة .. 
عامل ايه 
ومامتك عاملة ايه 
حمادة .. انا كويس طول ما بسمع صوتك
اعتدال .. احم .. احم .. ايه عاوز حاجة 
حمادة .. لا بس عاوز اقلك ان شعرك جميل اوي
اعتدال .. ايه ده !! 
وانت شفت شعري ازاي !!
حمادة .. من الشباك اللي قصادك يا جميل .. 
انتي نسيتي انك فاتحة الشباك بتاعك !
اعتدال تنظر فتجد حمادة يبتسم ويشاور لها من الشباك المقابل .. اعتدال تشعر بالخجل فتسرع ناحية الشباك وتغلقة
حمادة مندهش .. قفلتي ليه الشباك !!
اعتدال .. مش عيب تتجسس عليا وانا واقفة قدام المرايا !!
حمادة .. انا ما اتجسستش عليكي ولا حاجة انا كنت
واقف في الشباك بالصدفة
وبصيت لقيتك قدام المرايا
..عجبني
 

تم نسخ الرابط