شبح حياتي بقلم نورهان محسن

شبح حياتي بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


حاول توصل لايدي
ولكن قبل ذلك ظهرت مجموعة من الهياكل العظمية تحته وتشبثت بقدميه يرغبون أسقطوه بالقوة.
ألقى بدر نظرة إلى الأسفل وهو يقاوم من يجذبونه ثم نظر إلى حياة التي كانت تجتهد للوصول إلى يده الممدودة إليها بكل طاقتها وعندما كانت على وشك أن تلمس راحة يده قال لها حياة .. لا تدعينني أرحل!!
بإحدي المستشفيات

داخل غرفة بيضاء على سرير صغير حيث كانت حياة مستلقية عليه بوجه شاحب بينما كان بدر جاثيا بجوار رأسها مباشرة يراقب ما يحدث حولهم بتركيز.
على الجانب الآخر من السرير وقفت ممرضة تتفقد المغذي المعلق في يدها قبل أن تتجه إلى حمزة الذي قد دخل للتو وقال بلهفة طمنينا عليها يا بنتي!!
ابتسمت الممرضة وقالت بنبرة طبيعية ماتقلقش يا عم الحج كان ضغطها واطي وهي دلوقتي نايمة لما يخلص المحلول هتروح معاكو
قالت كريمة بابتسامة بينما كانت الممرضة تغادر الغرفة متشكرين يا ست البنات ربنا يطمن قلبك
أمسك حمزة بذراع زوجته وقال بصوت هامس خلينا نستني برا لحد ما تفوق براحتها يا ام كرم
سارت بكريمة متكئة عليه بحذر وقالت بطاعة حاضر يا حج يلا بينا
أما بدر فلم يسمعهما لأنه كان غارقا في أفكاره وداخل ذهنه تساؤلات كثيرة تطرح نفسها مرارا وتكرارا ما هذا الألم الغريب الذي استوطن في قلبه
ما الذي يمر به الآن هل هذا ما يسمى الشعور بتأنيب الضمير
لأن حرفيا فرت ال د م ا ء من عروقه پذعر عندما وجدها فاقدة للوعي أمامه.
كان شعوره بالخۏف عليها في تلك اللحظة كافيا لإقناعه بأن ما يحاول الوصول إليه وإثباته.
ما هو إلا سراب وأنه ليس إلا في المكان الخطأ ثم يعود عقله يجادل مرة أخرى قائلا هذا الأمل الأخير لدينا كيف يمكنه التخلي عنه بهذه السهولة ولماذا يضحي بهذا الأمل من أجلها
ليصدح صوتا مجهولا في أعماقه ويكرر أن آخر ما يريده الآن هو أن يكون سببا في إذيتها التي من الواضح إذا استمروا معا أكثر من ذلك ستحدث لها المزيد والمزيد من المشاكل لكن هناك شيء مخبأ بداخله منعه من المغادرة رغم أنه لا يعلم إلى أين وجهته دون أن يودعها على الأقل معربا عن ندمه الشديد على ضغطه عليها خلال اليومين الماضيين.
همهمت حياة في غفوتها باسم بدر الذي تصلب بصره عليها بمجرد أن سمع اسمه من ثغرها الشاحب دليلا علي إرهاقها وهناك عبره هاربة من عينها رآها بوضوح.
تململت في السرير وحاجبيها مجعدان بوهن تشعر بعبء ثقيل على رئتيها فتحت عيناها سريعا حينما مرت عليها تلك الأحداث المرعبة التى راودتها مؤخرا.
رفرفت رموشها عدة مرات بسبب عدم وضوح الرؤية أمامها حتى تعتاد على الضوء تزامنا مع صوت إغلاق الباب بينما عيناها تجولان في الغرفة التي تقطن فيها ثم عفويا أدارت رأسها إلى الجانب الآخر لتلتقي بعينيه الغائرتين التي كانت تحدق بها بهدوء.
استمرت حياة تتأمل في ملامحه القريبة من وجهها بشرود عدة لحظات قبل أن تتنفس الصعداء عندما أدركت أن ما رأته ليس سوى حلم.
انتظرته قليلا ليبدأ الحديث معها لكنه بقي صامتا وهو يحدق بها بعيون هادئة فقررت بتر ذلك الصمت وهمست بصوت متهدج هتفضل ساكت كدا!! محدش موجود ممكن تتكلم
وقف بدر أمامها بإستقامة قبل أن يجلس بجوارها على حافة السرير قائلا بنبرة حزينة دون أن ينظر إليها مش قادر اقول حاجة بعد اللي حصل بس انا بجد اسف
إعتدلت حياة قليلا في جلستها مع بعض التعب قائلة بغير فهم أسف علي ايه!!
رد بدر ببساطة علي رقدتك دي بسببي
رفع عينيه ليلتقي بنظرتها التي كانت تحدق به بدهشة ثم أردف انا كنت اناني لما ضغطت عليكي ووصلتك للحالة دي
أراد أن يكمل كلماته لكن حياة أوقفته بإشارة من يدها ثم قالت بنفاذ صبر هش!! ممكن تسكت وتسمعني شوية .. اللي حصلي دا سببه حاجات كتير من قبل ما اشوفك اصلا..!
الآن جاء دوره لمقاطعة كلماتها بصوت خاڤت يملؤه الاعتراض بس برده دا كان تصرف بشع مني اني استغل مساعدتك ليا بالطريقة دي..
طأطأ رأسه محاولا ضمر ما يعترى قلبه من مشاعر سلبية مخاطبا نفسه دون أن يلفظ بلسانه أمامها حسيت بضعف وعجز لما شوفتك مرمية علي الارض وانا مش قادر اعمل حاجة خالص .. لولا عم حمزة سمع صوتك وانتي بتقعي ونقلوكي علي هنا معرفش كان ممكن يجرالك ايه!!
نظر إليها بينما قناع من البرود الزائف مرتسما على وجهه قائلا بهدوء يتناقض مع فوران محتدم ينهش قلبه انا حبيت اشوفك قبل ما اختفي خالص عشان اقولك انا اسف ومش هحاول ازعجك تاني
تستمع إلى كلماته وهناك شعور غريب برفض ما كان يقوله مسببا لها إختناق مجهول المصدر لكنها سرعان ما تجاهلت هذا الشعور وهزت رأسها بشكل سلبي ثم صاحت معارضة بصوت مبحوح انت جرا لمخك حاجة!! اللي بتقوله دا مش هيحصل لازم نوصل لسبب اللي انت فيه .. ماتسيبنيش يا بدر
نظر في
 

تم نسخ الرابط