شبح حياتي بقلم نورهان محسن
شبح حياتي بقلم نورهان محسن
المحتويات
عينيها بعمق وكأنه يسبر أغوارها مما جعل حياة متوترة في مكانها وبحركة لا أرادية أشاحت بصرها بعيدا عنه عندما تساءل وايه اللي خلاكي تغيري رأيك مش كنتي بتقولي ان دا جنان!! ليه صدقتي فجأة
تنهدت حياة وهي تنظر إليه مجددا وتقول بإنزعاج مزيف ما انا لازم اصدقه ماقدميش الا كدا يا اما هتأكد اني مچنونة بكلم مجرد طيف مالوش وجود وانا متأكدة انك موجود وبصراحة فضولي هيجنني عايزة افهم
تساءلت حياة بنوع من التشوق حاجة ايه دي
لم يرد عليها بل تأمل فيها بصمت خصلاتها البرتقالية الثائرة مثل سجيتها حول وجهها الجميل ذو السحر الآخاذ خصلاتها تتدلى على ظهرها وكتفيها ثم أجاب بهدوء انا افتكرتك لما كنتي صغيرة
ابتسم بدر علي فعلتها العفوية قبل أن يهز رأسه قائلا بجدية ايوه افتكرت موقف وحش اوي حصل بينا
اتسعت حياة عينيها بذهول ورغم إرادته باندفاع متسائلة باهتمام ايه هو!!
ابتلع بدر لعابه قبل أن يخبرها بما تذكره بنبرة حزينة كنت طالع من البيت مضايق اوي عشان ابويا صمم ادخل كلية الحقوق وانا ماكنتش عايزها .. فضغط عليا كعادته معايا ورضيت بالامر الواقع
ساد الصمت بينهما ليكون سيد المكان كل منهما سابحا في أفكاره لكن بدر قال بصوت خاڤت أمام وجهها فجأة أقولك سر..
قال بدر بابتسامة حنونة تحمل في طياتها الكثير من المشاعر المجهولة لكليهما انا كنت معجب جدا بشعرها اللي لونه غريب اوي واللي مستحيل يليق علي بنوته غيرها وماكنتش عايزها تفضل قاعدة بيه قدام اللي طالع واللي نازل علي السلالم
وضع بدر يده خلف رقبته وفركها بخفة ثم أضاف إليها نظرة براقة لم تلاحظها بس بسبب غبائي برده لون شعرها اتغير من كتر ما صبغته عشان تداري علي جماله .. بس انا هفضل فاكر لونه الحلو وعمري ما هنساه تاني
ابتلعت حياة غصة في حلقها وانهمرت الدموع في عينيها من تلك الذكرى التي عادت إليها منذ الصغر لكنها متفاجئة جدا من نفسها لماذا لا تشعر بالحقد والكراهية تجاهه
كيف يمكن أن يتأثر قلبها بكلماته الرقيقة لها التي لم تنكر أنها جعلتها سعيدة للغاية عندما تلامست فيها الصدق وقالت بصوت مبحوح دون أن تتطلع إليه انت خوفتني اوي يومها يا بدر
ظهرت ابتسامة آسرة على فمه عندما تلفظت اسمه لأول مرة بهذا الصوت الناعم الخالي من أي السخرية ثم همس بهدوء حقك عليا يا حياة انا ندمان علي اللي عملته وعايزك ماتزعليش مني
رفعت جفنيها إليه محدقة في عينيه المشعتين ببريق يعكس صورتها فيه بشكل جعل خفقاتها تتسارع في صدرها وكأنها دخلت في سباق سريع خاصة أنه كان يرمقها بعيونه العميقة وحواجبه المسترخية ووجدت نفسها تهتف بإندفاع أخفى توتر وهي تبعد أحد خصلاتها خلف أذنها ايه ماتبصليش كدا!! ماهو اكيد انا مش هسامحك بسرعة اوي كدا .. اديني فرصة اعمل نفسي مقموصة يعني
سرعان ما تحولت نبرة صوتها المشاكسة إلى ضائقة عندما تذكرت ذلك الحلم الذي حلمت به منذ قليل واستأنفت حديثها وهي تنظر إلى يدها المعلقة فيها المحلول اخر مرة دخلت فيها مستشفي يوم ۏفاة بابا من ساعتها بقيت بكرهها اوي و
متابعة القراءة