شبح حياتي بقلم نورهان محسن

شبح حياتي بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


بكره ريحتها عايزة اخرج من هنا بسرعة
أطبق بدر جفنيه قليلا حيث أرهقته نغمة صوتها الخاڤتة الحزينة ورق قلبه لها ثم سرعان ما فتحهما متسائلا بتردد حياة .. ممكن نبدأ من اول وجديد!!
نظرت في عينيه الداكنتين لبضع ثوان لكنها اتخذت قرارها في النهاية ثم أومأت إليه بالإيجاب لأول مرة دون أن يكون هناك أي شعور بالتردد بداخلها.

جاء الليل يسحب ستاره بعد غروب الشمس
كانت حياة نائمة وسط سرير بدر بالعرض بطريقة فوضوية تماما وساقها تتدلى من السرير وتعانق الوسادة بوداعة تتعارض مع أسلوب نومها الغريب من وجهة نظر بدر الذي لا يفعل شيئا سوى مشاهدتها.
رغم أنه يحب مظهرها البريء وهي نائمة لكنه يفضلها وهي مستيقظة وټتشاجر معه بدلا من أن ټتشاجر مع ذاتها أثناء نومها هكذا منذ عودتها من المستشفى وهي على هذه الحالة وكأنها لم تتذوق طعم النوم منذ عدة أشهر ولا ينكر أن حالتها تحسنت كثيرا عن الصباح وهذا ما جعله يشعر براحة بسيطة.
اكتشف أن رؤيتها متعبة أمامه دون أن يكون قادرا على تقديم أي شيء للمساعدة يجعله ضعيفا جدا أمام نفسه لأن ذلك الوجه الملائكي لا يستحق الإرهاق والحيرة التي سيطرت عليها منذ دخوله حياتها دون موعد فإنقلبت رأسا على عقب لكن رغبته في البقاء بجانبها تزداد مع مرور الوقت فماذا يمكنه أن يفعل
تململ بدر بضجر قبل أن ينحني بخفة أمامها على السرير ثم صړخ متذمرا حياة .. يا حياة أصحي بقي ايه النوم دا كلو!!
فجأة رفعت حياة رأسها بعيون نصف مغمضتين بينما ارتدت مړعوپة على صوت صراخه الذي اخترق أذنيها أثناء سباتها العميق وقالت بفزع يمه العمارة بتتهد .. فين تليفوني .. ايه في ايه!!
عبست ملامحه الجذابة في استنكار حيث سألها ببراءة متناقضة مع صوته القاسې انتي ليه بتتخضي مني كدا كل ما بصحيكي ولو البيت اتهد تنفدي بجلدك ولا هدوري علي التليفون!!
فركت حياة فروة رأسها وهي تتثاءب بصوت مسموع ودلكت قلبها بيديها في محاولة لتهدئة دقاته السريعة بعد أن امسكت هاتفها العزيز وقبلته بإطمئنان ثم ردت عليه بابتسامة ساخرة صحيح تفتكر ليه بتخض !! طالعلي عفريت بيفوت من جوا الحيطة و دايما قاعد فوق راسي وانا نايمة .. المفروضواعملو عشاء كمان مش كدا!!
همهم بدر ېلمس أنفه بحرج وقال ببرود استفزازي من باب الذوق المفروض تعملي كدا..
ألقت حياة الوسادة التي كانت تحت رأسها لتوها تجاهه وتمتمت بسخط بينما مرت الوسادة من خلاله عبو رخامتك
زأر صوت ضحكته الرجولي عاليا قبل أن يقول بدهشة ويشير إليها بإصبعه السبابة سبحان الله اللي يشوفك دلوقتي مايشوفكيش الصبح قد ايه كنتي رقيقة و هادية بتتحولي بليل ولا ايه!!!
أنهي بدر جملته وهو يغمز لها مما جعل نبض قلبها يرتفع في صدرها مفتونا لكنها تجاهلت سؤاله الساخر ثم التفتت لتنظر إلى الساعة المعلقة على الحائط و هتفت منزعجة بعد أن ترك النوم عينيها عايز ايه يا بدر!! حرام عليك الساعة 8 بليل كنت سيبتني انام للفجر
مط بدر فمه إلى الخارج وسألها بصوت مذهول وانا هقعد لوحدي للفجر!!
تشدق صدغها بسخرية وهي تجلس متربعة أمامه مباشرة على السرير واضعة قبضتيها تحت ذقنها وهناك نظرة زائفة من الدهشة على وجهها ثم سألته بمكر ليه بتتكلم زي ما تكون عيل صغير وپتخاف من القعدة لوحدك!! دا احنا دفنينو سوا..
صر بدر أسنانه پغضب من أسلوبها الاستفزازي معه ثم تمتم بسباب يلعن ابو ملافظك .. بتفولي عليا!!
مدت لسانها تجاهه وهي تضحك ثم نهضت من السرير ولم ترد عليه بل تجاوزته وإتجهت نحو الحمام لتستحم.
نهاية الفصل التاسع
نورهان
الفصل العاشر شبح حياتي
ضحكاته كالصغار أكاد اذوب ولها بهاتين الحفرتين على جانبي خديه ومستعدة انفق عمري كاملا تقديسا لهذا الثغر المبتسم.
بعد وقت قصير
كانت حياة بشعرها الرطب الذى تفوح منه رائحة الشامبو المنعشة برائحة المانجو المفضل لديها.
جالسة على الأريكة الفسيحة مع وعاء كبير من الفشار في حجرها تأكله بشراهة أثناء مشاهدتها فيلما بتركيز وشغف يتألق داخل مقل عينيها.
دفعت القط بمرفقها بعيدا بلطف حتى لا يدخل برأسه في الطبق قائلة بتوسل وعيناها مثبتتان على الشاشة الكبيرة في منتصف الصالة بس بقي يا ميجو الله يرضي عليك مش عارفة اركز دا احلي مشهد في الفيلم
الله برده
هتفت حياة بحنق ونظرت إليه بعيون ضيقة عندما اقترب مرة أخرى بإلحاح أكبر فتمتمت بغيظ بعد أن وضعت بعض حبات الفشار أمامه ليأكل ويرضي فضوله دا انت رخم زي صحبك .. خدههم و حل عني بقي شوية
لفظ بدر سهوا دون مقدمات مالو صاحبو بقي!!
سمعت صوته الهامس الذي داعب مشاعر عميقة بداخلها لدرجة أنه من اندماجها الكبير في الفيلم الذي كانت تشاهده اعتقدت انها تتخيله لذلك غمغمت دون وعي غمازاته .. تجنن
ومض وهج في عيني بدر مقربا وجهه من جانب وجهها لتداعب أنفه رائحة شعرها الرائعة والغريبة لكنها راقت
 

تم نسخ الرابط