شبح حياتي بقلم نورهان محسن
شبح حياتي بقلم نورهان محسن
المحتويات
بمظهرها جدا.
حملت حقيبتها البيضاء الصغيرة ثم غادرت الغرفة على عجل ووجدت بدر على نفس الحالة التي تركته بها منذ فترة وجيزة.
.... بدر
خرج من قوقعة أفكاره على صوتها الرقيق حين نادته بإسمه ثم رفع وجهه تجاهها ليتوسع بؤبؤ عينيه الداكنتين وشعر بجاذبية أقوى من المغناطيس نحوها وفي لحظة نسي ما أوصى به نفسه طوال الليل.
بينما هو كان ولها بها وبسحرها الخلاب الذي يجعل الفولاذ يلين ويذوب من شدة توهج خصلاتها الڼارية.
سألها بدر بنبرة هادئة مدعي عدم الاكتراث مش هتفطري!!
تنهدت حياة بإحباط حالما عادت نظراته لها في ثوان غامضة لا تظهر أي رد فعل عما بداخله حتى ظنت أنها كانت تتوهم من فرط سعادتها وقالت بهدوء بعد أن تبخر حماسها مش جعانه دلوقتي .. هبقي اكل اي حاجة سريعة في المدرسة
تنحنحت حتي تجذب انتباهه عندما ظل ساكنا بجمود وليس لديها أدني فكرة عن الحړب الضارية في قلبه ثم تساءلت بصوت خاڤت وهي تقوم باللعب بأصابعها بتوتر انت مش هتيجي معايا
أجابها بدر بجمود لا مالوش داعي هستناكي هنا
إمتعضت ملامح حياة من إجابته الجافة وازدردت ريقها بعدما ثبت بصره عليها فهربت من النظر له وقالت ببرود طيب براحتك .. لما اخلص هرجع عشان اغير هدومي ونتحرك
في منتصف الظهيرة
حياة جالسة في المقعد الخلفي داخل سيارة الأجرة التي تقلهم إلى مكتب المحاماة الخاص في بدر الجالس بجانبها.
زفرت حياة بخفة ونظرت إليه برهة ثم إلى أصابعها متعجبة من أمره إذ لم يبد أي رأي بعد في مظهرها الجديد.
شكت أنه ربما يكون غاضبا منها لأنها لم توافق على قدومه معها عندما اشترت الملابس الجديدة لكنها أرادت مفاجأته فقط.
وبخت نفسها بشدة وهي تحدق من النافذة وتتساءل بغرابة مخاطبة نفسها في ايه يا حياة مهتمة برأيه اوي كدا ليه و زعلانه ليه يعني انتي اجننتي ولا مالك اعقلي وبطلي تشطحي بخيالك لبعيد .. بس انا هعيط بجد ليه ماحاولش يقولي كلمة واحدة حلوة من امبارح!! يوووه انتي باين عليكي لسعتي .. هو انتي في ايه ولا في ايه اصلا!!
تذكرت إطراءه بكلمات الرقيقة لها لكنها لم تكن سعيدة بها بقدر سعادتها لو كانت أتت من ذلك الجدار الصامت المجاور لها.
الشيء الذي لم تعرفه حياة أن ذلك اللقاء مع مازن في الصباح شهده بدر حيث كان يتابعها كالمعتاد بنظراته واحتقان وجهه بسخط شديد عندما رأى مازن هائما في ملامحها وابتسامتها الخجولة لكنه أذعن الصمت على مضض وهذا ما كان يدور في ذهن بدر في هذه اللحظات.
داخل مصعد في مبنى فخم
وقف الاثنان بجانب بعضهما البعض في صمت بينما ضبطت حياة خصلة طائشة على جبهتها مستخدمة القلم بين أصابعها بعد أن أدخلت دفتر ملاحظاتها في حقيبتها الصغيرة بعد مراجعة الأشياء التي كتبتها حتى إذا نسيت شيئا ما فستتذكره من خلال دفتر الملاحظات كما هي عادتها دائما مثل الذي يذهب إلى الامتحان وبداخله مضطربا من ان يخفق فى الاجابات.
لاحظت أن بدر رفع عينيه ناظرا إلى أرقام الطوابق أعلاه لتستفيد من الفرصة حتى تكسر هذا الصمت المتوتر أعصابها قائلة بهدوء بعد أن ألقت نظرة خاطفة عليه انا متابعة
خفض بصره إليها غمغم بغير بفهم ايه!!
إحمر وجهها رغما عنها وردت بصوت هادئ تنظر إليه تارة ثم أمامها تارة أخرى قصدي علي ارقام الادوار عيني عليهم يعني
هز بدر رأسه بإستيعاب وهو يرفع حاجبيه وينزلهما بسرعة دون أن ينبس ببنت شفة.
تنهدت حنقا من أبو الهول المجاور لها بينما تفكر في طريقة تجعله يخرج من حالة الجمود المريبة التي تربكها رغما عنها حتى يتحدث أو يتشاجر معها فهي لن تمانع ابدا.
رفعت دون وعي قلم بدر الذي استعارته من المكتب في منزله لفرك جانب رقبتها به في محاولة لإبعاد التفكير السلبي من داخلها.
لفتت انتباهه بحركتها العفوية وعيناه تنخفضان على رقبتها في ارتباك ليفرك جانب فمه بإبهامه ويغمغم ماتعمليش كدا
توقفت عن هز رأسها يمينا ويسارا بعد أن خرجت من شرودها على صوته والتفتت إليه بينما تنزل القلم عن
متابعة القراءة