رواية جواز اضطراري كاملة

رواية جواز اضطراري كاملة

موقع أيام نيوز


حد يشوفك يحس قد أيه أنتي جميلة ويحبك
خجلت مريم من ثناء زوجها فقالت وقد تحاشت النظر في عينيه أيه الكلام ده يا أدهم مش للدرجادي ثم صمتت برهة وأردفت قائلة عارف
أيه 
أنا دايما عندي يقين أن مفيش حاجة بتحصل في الكون صدفة كله بتدبير ربنا سبحانه وتعالى عارف حكاية سيدنا موسى والخضر
طبعا
أهوه أنا دايما بحس أن ورا كل ابتلاء خير يمكن نكون مش شايفينه دلوقتي ويمكن نشوفه بعدين أو حتى منشوفوش أصلا بس لازم يكون عندنا يقين أن طالما قضاء ربنا وقدره يبقا أكيد خير

أخذت نفسا عميقا ثم أردفت قائلة زي ما ربنا بعتك ليا وبعتني ليك يوم ما عمي جه وقالي أنه هيجوزنا رفضت في الأول ولما عمي أصر وافقت غصبن عني لأني كنت متأكده أنه مش هيسبني غير لما أوافق ولما قعدت بيني وبين نفسي صليت استخارة وحسيت أن جوازي منك خير وإن طالما ربنا حطك ف طريقي يبقا أكيد ده لمصلحتي عارف يا أدهم بالرغم من معاملتك الصعبة ليا وشكك المتواصل فيا وغضبك اللي بيظهر من أقل حاجة إلا إني معرفتش أكرهك حسيت معاك بالأمان اللي افتقدته بعد مۏت بابا الله يرحمه واللي مقدرش مروان أنه يحسسني بيه أو يمكن حسيته ف وقت من الأوقات بس مكنش احساس حقيقي لأني لما أتجوزتك عرفت معنى الأمان الحقيقي كنت عارفة دايما أنه ورا العصبية الأوفر والكلام الدبش قلب طيب يمكن حصلتله حاجات عكرته لكن الأصل صافي وحنين أنا متعودتش أخد الناس بالظاهر اتعودت أبص على اللي جواهم ويمكن لأن صورة أدهم القديمة كانت مترسخة في عقلي مقدرتش أصدق أدهم التاني
علق أدهم بضيق قائلا ممكن أطلب منك طلب
اتفضل 
ممكن متجبيش سيرة الزفت اللي كنتي متجوزاه ده وتقولي أسمه قدامي
أمال أقول ايه 
قولي الحيوان وأنا هفهم علطول ولا أقولك متقوليش حاجة أصلا ولا تحاولي تفكريني أنك كنتي متجوزة واحد تاني
أشمعنا يعني 
كده وخلاص من غير أشمعنا يا مريم ممكن 
ممكن
ألا قوليلي صحيح هو أنتي أتجوزتي الحيوان ده ليه 
الله أنتا مش لسه قايلي متجبيش سيرته أديك أنتا اللي عايزني اتكلم عنه أهوه
لأ مش عايزك تتكلمي عنه بس عايز أعرف يعني أيه اللي شدك فيه
أعادت رأسها للخلف ثم أغمضت عيناها لبرهة وأطلقت تنهيدة حارة
ثم قالت مروان ظهر 
قاطعها أدهم قائلا قولنا متتهببيش وتقولي أسمه قولي الحيوان
ابتسمت مريم ثم أردفت قائلة مش هقول الحيوان ولا غيره حرام بص أنا هتكلم بضمير الغايب هو ظهر ف أكتر وقت كنت محتاجة فيه لحد يكون سند وضهر ليا بعد ۏفاة بابا كنت محتاجة أحس بالأمان كنت تايهة أوي يا أدهم والأمان كان طول عمره بالنسبالي يعني راجل وأنا مليش أخوات وبابا مبقاش موجود ف جه هو ف الوقت ده حسسني بإهتمامه وبرغبته ف أنه يقرب مني وكل
ده بردو وهو بيحترمني ومبيتعداش حدوده معايا شدني ب كلامه الحنين بخوفه عليا وبعدها ب وقفته جنبي بعد وفاه ماما حسيت إني بحبه وأنه هيقدر يعوضني عن اللي راحوا صدقت كل حاجه كان بيقولها وكان بيعملها صدقت أنه هيكونلي الأمان والحماية والسند كنت خاېفة أبقى لوحدي لأني مبحبش الوحدة لكن طبعا بعد الجواز اكتشفت أن هو اللي محتاج يحس بالأمان وفضلت فاقدة الشعور ده لحد ما قابلتك يمكن يكون هو حبني لكن مقدرش يخليني أحس بإني مطمنة ويمكن تكون أنتا محبتنيش بس خلتني مطمنة و 
عند تلك اللحظة كان أدهم يردد بداخله أنه لا يحبها حقا بل إنه يعشقها هو لم يعرف الحب إلا معها سواء في طفولته أو حتى الآن حتى مع الآخرى لم يكن حب كان يظنه كذلك لكن حينما عادت مريم وأصبحت زوجته علم أن كل شيء معها مختلف كان يود أن يحتضنها بشدة أن يخبرها أنه لم يحب إمرأة سواها وأيضا كان بداخله شعور آخر بالڠضب والغيظ وهي تحكي عن حبها لهذا المروان الحقېر حزن لأنها أحبت رجلا آخر قبله لا لم تحبه ف حسب بل كانت زوجة له كانت تنام بين كان يستنشق أنفاسها كان يغمر نفسه فيها شعر بالڠضب والغيرة تجتاحه من تخيله لها وهي مع ذاك الحيوان فأغمض عينيه وأطلق زفرة حارة محاولا تهدئة نفسه وإخماد تلك النيران التي أشتعلت في صدره لاحظت مريم أنه قد شرد ولا يستمع إليها ف صمتت ثم هتفت بإسمه 
أدهم أنتا معايا سرحت ف أيه 
معاكي يا مريم لأ مفيش معلش خلاص أنا آسف متكمليش كلامك
ليه 
أجابها پغضب كده يا مريم وبطلي بقا كل شويه ليه ليه زهقتيني
أنا آسفة أنا هروح أنام الظاهر أنا رغيت كتير وصدعتك بس أنتا اللي سألتني على العموم تصبح على خير
تركته وهمت بالانصراف وقد أخذت الأطباق التي تناولا الغداء فيها ودخلت المطبخ وكان هو مازال جالسا وهو يردد بداخله وأيه ذنبها هي يا أدهم بتزعقلها ليه أنتا اللي سألت ملهاش دعوة بقا بغيظك وغيرتك دول ومش هتفهم كده قوم صالحها حرام عليك لسه بتقولك سندها وأمانها غبي صحيح
أسكت أدهم صوت نفسه وقام متجها للمطبخ حتى يعتذر لها وكانت هي في طريقها ل غرفة النوم فأمسك يدها قائلا 
مريم أحم أنا آسف مقصدتش والله
نظرت له وقد دمعت عيناها هو أنتا كل شوية تزعلني وتقولي آسف ومقصدتش أنا مش عارفة أنا عملتلك أيه
معملتيش وممكن متعيطيش تعالي نقعد نتكلم جوه
دخلا سويا غرفتها وأجلسها على السرير وجلس هو الآخر مقابلا لها ثم أمسك راحتيها بيد واحدة وبالآخرى مسح دمعها المتساقط على وجنتيها
ونظر لها قائلا باعتذار وحب خلاص بقا عشان خاطري متعيطيش أنا عارف أنك معملتيش حاجة بس كلامك عصبني ڠصب عني اتنرفزت ومعرفتش أسيطر على ڠضبي
ردت بصوت باكي وأنا قولت أيه يعصبك بس 
قال بإبتسامة ساحرة مريومة أنا راجل صعيدي صحيح معشتش في الصعيد كتير بس بردو مش قليل يعني حوالي 15 سنة ودول شكلوا شخصيتي مش بس كده أنا كمان كل الجينات والصفات اللي جوايا صعيدي وصعيدي قفل كمان ولما اتكلمتي عن الحيوان ده وعن أنك حبتيه وفكرتيني أنك أتجوزتيه ده جنني وطلع العرق الصعيدي وخلى الډم غلي ف عروقي
مش أنتا اللي سألتني يا أدهم وبعدين على فكرة أنا محبتهوش بالمعني الحرفي لو كنت سمعت بقيت كلامي كنت هتفهم إني أتوهمت حبه لكن أنا ثم تنحنحت وأستطردت بخجل أنا محبتش غيرك يا أدهم ومش من دلوقتي من زماان
سر أدهم كثيرا لهذا الاعتراف ولم يستطع أن يخفي سعادته تلك عن عيونها ولم يستطع أيضا أن يخفى بسمتة التي ظهرت أثر اعترافها بحبها لها وأنها لم تحب سواه كما لم يحب هو سواها نظر لها ف رأى ما يحب أن يراه فيها وجنتيها المتوردة من اعترافها له ف لم يستطع أن يمنع نفسه من أن ېلمس خديها بأصابعه فاقترب منها أكثر وظل يحرك اصابعه برقة على وجنتيها ب ظهر يده وبينما هو يحرك أصابعه عليها نظرت له نظرة أطاحت بصموده شعر برجفة تسري في جسده كله وكأن نظرتها أخترقته شعر بخفقان قلبه الذي ظن أنها تسمعه من شدته وبدأت أنفاسه في العلو والهبوط فأبعد يديه
عنها ثم هب واقفا وهم بالخروج من غرفتها لكن صورتها وهي جالسة بالقرب منه لايفصلهما سوى شبر واحد ونظرتها العاشقة له قبل قليل أبت عليه أن يخرج ف عاد مسرعا إليها وكانت مازالت في مكانها ف باغتها ب طويلة لم يقطعها سوى رنين هاتفه الذي أفزعه وأعادهما إلى أرض الواقع مجددا ابتعد عنها بصعوبة بالغة وهو بالكاد يتنفس ثم قال لها وهو يخرج من غرفتها 
يلا نامي بقا عشان متتعبيش وأنا هشوف مين اللي بيتصل وهنام تصبحي على خير
ردت عليه بأنفاس متقطعة وأنتا من أهله
خرج أدهم وهو يحاول السيطرة على نفسه وعلى صوته قبل أن يجيب المتصل الذي لم يكن سوى سيف صديقه لا يعلم هل يشكره أم يسبه وأخيرا أجابه بضيق قائلا 
أيه يا زفت عايز أيه 
أيه يا أدهوم جيت ف وقت مش مناسب ولا أيه 
أنتا هتستعبط عايز أيه يا سيف
بس قولي الأول كنت بتعمل أيه ها الصراحة التيجر اللي عندك ده ميتسبش قالها سيف ليثير حفيظة أدهم 
أتلم يا قذر الموضوع ده بالذات مفيهوش هزار وقسما بالله يا سيف لو جبت سيرة الموضوع ده تاني ل هقطع علاقتي بيك ثم صمت برهة وأكمل قائلا ليضايقه هوالآخر مهو أنا كمان ممكن أعمل زيك بس مش أخلاقي فاتعدل أحسنلك
اغتاظ سيف لأنه تذكر أن أدهم أيضا رأى زوجته بملابس مكشوفة اكثر من الملابس التي كانت ترتديها مريم ف أراد تغيير دفة الحوار قائلا 
طب بص بقا
أنا بكلمك عشان أسألك على حاجة سلمى أختى سألتني عليها قولتلها هعرف منك وأرد عليها
هي سلمى رجعت 
لأ ديه كانت بتكلمني فويس بص هبعتلك الفويس اللي بعتتهولي وأنتا أبقا ابعتلي الرد ماشي 
ماشي يا سيف ابعت
هقفل وابعتلك
طيب
يلا سلام تصبح على خير روح كمل اللي كنت بتعمله آسف على المقاطعة
أبو شكلك سلام
انتظر أدهم رساله سيف سمعها ثم أرسل له الرد وأغلق هاتفه وتوجه إلى غرفته لينام
كانت مريم مازالت مستيقظة وكيف تستطيع النوم وشفاه أدهم إلى الآن تشعر بها كأنها مازالت تحتضن شفتيها كانت تضع يدها عليها كأنها لا تريد أن تفيق من تلك اللحظة ليت سيف لم يتصل الآن علها قد ظلت بالقرب منه أكثر تمنت لو أنها ظلت بين ذراعيه بقية عمرها تمنت ألا تفارقه ألبته لكن هيهات لهذا الرجل الذي تشعر بحبه يغمرها ومع ذلك يصر دوما على الابتعاد لا تجد تفسير لما يحدث حاولت أن تغمض عينيها رغما عنها لكنها أبت عليها ذلك حتى الصباح
أما أدهم حينما دخل غرفته ظل الصراع بداخله على أشده وجهاده لنفسه ليبتعد عنها قد بلغ أقصاه تمنى لو لم
يتصل سيف حتى يعيش بين أحضانها ولو لمرة واحدة لكنه عاد ف تذكر السبب الذي يمنعه عنها ف حمد الله أنه انسحب في الوقت المناسب أنه يعلم جيدا إنها لو أصبحت زوجته فعليا فلن يستطيع أن يتركها ولو ظلت معه ف لن يستطيع أخفاء سره عنها لا لا لا يمكن أن تعلم سره حتى تظل صورته في عينيها كما هي ويظل حبها له كما هو لذا البعد أفضل ولعل الله يحدث بعد ذلك أمرا نام أدهم من كثرة الأفكار التي راودته وحينما أستيقظ في الصباح طرق بابها ليوقظها فأجابته بصوت منهك علم بأنها مستيقظة وبعد لحظات خرجت من غرفتها وغير بادي على وجهها آثار نوم يبدو أنها لم تنم ليلتها تلك فقال لها
 

تم نسخ الرابط