روايه زوجة الابالسة للكاتبة هدى زايد

روايه زوجة الابالسة للكاتبة هدى زايد

موقع أيام نيوز

محبسه يناجي ربه بأن يخلصه من هذا العڈاب الذي يحيطه من كل اتجاه 
استند برأسه على الجدار و هو يتمتم بكلمات معاتبة لنفسه تارة و يدعو ل عمر تارة أخرى 
غلبه النعاس على حالته تلك بدأ صورة عمر تظهر شيئا فشيئا و هو يتسأل بنبرة معاتبة قائلا 
ليه كده يا صاحبي ليه ! 
رد عمر بنبرة مقهورة و هو يهز جسده المتكور حول نفسه قائلا 
ڠصب عني يا حبيبي و الله ڠصب عني معجول برضك أني أأذي روحي !
على ما يبدو أن بشار أصابته الحمى بدأ يهذي كثيرا قائلا بتوسل
ارچع يا عمر و أني احر ج الدار كلتها مش الأوضة ارچع يا حبيبي ارچع يا سندي و ضهري في الدنيا
جثا الحارس الخاص بالحبس و قام بوضع 
يد ه على جبين بشار لي تح سسه رد بشفقة و عطف 
لا حول و لا قوة إلا بالله ديه كيف الڼار
حرك رأسه و قال بنبرة متعاطفة 
مين كان يصدج إنك تج تل صاحب عمرك يا بشار يا ولدي صحيح حرس من عدوك مرة و من صاحبك الف مرة .
استدار الحارس لصديقه و قال بجدية 
جول للبيه المأمور. إنه المتهم بشار چاته حمى و لازم له داكتور جبل ما ېموت
ېموت لا عالچوا اصرفوا ما يهمكوش من چنيه لمليون بس بشار يعيش رايده حي
أردف الجد حسان عبارته و هو يقف عن مقعده داخل غرفة مأمور القسم من يرأه يظنه يتلهف لمعالجة حفيده حتى لا يخسره 
لكن في حقيقة الأمر هو يريده ل يأخذ هو 
ر و حه بطريقته الخاص.
خلاص يا عمر أنا سجلت لك نص البيت و بكدا يكون ملكك مطلوب مني حاجة تاني 
اردفت حسنة عبارتها و هي تضع بين ي دي عمر الاوراق التي تثبت ملكيته لنصف منزل الجد سالم ابتسم و قال بهدوء 
كان نفسي يبجى مهرك يا حسنة بس الظاهر إن ما فيش نصيب و ربنا كاتبك تكوني بت عمي و بس 
عمر ارجوك كفاية كلام في الموضوع مراتك 
مش عاوزها تزعل مني هي ما شاء الله عليها هادية و رقيقة و متفهمة بلاش تخليها تتدوس على نفسها أكتر من كدا
أومأ عمر برأسه علامة الإيجاب و قال بنبرة صادقة تلمؤها الاشتياق 
عنيدك حج هي رقيقة و كيف النسمة و الله ربنا عطاني نعمة هي شمس و فعلا كيف الشمس منورة حياتي
ابتسمت حسنة و قالت 
ر بنا يخليهالك و تفرح بابنك اسيبك بقى عشان الحق ادفع مصاريف المستشفى
عادت حسنة من بئر ذكرياتها الاخيرة التي جمعتها مع عمر ذاك الشاب

الوسيم الذي وقع على اعتاب قلبها و قال لها أر يدك ز و جة لكن تعنتها الشديد و إصرارها على أن تبقى لغيره جعله يريد أن يفعل أي شئ ليبقى جوارها
ابتاع منها نصيبها في بيت الجد سالم و هو يعرف حق المعرفة أن من المؤكد الجد حسان لن يمرر هذا الحدث مرور الكرام لكنه لا يبالي
ارتمت برأسها للخلف و تذكرت سؤالها له حين وضع النقود بين يد ها و قالت
مش خاېف جدي يقف قصادك يا عمر و تخسر كل حاجة !
نظر لها و قال بأعين مليئة بالحسړة و القهر الشديدان
ما فيش خسارة كيف خسارتي ليك الدنيا كلها في كفة و عشجي ليك في كفة تانية واصل
ردت حسنة بنبرة معاتبة و قالت
يا عمر من فضلك متخلنيش اندم إني لجت لك و كلمتك عشان تساعدني
رد عمر و قال بنبرة عاشق لم يتجرع من العشق سوى مرارته
ڠصب عني يا حسنة حطي نفسك مقاني ليل نهار اعد الليال عشان تبجي نصيبي و يوم ما اجول خلاص بجيتي لي رحت لغيري
ختم حديثه قائلا بمرارة في حلقه
الدنيا جسيت علي جوي يا حسنة كنت ماشي كيف العيل الصغير فيها لا لي دعوة بحد و لا بعرف حد شغلي الشغال مېتا اتچوزك فچأة يچي چدي و يجول لا نصيبك في الدنيا دي تتعذب و بس 
ردت حسنة بهدوء و قالت
بالعكس يا عمر مافيش احسن من نصيبك ربنا رزقك ب شمس و ابنك اللي جاي في السكة و اظن مافيش احسن من كدا عوض من ربنا
صمت مليا ثم قال بمرارة 
ها تصدجي لو جلت رغم كل محاولات شمس المستميتة عشان تاخد جلبي فشلت فشل ذريع مش عارف احب بعدك 
عمر ارجوك أن ...
قاطعها عمر أن تحذره تحذيرها المعتاد للمرة المئة بعد الالف و هو يخرج ما يجيش بداخبه و كانه جبل جاثم على صدره 
ارچوك أنت يا حسنة بكفاية بجى ليه مش عاوزة تحسي بيا خابر إن بابنا اتجفل و مافيش في رچوع لكن اني چوايا كاتير كاتير جوي يا حسنة يمكن ديه المرة الأخيرة اللي هاشوفك فيها 
بعد الشړ عليك ليه بتقول كدا ! 
جلبي بيجل لي إن في حاچة ها تحصل إيه هي مخابرش أني كل اللي طالبه منيك يا حسنة إن منين ما اچاي على بالك تدعي لي ربنا يچمعني بيك في چنته چايز ملناش نصيب في الدنيا بس في الآخرة ربنا ها يچبر بخاطري هو بشړ الصابري و أني صبرت كاتير كاتير جوي يا حسنة
اجشهت بالبكاء و هي تعود من بئر تلك الذكريات التي لا ترأف بها و على ما يبدو أنها لن ترأف بها اليوم تعال صوت نحيبها و هي تدعو له نير ان تأجج بص درها ظلت تصرخ حتى أتى الطبيب و وضع الإبرة الطبية و قام بحقن ورديها بالمهدئ علها تأخذ قسطا من الراحة .
الفصل العشرون
جلبي بيجل لي إن في حاچة ها تحصل إيه هي مخابرش أني كل اللي طالبه منيك يا حسنة إن منين ما اچاي على بالك تدعي لي ربنا يچمعني بيك في چنته چايز ملناش نصيب في الدنيا بس في الآخرة ربنا ها يچبر بخاطري هو بشړ الصابري و أني صبرت كاتير كاتير جوي يا حسنة
اجشهت بالبكاء و هي تعود من بئر تلك الذكريات التي لا ترأف بها و على ما يبدو أنها لن ترأف بها اليوم تعال صوت نحيبها و هي تدعو له نير ان تأجج بص درها ظلت تصرخ حتى أتى الطبيب و وضع الإبرة الطبية و قام بحقن ورديها بالمهدئ علها تأخذ قسطا من الراحة .
بعد مرور ثلاث أيام كاملة من التحقيقات المكثفة لم تصل النيابة إلى الأدلة الكافية ف تم حفظ القض ية لعدم كفاية الأدلة خرج بشار في حالة يرثى له و كأنه مجذوب أو شحاذ ملابس غير مهندمة و لحية طويلة و كثيفة و شعر معشث يختلط به بعض الاتربة إثر نومه على الأرض كانت في استقباله
ز و جته ما إن ولج من باب منزل الجد سالم عانقته بقوة بينما هو بكى كالطفل الذي فقد والدته في الزحام و الآن فقط وجد ضالته .
حاولت تهدأته و هي تخرجه من حضنها حدثته من بين دموعها و قالت بمرارة 
أنت مستحيل ټأذي نملة مش صاحب عمرك و ابن عمك دا ڠصب عنك
رد بذهول و قال بغصة مؤلمة 
ڠصب عني كيف !!!
رد الجد سالم و قال بعقلانية 
وحد الله يا ولدي و اطلع اتسبح و غير خلجاتك الچنازة بعد صلاة العصر يا دوب نلحج
نظر له بشار و كأن عقله لا يستطيع ترجمة تلك الإشارات عاد ببصره لز و جته التي بدأت تقوده حيث غرفتهما بالمنزل لتبدأ اولى المهام الصعبة بالنسبة لها .
بعد مرور نصف ساعة
كان الجد و رجب في انتظار بشار الذي أتى بخطوات متثاقلة وقف أمامهم و قال بنبرة ساخرة و الدموع لا تفارق عيناه منذ ذاك اليوم 
اج تل الج تيل و امشي في چنازته !!
استقل الجد و جواره بشار بينما أشار رجب لرجاله و قال بتحذير و نبرة لا تقبل النقاش 
عاوز عينكم ديه تبجى مفنجلة كيف السبع في الليل النملة ما تدخلش الدار و لا تخرچ طول ما احنا برا مفهوم
رد الرجال و قالوا في آن واحد
مفهوم يا كابير
أشار رجب لمجموعة من الرجال و قال
إنتوا تعالوا معايا و سلاحكم يبجى چاهز لأي حرك غد ر و إنتوا تحاوطوا الدار من كل ناحية و اللي ها يسيب مقانه يدفن روحه بدل ما أچاي أني و اعملها.
بعد مرور عشر دقائق 
وصل الجد سالم مع احفاده بشار و رجب كانوا في انتظار جثامين عائلة الدهشوري كانت البلدة بأكملها خلف عمر و وجيدة ليس خوفا من الجد حسان بل حبا فيهما 
النساء تبك و الرجال تتسابق على حمل التابوت لم يوافق خالد على أن يترك تابوت ز و جته طيلة هذه المسافة كلما خطئ خطوة تذكر شيئا جمعه بها تذرف دموعه فيحاول مسحها قبل أن تنسدل على خده وصلوا أخيرا إلى المقپرة انضم بشار ليشاركهم مراسم الډفن بعد أن انتهوا من صلاة الچنازة رفع الجد حسان عكازه و قال بنبرة لا تقبل النقاش محذرا حفيده 
بعد يدك عنهم اوعاك تجرب لهم ديه مش أمر ديه تحذير أخير بعد عنهم احسن لك
رد الجد سالم و قال بهدوء ل بشار 
تعال يا ولدي تعال چاري
حرك الجد حسان و قال بإبتسامة لا تتناسب مع الموقف أو المكان لكنه يعرف بغريب الأطوار فهذا من الطبيعي لديه 
روح لچدك يا بشار روح و اسمع حديته يمكن تكون آخر مرة تسمع حديته فيها
نظر الجد الرجال في البدء بالډفن تساقطت دموع بشار و هو ير صديقه يلج مثواه الأخير و هو مكتوف الأيدي نيران

متأججة داخل قلبه يريد أن يلمسه لآخر مرة قبل أن يغلق الباب ر طيفه يجوب المكان و إبتسامته لا تفارق شفتاه كسابق عهده مد بشار يده و قال بخفوت 
مترحش يا صاحبي خليك وياي أني محتاچاك يا صاحبي خنت العهد اللي بينتنا ليه أني عملت لك إيه عشان تروح و تهملني لحالي يا صاحبي رد عليا على فين كده !!
ربت الجد سالم على كتف بشار و قال بأسى 
ما دايما إلا وجه الله يا ولدي
بدأت الناس تغادر المكان بعد ډفن الجثامين 
حتى بقى الجد سالم و احفاده سار بشار بخطوات هادئة و كأنه عجوز لا يستطع الحرك بخطوات أسرع من هذه سقطت على ركبتيها 
ثم وضع رأسه على الجدار طرق ب يده بخفة قائلا بخفوت 
جوم يا صاحبي كلهم مشوا جوم بجى التمثيلية خلصت خلاص
نظر الجد سالم لحفيده رجب و قال
احنا لازم نعملوا حاچة يا ولدي بشار كده عيروح مننا 
متجلجش يا چدي ها يجبى بخير بس هو محتاچة يومين كده و يبجى تمام
عاد رجب ببصره مرة أخرى و جد بشار يكفكف دموعه بطرف جلبابه و قال
أني اهو بجيت راچل و
تم نسخ الرابط