قصه طوفان
قصه طوفان
المحتويات
الفايلز اللى أنا عاوزاها
وضع أمامها ماجد كومة من الإسطوانات المدمجة عقدت حاجبيها و هي تطالعهم بتعجب ثم رفعت عيناها ناحيته و قالت بذهول
إيه كل ده ده كتير قوى
رفع ذراعيه في الهواء وقال باستسلام و هو يطالعها بشفقة
ده حكم القوى يا بنتی و الله انا ما ليا دخل ربنا معاكي
ثم مال بجذعه قليلا و أغمض عينيه و هو يتنفس عطرها الجذاب
بس برفانك يجنن علي فكرة
ردت عليه سهى بإبتسامة هادئة و هي تسحب أول قرص مدمج كي تضعهه بحاسوبها
شكرا
إحنا قلبناها كافيتريا للحبيبة ولا إيه!
قالها سامح پغضب و هو يتابع قرب ماجد من سهى و نظراته إليها بينما رفعت هي عيناها ناحيته تطالعه بشوق غريب و ضغظت بقدمها علي الأرضية كي تتحكم في إنفعالاتها أمام نظراته التي تلتهمها من قوتها
صمت وقالت ببحة صولهما متجاهلة كلماته عن قصد
صباح الخير
يا باسم
تخلي باسم عن حذره و تقدم ناحيتها قائلا بتسبيلة ملتاعة
هو إسمى حلو كله وأنا مش عارف يا صباح البرفانات الجامدة
ردت بإبتسامتها الساحرة
جلس سامح على مكتبه وقال بضيق و هو يلقي نظارته الشمسية پغضب
نقعد
إيه سکتیلی دی ما تيجى تضربيني قلمين بقا ده اللي ناقص
رفعت سبابتها محذرة وقالت بصوت رخيم و هي تحدق به بتحدى
لو طولت لسانك أكثر من كده هتضرب إنت فاكرنى هخاف من عضلاتك النفخ دى
رفع هو الآخر سبابته محذرا من وقع كلماتها الجريئة و الوقحة مثلها وصاح قائلا من بين أسنانه
إتسعت عيني باسم و إتجه بعينيه ناحية سهي التي خيبت ظنه ببرودها و هي تزم شفتيها و تقول بسخرية هادئة
جزمة إيه يا أبو جزمة وياسيدى مش هقول للوا ورينا بقا شطارتك يا يا سيادة الرائد
وقف ماجد بينهما وقال بضيق من عراكهما الدائم
طالعته بنصف عين لثواني و نظرات التحدى لا تتوقف بينهما ثم قالت ببحتها المثير كي تثير إغضابه أكثر و لكن بطريقتها
إقتربت سهى من باسم و وقفت بجواره قالت بدلال أنثوى قاټل و هي تزم شفتيها بطفولة
بقا أنا بومة يا باسم
ذاب باسم مع موجات صوتها و حركاتها ونظرات الحزن المفتعلة في عينيها وقال بهمس
صاح بهم سامح قائلا و قد إتسعت عينيه و بدأ في طرقعة أنامله پجنون كل واحد على مكتبه يالا خلوا اليوم ده يعدى علي خير بدل ما أخربها علي الكل
أجابه ماجد ببديهيو و هو يطالعه بحنق
وإحنا من إمتى لينا في جو المكاتب ده
رد عليه سامح بضيق
ما هو لغاية ما الآنسة تخلص دراستها للمهمة هنفضل إحنا ملقحين جنبها
إعتدلت سهى في وقفتها وقالت بسخرية رافعة لأحد حاجبيها
مش إنت برضه اللي بليتني بكل الإسطوانات دى إستنى بقى
بدأ في دفع هذاين الصنمين أمامه و هو يقول بصرامة متحاشيا الإشتباك معها مجددا
قدامى يا يا أخويا إنت
و هو نتزل الجيم شوية بدل قاعدتنا اللي ملهاش لازمة دى
تطلع إليها بقرف وتركها وخرج إتبعه باسم بضيق بينما إقترب ماجد منها وقال مداعبا
لو إحتاجتيني رنى عليا وأنا أجيلك جرى آه صحیح هاتي رقمك
أخرج هاتفه من جيبه و هي أملته رقمها فهاتفها وقال
سيفيه بقا يالا سلام مؤقت
دخل سامح وصاح به
مش يالا ولا إيه يا سيادة الرائد
رد ماجد مسرعا
وراك يا موحة على طول
تركوها بمفردها لتبتسم بفرحة وقالت في نفسها و هي تستند علي مكتبهل بمرفقها
أنا على الطريق الصح والله لأخليك تجرى ورايا إصبر بس عامل نفسك تقيل بس على مين قابل يا سامح من سهي المهدى لو تقدر
كانت فريدة في مكتب الدكتور حامد تكتب على الحاسوب المرافعة التي طلبها منها بحماس كعادتها ربما إلتحق بكلية الحقوق كي تنغمس بكل شىء له علاقة بأدهم و لكنها وجدت نفسها به و نمت شخصيتها بسرعة كبيرة
بينما كان حامد جالسا بمكتبه يطالع بعض الأوراق لقضية إغتلاس كبيرة هزت الرأي العام سمع طرقات على باب مكتبه فرفع رأسه قائلا بصياح عالي
إتفضل
دلفت سكرتيرته و وقفت
أمامه وقالت برسمية
أستاذ أدهم المهدی بره يا فندم و عاوز يقابل حضرتك جای حسب الميعاد
إبتسم حامد وقال بتلهف
خليه يتفضل بسرعة
خرجت السكرتيرة وثواني ودلف أدهم عليه بإبتسامة إقترب منه وصافحه قائلا بود
وحشتنی جدا یا دکتور
أجابه حامد بابتسامة متسعة وقال مرحبا
تلميذي النجيب وإنت أكثر يا أدهم إتفضل إقعد
وأشار له فجلس أمامه وتابع قائلا
رجعت مصر إمتى يا أدهم
فتح زرار سترته و جلس قائلا
بقالى أيام يا
دكتور بس الشغل وحشنى جدا ويشرفنى طبعا إنى أبدأ حياتي المهنية في مصر عن طريق مكتب حضرتك
نظر له حامد بلوم وقال
ده مكتبك يا دكتور أدهم من وإنت طالب عندى وأنا كنت عارف إنك ليك مستقبل كبير في المحاماه ولو إنى مستغرب ليه ما فتحتش مكتبك الخاص انت دلوقتي جاهز ما شاء الله
رد عليه أدهم بلباقة
كله بوقته إن شاء الله بس في البداية حابب ابدأ من مكتب حضرتك وأنا تحت أمرك في أى قضية
فكر حامد قليلا و هو يطرق بأنامله علي الملف الموضوع أمامه و الذي شغله
لساعات حيرة ثم رفع عينيه ناحيته وقال بجدية
في قضية في إيدى بقالها كام شهر محتاجة واحد بدماغك قضية تهريب أغذية فاسدة ومحتاجين نثبتها على راجل أعمال كبير جدا جاهز
إبتسم أدهم وقال بحماس
جاهز جدا إن شاء الله حضرلى حضرتك الورق كله وكام يوم بس أدرسها وهعرف حضرتك باللي وصلت ليه
اومأ حامد برأسه وتابع قائلا
تمام في قضية تانية إغتلاس لو حابب تفاضل بينهم
أسرع أدهم قائلا
لا خلينا في الأولي أنا إتحمستلها
حرك حامد كتفيه و قال
خلاص اللي تشوفه في بنت عندى هنتخرج السنة دى وبتشتغل على القضية دى من أربع شهور وملمة بكل تفاصيلها إقعد معاها وهي هتسهل عليك كل حاجة عاوز
تعرفها
رفع حامد سماعة هاتفه وأجرى إتصالا وبعد ثواني دلفت فريدة لمكتب حامد و التي ما أن وقعت عيناها على أدهم حتى تعجبت قائلة
أدهم
رفع حامد حاجبيه بتعجب وقال
إنتوا تعرفوا بعض!
إبتسم أدهم وقال معرفا و هو يطالعها بحب
دى فريدة المهدى بنت عمى وخطيبتي
ضحك حامد ضحكة عالية وقال
أيوة كده نفس الدماغ والطموح والموهبة ما هو النجاح في عمل ده موهبة لا وكمان مخطوبين عموما مبروك يا ولاد
رد أدهم قائلا بإمتنان
الله يبارك في حضرتك يا دكتور كلانك وسام علي صدورنا و الله
وجه حامد حديثه لفريدة قائلا
فريدة ممكن تجهزي كل الملفات الخاصة بشركة الأغذية لأن أدهم هيمسكها وبما إنكم قرايب ده هيسهل عليكم الشغل
أسرعت قائلة بتأكيد
تحت أمرك يا دكتور
ثم تطلع بأدهم و قال
ومش هيحتاج منك أيام كتير يا أدهم مش كده !
رد عليه أدهم بثقة
تحت امر حضرتك بعد إذنك
خرجا من عنده في صمت حتي وقفت فريدة أمام المصعد فسألها أدهم بتعجب
إنتي رايحة فين إرجعي كملي شغلك يالا
إلتفتت إليه و هي تبتسم برقة و قالت
هعزمك علي حاجة في الكافيه ده إنت ضيفي
انت بتبصلي كده ليه ! في إيه
حاوطها بذراعيه و قال بنبرة حازمة
متقوليش لحد تاني أنا تحت أمرك مهما كان إنتي فاهمة
تحت أمرك يا أدهم
شطورة يا قلب أدهم و نن عينه و الله
أشارت له بعينيها علي باب المصعد خلفه و قالت
الأصانصير
وقف يالا بينا
دلف مازن لصالة الإسكواش باحثا عن ملاكه الشارد بتلهف حتى وجدها تتمرن مع مدربها إكتفى بالتطلع إليها بشغف وإشباع عينيه بصورتها البديعة بملامحها الهادئة وبياضها المشع وعيونها الحزينة الدافئة
وأه من عينيها وشعراتها السوداء الناعمة التي تتحرك معها پجنون ينافي جمالها الهادىء
لاحظته كريستينا جالسا في هدوء يتابعها دون ملل فتطلعت إليه بنظرة لا تحمل أي تعبير يذكر لكنه كان مستمتع بنظراتها البريئة الحزينة
لأول مرة يشعر بهذه الدقات المتقطعة لقلبه كأنه يدق على سطر ويترك سطر ولكن ما ألذ هذا الشعور الغريب الذي صاحب رؤيتها و وجودها و تلك الهالة التى تحيطها
عادت هي لتمرينها و هي تلعب بشرود مما جعلها تخطىء أكثر من مرة و لما لا و هي تشعر بعينيه تخترقها و تحاصرها و تربكها متسائلة بداخلها عن هذا التخبط الغير مبرر و مع ذلك تمردت شفتيها و إبتسمت بخفوت و قد كسبت رهانها بأنها ستراه مجددا
عاد سامح ورفاقه بعد أربع ساعات غياب عن
مكتبهم فوجدوا سهى مازالت تطالع السديهات بشغف دون ملل أو كلل حدجها سامح بتعجب من جلستها المغوية واضعة ساق فوق ساق ببنطال بدلتها الضيق المثير رغم طول السترة نسبيا معلنا عن أنوثتها الطاغية
ولكنه تعجب أكثر كيف لها هذه المقدرة الصلدة فهى تتحدى ساعات العمل الطويلة دون أن يبدو عليها الإرهاق أو الاستسلام
إقترب منها باسم وقال متعجبا
إنتى لسه هنا بتعملى إيه يا بنت إنتي !
خلعت نظارتها وشبكتها بشعر انها الغوغائية حيث تركت آثارا حمراء على أنفها وقالت بتعب
ليه هي الساعة بقت كام !
أجابها ماجد بقلق
الساعة خمسة هتروحي لوحدك إزاى دلوقتى!
وقفت وقالت بإرهاق وهي تلملم أشيائها بسرعة
السواق اللي بيجبني أكيد هيروحنى مش هيسيبني و يمشي يعني في الصحرا دى
للحظة تعلقت عينى سامح بعينيها والذي كان يتطلع إليها بنظرة تعاطف على حالها المرهق والمثير بنفس الوقت كم يحزنه رؤية هاتين العينين العسليتان وهما تحيطهما هالة حمراء من التطلع لشاشه الحاسوب لمدة طويلة
تنهد مطولا وقال في نفسه
یا رب ساعدني وثبتني قدام عنيها دي هي البت دى عملت فيا إيه ليه بضعف كده قدام عنيها اللي تجنن دی!
و كأنها قرأت ما يجول بخاطره فوارت إبتسامتها ولملمت أشيائها وعدلت من ملابسها
وقالت بإبتسامتها
يالا سلام يا رجالة أشوفكوا بكرة
تركتهم وخرجت مسرعة وقفت في نفس المكان وتطلعت بساعة معصمها و هي تشعر بضيق و قالت پغضب
معقول سابني ومشي ! هعمل إيه أنا دلوقتي
سألت عنه فقيل لها أنه سيعود عما قريب مرة أخرى و عليها بالانتظار زمت شفتيها بضيق و وقفت تتطلع حولها بملل
بعد دقائق وقفت أمامها سيارة جيب عالية حديثة لاحظت باسم الجالس بجوار السائق فإبتسم إليها بود وقال
سهى لو خاېفة تتأخرى إركبي نوصلك لبيتك
ردت بسرعة
لا شكرا
صاح بها باسم قائلا
إركبى يا بنتى ما تخافيش هتقفی
متابعة القراءة