روايه بقلم مروه المحمدي

روايه بقلم مروه المحمدي

موقع أيام نيوز

تلك الحاډثة وتجاهلها وكأنها شيئا لم يكن لكنه أثبت لها أنه هو نفسه الرجل الذى ژنى بزوجة الغفير فى هذا البيت المحترق نظرت الى نفسها فى المرآه لتقسط من عينيها دمعة حزينة يعقبها شلالا من الدموع الصامتة 
Part 39
أيوة ملكى بس مبروحوش كتير روحته كام مرة بس
راقبت وجهه لترى عليه تعبيرات غريبة كمن يتذكر شيئا يضايقه ثم هذ رأسه وكأنه يحاول نفض تلك الذكرى من رأسه استأذنت لتذهب الى الحمام دخلت الى الحمام وهى ترتعش وقفت أمام المرآه تنظر الى وجهها المضطرب ونظراتها الشاردة المتوترة بيته ملكه هو صاحب البيت البيت الذى زنت فيه زوجة الغفير مع رجل ظنت أن عمر ليس له علاقة بالبيت وما حدث فيه لكنه صاحب البيت ومالكه لماذا يشترى رجلا مثله مثل هذا البيت الموجود على أطراف القرية والذى لا يحتوى إلا على فراش ودولاب وبضع الأوانى البسيطة ماذا يفعل رجلا مثله فى هذا البيت الذى قال انه زاره مرات لم يذهب اليه الا لسبب واحد لكى يلتقى فيه بعشيقته بعيدا عن أعين زوجها وبعيدا عن أعين الخدم لكم تمنت أن يكون برئيا لكم حاولت تناسى تلك الحاډثة وتجاهلها وكأنها شيئا لم يكن لكنه أثبت لها أنه هو نفسه الرجل الذى ژنى بزوجة الغفير فى هذا البيت المحترق نظرت الى نفسها فى المرآه لتقسط من عينيها دمعة حزينة يعقبها شلالا من الدموع الصامتة
شعرت ياسمين وكأن الدنيا قد توقفت من حولها ولا يوجد سوى تلك الحقيقة المره وقفت تنظر فى المرآه وهى متألمه مچروحه حائرة لا تدرى ماذا تفعل وكيف تتصرف أتواجهه أتسامحه أتبتعد عنه لا تدرى ماذا ستفعل ليست واثقه من أى شئ الشئ الوحيد الذى تثق به هو أن زوجها الجالس فى الخارج أجرم فى حقه نفسه وفى حقها وفى حق ربه بچريمة بشعة للغايه كفكفت دموعها وغسلت وجهها وعادت الى الطاوله تفرس فيها عمر ثم قال بإهتمام 
مالك يا ياسمين
قالت بصوت مبحوح 
مفيش
قال بحزم 
لأ فى انتى كنتى بتعيطى صح 
لم تستطع التأكيد أو الانكار صمتت أمسك يدها بين يديه الاثنين واقترب منها قائلا 
حبيبتى ادعيله ربنا يرحمه هو وماما 
نظرت اليه ليتك تعلم سبب دموعى يا عمر ليس أبي سببها بل أنت أنت من قهرنى وچرحنى قالت ياسمين وقد بدا عليها الضيق 
معلش ممكن نمشى عايزة أروح
ركبا السيارة وظلت صامته طوال الطريق وعمر لم يحاول مضايقتها بالحديث لكنه ظل يلتفت اليها
ويتفرس فيها وفى تعبيرات وجهها الحزين وصلا الى البيت صعدا معا توقفا أمام باب غرفتها اقترب منها عمر وقبل جبينها ثم قال 
تصبحى على خير يا حبيبتى لو مجالكيش نوم واحتجتى تتكلمى أنا سهران فى المكتب
دخلت ياسمين غرفتها وألقت بنفسها على الفراش بملابسها واڼفجرت فى بكاء صامت بكاء يبكى فيه قلبها قبل عينيها لم تدرى كم جلست تبكى لكنها لم تتوقف الا عندما لم يعد لديها القدرة على البكاء قامت بتثاقل وتوضأت وصلت بكت كثيرا فى سجودها وهى تتضرع الى الله عز وجل أن ينير لها طريقها ويلهمها حسن التصرف أنهت صلاتها وجلست على فراشها تفكر هى الآن تشعر بأن عمر بالفعل مذنب بهذا الجرم وأنه أخطأ مع تلك المرأة وترى ياسمين الآن انه ليس لديها الا طريقين اثنين لا ثالث لهما ويجب عليها أن تختار أحدهما الطريق الأول هو أن تواجهه ثم تنفصل عنه وتبتعد عنه تماما الطريق الثاني أن تخفى ما عرفته وتسامحه وتغفر له ما فعل لكن السؤال الآن هل حبها له كافى لأن يغفر تلك الغلطة هل حبها له كافى لأن ترمى هذا الأمر خلف ظهرها وألا تفكر فيه مرة أخرى هل حبها له كافى لأن تساعده على التغيير للأفضل وتأخذ بيده وتجعله يسير معها فى طريقها أم أن حبها
له أضعف من أن يتحمل تلك الغلطة التى سبقت معرفته بها وقلبها لن يستطيع أن يغفر له أبدا هى تعلم أن الحب كلمة لها معانى كثيرة من بين تلك المعانى التسامح وغفران الزلات وكلما كان الحب أكبر كلما كان التسامح أكبر وكلما كان الاحتواء أعمق فهل حبها بالفعل كبير وقوى حتى يقف فى وجه تلك العاصفه التى تحاصره من جميع الجهات 
مكثت فى غرفتها الى بعد الظهر كانت تحاول أن تتحاشي الاجتماع به خرجت من غرفتها ومرت بجوار باب غرفته المغلق فأسرعت السير حتى نزلت الدرج ليس من المعقول أن يظل عمر نائما لهذا الوقت فليس هذا من عادته لكنها لا تجد أثرا له فى المنزل ذهبت الى الخادمة فى المطبخ وسألتها عنه فقالت انها لا تعرف مكانه حضرت له الفطار فى الصبح ولم يطلب منها شيئا آخر على قدر ما كنت تشعر بالراحه لعدم رؤياه حتى لا تتذكر ألمها منه على قدر ما كانت تشعر بالقلق عليه غلبها قلقها اتصلت به رد عليها قائلا 
صباح الخير يا حبيبة قلبي
السلام عليكم صباح النور
وعليكم السلام
انت فين صحيت لقيتك مش موجود
أتاها صوته الدافئ 
وحشتك 
خفق قلبها وصمتت فقالت 
مستخسره حتى تقوليهالى
لم ترد فاكمل 
اما أنا فمش بستخسر فيكي حاجه وحشتيني وبتوحشيني على طول ولولا الشغل اللى فى ايدى كنت طرت لحد عندك
أغمضت عينيها وقد آلمتها كلماته آلمها حبه الكبير لها وهى لا تستطيع أن تبادله حبا بحب أرادت أن تسأله ان كان فى مكتبه أم خارج المزرعة لكنها وجدت نفسها تسأله سؤال آخر تماما 
عمر انت بتحبنى بجد 
لم تمسع صوتا بل انقطع الخط تركت الهاتف من يدها وأنبت نفسها على سؤالها تمنت أن يكون الخط قد انقطع قبل أن يستمع الى سؤالها والذى لا تعلم لماذا سألته أصلا جلست تقرأ احدى المجلات عندما سمعت صوت الباب يفتح وقفت لتجد عمر يدخل ويقف أمامها قالت بإستغراب 
عمر
كانت نظراته تحمل كل معانى الحب والشوق واللهفة قال 
جيت عشان أرد أرد على سؤالك
تبادلا النظرات لبرهه ثم جذبها الى حضنه استسلمت فترة لأحضانه ثم شعرت بالخجل حاولت ابعاده عنها رفع رأسه ونظر اليها مبتسما قال بصوت حانى 
عرفتى اجابة سوالك 
احمرت وجنتاها وأخفضت بصرها حاول رفع وجهها بكفه فوقع نظرها على الحړق فشعرت بغصه فى حلقها سألته بصوت مضطرب قليلا 
من ايه الحړق ده
نظر عمر اليها يتفرس فيها قائلا 
دى تانى مرة تسأليني عنه
ياسمين وهى تحاول أن يبدو صوتها طبيعيا 
فضول مش أكتر
قال عمر بحزم 
مش هقولك
نظرت اليه قائله 
ليه 
صمت طال صمته بدا عليه الضيق وأخيرا قال 
لأنك بعيده عنى بما فيه الكفايه ولو عرفتى هتبعدى أكتر
ارتجف قلبها لكلماته التى تؤكد ما عرفته أومأت برأسها وحاولت رسم بسمه على شفتيها قائله 
يلا عشان متتأخرش على شغلك وأنا هستناك على الغدا
سألها بإهتمام 
فطرتى
لأ لسه
قال بحزم 
حالا تفطرى حالا 
حاضر
ابتسم قائلا 
قوليها تانى
ايه هى 
حاضر
ابتسمت قائله 
حاضر
مش هتأخر عليكي لو احتجتى حاجة كلميني
ابتسمت له حتى انصرف ثم اختفت الابتسامه من شفتيها لتحل محلها عبره فى عينيها
جلست سماح مع أيمن فى شرفة منزلهما بدا على سماح التفكير قالت ل أيمن 
أيمن عايزة أسألك سؤال
خير
بدا عليها وكأنها تحاول تخير كلماتها بعنايه ثم سألته 
هو الحړق اللي فى ايد عمر قديم ولا جديد
الټفت اليها ورفع حاجبه قائلا 
نعم وانتى ايه دخلك بالموضوع ده
اضطربت قليلا ثم قالت 
عادى يعني فضول ياسمين كانت عايزة تعرف
نظر الى عينيها بحزم قائلا 
مراته عايزة تعرف يبقى تسأله لكن انتى متسأليش سؤال زى ده عن واحد صحبى
قالت تحاول تلطيف الجو 
ده سؤال عادى يا أيمن يعني مش سؤال شخصى
قال بحزم 
لأ مش عادى متسأليش اى حاجه
عن أى راجل حتى لو كان صحبي انت ايه دخلك بالحړق الى فى ايده وكمان بتسأليني أنا 
ابتسمت قائله 
هو انت بتغير 
نظر اليها بعتاب قائلا 
يعني مش عارفه ان أنا بغير بغير من مجرد كلامك عن راجل تانى وسؤالك عن حاجه تخصه
ضحكت قائله 
خلاص يا عم مكنش سؤال ده
اقترب منها قائلا 
بقولك ايه ما تيجي نعمل شهر عسل تانى
ضحكت قائله 
واللى
فى بطنى ده أشفطه يعني ولا أعمل ايه فيه
لأ خليه بس أصلى بصراحة غرت شوية يعني عمر فى شهر العسل و كرم فى شهر العسل وأنا مليش نفس يعني 
ابتسمت قائلا 
لأ ازاى خليك هنا ثوانى هروح أستعد لشهر العسل وأجيلك
فى المساء دخلت ياسمين الى غرفتها استأذنت من عمر لتنام مبكره عن كل يوم فى
الحقيقة لم ترغب فى النوم بل كانت ترغب فى الإنفراد بنفسها والتفكير لم تصل حتى الآن الى قرار لا تعرف ماذا تختار لا تعرف سوى شئ وحد أنها كل يوم تزداد قربا منه وتعلقا به فإن كانت ستأخذ قرار الإنفصال عليها ان تأخذه الآن لأن كل يوم يمر عليها معه بل كل لحظه تربطها به أكثر سقطت عبره من عينيها لم تكن تلك العبرة حزينه كباقى العبرات بل عبرة شوق شوق لزوجها الذى لا يفصلها عنه سوى جدار لكم تتمنى ان تلقى بنفسها بين أحضانه وتخبره بكل ما يحزنها كان حنونا للغاية وهذا جعلها متعطشه للمزيد من هذا الحنان دعت ربها أن يكون قد تاب بالفعل تمنت أن تشعر بذلك بتوبته وبصدقها ويعزمه على عدم تكرار ما فعل عندها ربما تتمكن من مسامحته ربما تتمكن من نسيان ما حدث تنهدت ونهضت لتغير ملابسها كانت شاردة تعاملت مع سوسته العباءة پعنف حتى كسرتها زفرت فى ضيق حاولت فتحها فلم تستطع كانت قوية للغاية نظرت للقطعة المقطوعة فى يدها بضيق خرجت ونزلت الدرج لتقابل عمر وهو صاعد الى غرفته قال لها 
انتى لسه منمتيش
قالت بإرتباك 
أيوة هنام دلوقتى
سألها بعتاب 
طالما كنتى سهرانه مجبتيش أعدتى معايا ليه
صمتت لم تجد ما تقول قال بضيق 
براحتك تصبحى على خير
صعد الى غرفته نزلت وذهبت الى المطبخ للبحث عن الخادمة لم تجدها نظرت الى باب غرفتها المغلق ترى هل نامت أم لا كادت أن تطرق عليها الباب لكنها أشفقت عليها أن توقظها بعد يوم متعب من أجل سوسته العباءة
صعدت فى ضيق الى غرفتها وظلت تحاول فتحها دون جدوى حاولت البحث عن مقص فلم تجد خرجت لتنزل للبحث عن مقص لم يكن أمامها حل الا قص العباءة قابلت عمر مرة أخرى وهو يدخل غرفته ويحمل كوب من الشاى قال بإستغراب 
مالك
فى ايه 
قالت بإضطراب 
مفيش
همت بأن تنزل الدرج لكنها التفتت اليه لتقول 
مفيش عندك مقص 
قال بإستغراب 
اه عندى عايزاه ليه
قالت بنفاذ صبر 
عايزاه وخلاص
ابتسم وقال 
مش هجيهولك الا اذا قولتيلى عايزاه ليه
قالت بضيق 
قولتلك عايزاه وخلاص
كنت بهرج معاكى لا مفيش مقص
زفرت بضيق نظر اليها حزمت امرها وقالت بسرعة وكأنها تخشى أن تتراجع 
عمر ممكن تفتحلى السوسته
لمعت عيناه بخبث فقالت بتوتر 
اتكسرت وبقالى ساعة مش عارفه اغير هدومى نزلت لقيت الست اللى بتشتغل هنا نايمة وصعبت عليا أصحيها 
قال بهدوء 
وأنا روحت فين 
دخل غرفته وضع كوب الشاى ثم خرج والتف
تم نسخ الرابط