الجزء الثالث والأخير رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

الجزء الثالث والأخير رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

بقى مالها ما كل الناس بتاخدها دى تجارة البنك بيتاجر بيها وبيردهالنا بفوايدها
قال بلال بهدوء شارحا كلامه ببساطة
هو أنت يا عم ابو يحيى لما بتاجر بفلوس مش الفلوس دى بتبقى ممكن تكسب وممكن تخسر
قال على الفور 
ايوا صح
تابع بلال حديثه 
بالظبط كده هو ده الفرق بين القرض والتجاره    القرض يعنى تشترط فايده ثابتة على اللى بتسلفه او اللى بتستلف منه يبقى ده قرض بربا     لكن التجاره معناه مكسب وخساره يعنى ممكن يطلعلك مكسب وممكن فى شهر تكسب بسيط وشهر تانى تكسب مبلغ كبير واللى بعده اقل مثلا وهكذا هى دى بقى التجاره وعلشان كده ربنا سبحانه وتعالى لما الناس خلطت الربا بالتجاره قال وأحل الله البيع وحرم الربا 
ثم مال للأم وقال بأهتمام 
ده غير اننا منعرفش هما بيتاجروا فى ايه اصلا ياعم ابو يحيى والله اعلم بيبيعوا ايه وبيشتروا ايه
أطرق ابو يحيى براسه وقال بخفوت 
انا مكنتش اعرف كده أنا فاكر أنها حاجه عادية وتجارة
ربت بلال على ساقه وقال بصدق 
انا عارف انك مكنتش تعرف بس اديك عرفت الزعل ليه بقى 
قال ابو يحيى متبرما 
بس برضه مكنش يصح ينصفه على حسابى ده انا حماه وهو    
بتر كلمته فى الحال كان سيقول أنه نصرانى فهمها بلال ونظر له عامر ومينا بضيق فقال بلال على الفور 
بس فارس معملش حاجه غريبة فارس عمل زى ما الرسول عليه الصلاة والسلام عمل بالظبط    
عقد ابو يحيى جبينه بينما أنتبهت حواس عامر وولده مينا
وبلال يقول 
فى واحد راح للرسول عليه الصلاة والسلام وقاله ان فى دقيق أتسرق منه وأنه تتبع اثره فوجد الاثار موديه على بيت يهودى ولما شافوا بيت اليهودى فعلا لقوا فعلا اثار الدقيق من بيت الراجل صاحب الدقيق لحد بيت اليهودى وكان ده دليل قوى ضد اليهودى لكن الحقيقه ان اليهودى مكنش هو اللى سرق وان واحد تانى مسلم هو السارق الحقيقى وانه خبى الدقيق عند اليهودى لما حس انه هيتكشف    
ساعتها تنزل الوحى على النبى عليه الصلاة والسلام بالايه الكريمه
إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله ولا تكن للخائنين خصيما 105 واستغفر الله إن الله كان غفورا رحيما 106 ولا تجادل عن الذين يختانون أنفسهم إن الله لا يحب من كان خوانا أثيما إلى قوله تعالى ومن يكسب إثما فإنما يكسبه على نفسه وكان الله عليما حكيما 111 ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا
اآيه دى يا عم ابو يحيى كانت آيه تبرئة اليهودى     كان ممكن الرسول عليه الصلاة والسلام يسكته ويقول خلاص بقى ماهو يهودى يعنى معقوله أطلع اليهودى شريف والمسلم حرامى     
لكن لاء الرسول عليه الصلاة والسلام أنتصر لليهودى وبرأه وأدان المسلم اللى سرق فعلا   هو ده الإسلام وهو ده شرع ربنا اللى الناس خاېفه منه وبيقولوا مينفعش نحكم بيه    
لم يصدق فارس نفسه وهو يدخل المدرج فى الكلية ليجد مهرة جالسة امامه فى اول بنش تنظر له وتبتسم ابتسامة واسعة    
تعلق بصره بها فى دهشة وألقى محاضرته بسرعة وبمجرد ان انتهى اشار لها بعينيه ان تلحقة    جمعت مهرة أشيائها وخرجت مسرعة فى فرحة غامرة أخذها للخارج وهو يقول بلهفة 
أحكيلى الله حصل بقى وبالراحه كده
قالت بسعادة 
بابا رجع امبارح من عند الدكتور بلال وقال لمراته تمشى وترجع بيتها وراح جاب ماما ويحيى رجع البيت وقعد اتكلم معايا وهو مكسوف من اللى عمله وكان عاوز يتأسفلك بس محرج    
تنهد بقوة وهو يقول بفرحة 
بركاتك يا دكتور بلال
ضحكت مهرة وشرعت فى التوجه إلى المدرج مرة اخرى وهى تقول 
سبنى بقى كفايه عليك كده
جذبها من يدها قائلا بابتسامة سعيدة 
لاء احنا هنتغدى مع بعض بالمناسبة الحلوة دى 
رفعت حاجبيها وقالت معترضة لاء طبعا مش موافقه أنت مبذر اوى على فكره
قال بحنان وهو ينظر فى عينيها محاولا التأثير عليها قائلا
طب لو قلتلك علشان خاطرى نفسى اقعد معاكى شويه
نجحت خطته فقالت على الفور وقد أحمرت وجنتيها 
موافقة بس نقعد فى حته فيها بحر
عقد حاجبيه وهو يقول مداعبا 
دلوقتى بتتشرطى مش لسه كنتى بتقولى لاء من شويه 
عقدت ذراعيها امام صدرها متبرمة وهى تقول بمرح طفولى 
خلاص مش عاوزه منك حاجه
ضحك وهو يجذبها من يدها ليخرج بها خارج الجامعة ليجلسا وحدهما مرة أخرى لتعود المهرة الأصيلة إلى حضڼ إلى فارسها المغوار  
عادا من نزهتهما بعد صلاة العصر ليجدا حالة من الهرج والمرج داخل شارعهم ودخان كثيف يخرج من أحد المحلات الجانبية الصغيرة فى الشارع    نظرت إليه مهرة وهى تقول بقلق 
ياترى حصل ايه
أخذها إلى بنايتهم ودفع بها برفق داخلها وهو يقول 
أطلعى انتى لما اشوف أيه اللى بيحصل
توجه فارس إلى الحج عبد الله صاحب محال البقاله ليسأله عن الامر فقال له 
مش عارفين حصل ازاى ده يا دكتور فارس أحنا فجاة كده
لقينا الڼار طالعه من المحل المقفول ده قعدنا نطفى فيه والناس كلها اتلمت تساعدنا وكانت هوجه فى الشارع بس الحمد لله لحقناها قبل ما تكبر
عقد فارس حاجبية بدهشة وعاد ادراجه إلى بنايته وما أن ډخلها حتى وجد مهرة تتصل به وهى تهتف ألحقنى يا فارس   
لا يعلم كيف صعد تلك الدرجات إليها    فى لمح البصر كان واقفا امام شقتها المفتوحة ووجد والدته خارجة منها وعلى وجهها علامات الفزع وقالت له 
تعالى يا فارس شوف أوضة مهرة
توجه فارس على الفور إلى غرفة مهرة فوجدها تقف فى منتصفها تنظر إلى ملابسها المبعثرة فى كل مكان وعلى وجهها قد رسم الخۏف لوحة ظاهرة للعيان بمجرد النظر إليها   
نظرت إليه وهى تقول بفزع 
الحقنى يا فارس
تقدم إليها فوجد فى يدها ورقة مدت يدها بها إليه وهى تقول 
لقيت الورقه دى على سريرى محطوطه هنا
وأشارت الى كومة ملابس موضوعة بشكل معين   ليست مبعثرة مثل بقية الملابس ولكن موضوعة فى مكان ظاهر على فراشها بعناية    
كانت كومة من ملابسها الداخلية    اتسعت عينيى فارس وأعاد نظر للورقة سريعا فوجد بها كلمات قليلة 
المره دى أوضتها وهدومها المره الجايه هى نفسها ومتلومش غير نفسك
رفع راسه بفزع غلى كومة ملابسها    نعم لقد وصلت الرسالة طرقت عقله پجنون    ټهديد بالاغتصاب     ولكن من     
من يجروء على هذا     استدار إلى والدتها صائحا 
أزاى ده حصل وأمتى
قالت والدتها وهى تضع يدها على صدرها مكان قلبها وهى تلهث من شدة الخۏف 
انا كنت تحت عند الست ام فارس وفجأة لقينا ناس بتزعق فى الشارع وبيقولوا حريقة طلعنا انا وهى ووقفنا فى البلكونه ولما لقيناك أنت ومهرة راجعين من بره سبت الست ام فارس وطلعت شقتى ولقيت مهرة طالعه ورايا ولقينا باب الشقة مكسور واول ما دخلت اوضتها لقيناها كده على حالتها دى واتصلت بيك   
أخرج فارس هاتفه وأتصل على الضابط صديقة وقص عليه ما حدث فصمت الضابط لحظة بعد ما سمع ما سرده عليه فارس 
وقرأ عليه الرسالة فقال 
نصيحة مني ابعد عن حكاية الاثار دى خالص يا دكتور فارس
صاح فارس بإنفعال 
يعنى انت شايف ان قضية
تم نسخ الرابط