رواية انا والطبيب كاملة جميع الفصول الشيقة بقلم سارة نيل
المحتويات
يسحب حقيبة كبيرة من سيارته وساروا جميعا باتجاه المشفى التي يبعدهم عنها خطوات بسيطة..
تسائل قيس
طب أنت والمأذون والشيخ رضوان هتدخلوا إزاي يا ياسين..
تبادل ياسين النظرات مع مرح وأردف بثقة
دي عليا أنا أدخل أنت والشنطة مرح هتاخدها وهندخل بطريقتنا..
قال قيس بمرح
واضح أنك جامد يا ياسين باشا..
اشتدت أعين ياسين قسۏة وهتف من بين أسنانه
لازم أكون كدا علشان خاطرهم ويلا أدخل أنت عادي علشان محدش يشك في حاجة..
تحرك قيس وقبل أن يدلف تسائل مرة أخرى ببعض الفزع
طب الكاميرات يا ياسين..!
ابتسم ياسين وردد ببعض المرح
ما أنا قولتلك مرة أنا موجود يا دوك..
وهمس وهو يدلف
مش ساهل يا ياسين وغامض زي أختك..
ارتفع رنين هاتف ياسين الذي أجاب من فوره ليأتيه صوت من الجهة الأخرى مردفا
كله تمام يا ياسين .. أحب أطمنك شحنات شركات البحيري اتصادرت والقوات في طريقهم لقصر البحيري ... وأخيرا وقعوا في إيدنا يا ياسين..
بس الخۏف من الناس الكبيرة والخونة إللي ورا جعفر البحيري يطلعوه منها زي الشعرة من العجين..
هتف ياسين بثقة ووجه يتلظى بالنيران
مش المرة دي .. المرة دي الموضوع في إيد الجهات العليا أوي والجهاز المركزي المرة دي الڤضيحة كبيرة .. المرة دي مش أسرة الحاج فتحي الراجل البسيط إللي في حاله .. المرة دي مش فتحي وحليمة ورائف .. المرة دي مش رائد إللي اڼضرب بالړصاص .. المرة دي مش قدر..
اقتربت مرح منه تمسد ذراعه بقلب مټألم لهذا العام المرير الذي مر عليهم وتلك الفترة التي عاشها ياسين الذي بلغت أوجاعه عنان السماء..
الجميع كان يحيا بهدوء وبساطة إلا أن ھجم هؤلاء الشياطين على حياتهم فجعلوها خاوية على عروشها..
كانت صديقة قدر المقربة بل الشقيقة التي لم تلدها والدتها تمت خطبتها لياسين وتم عقد
قرآنها لكن لم يتم الزفاف..
ياسين الذي أتى منكبا على وجهه بعد تلك المهمة التي كلف بها بخارج البلدة أتى بعد غياب وتعب ومشقة وشوق لعائلته الصغيرة أتى محمل بالهديا .. جلباب أبيض لفتحي ورداء جميل ستسعد حليمة عند رؤيته وساعة اليد التي يتمناها رائد والقميص الذي يفضله رائف..
فقط خړاب ... سكون مهيب ... واڼتقام على مشارف الأبواب..
حين أخبره الجيران ووالد مرح بما حدث سقط على ركبتيه كالطفل ېصرخ صړاخ ملأ الأركان صړاخ متمزق ودموع حارة انغمست بلحيته وأعينه ينبثق منها شرار يرتجف له الأبدان..
حتى وصل لهذه الخطوة لقد مر بالكثير تخطيط محكم دقيق عمل عليه لعام من الحزن..
هذا العام جعله وحشا كاسرا..
_______بقلمسارة نيل______
دلفت مرح لغرفة قدر بأنفاس متسارعة وبيدها الحقيبة التي أعطاها لها قيس..
كانت قدر تجلس فوق الفراش وبيدها مرآة صغيرة تخبئها أسفل الفراش أخذت تتحسس أسفل أعينها وبشرتها بشرود ثم كشفت عن كتفها لتنظر لتلك الندبة البشعة التي تأكل كتفها بقسۏة..
اشتعلت أعينها بقسۏة وهي تتحسسها لتقبض على كفيها بشدة حتى أبيضت مفاصلها وأخذ صدرها يعلو ويهبط بإنفعال واضح..
اقتربت منها مرح بحنان بعدما أغلقت الباب بإحكام هتفت بلهفة
قدر أنت كويسة..
اكتفت قدر بتحريك رأسها فسحبتها مرح بحزن لأحضانها قائلة
كابوس وانتهى يا قدر .. الحياة الجديدة السعيدة في إنتظارك هتاخدي حقك منهم وإن شاء الله زي ما ياسين وصلك هيوصل لبابا فتحي وأمي حليمة ورائد ورائف..
همست قدر بفزع وهي تضع يدها فوق صدرها نحو الموضع الذي اخترقت رصاصة القذر عزيز صدر رائد ودموعها جامدة بمقلتيها
رائد...
أنت في البداية يا قدر .. لسه البداية بس وخلاص بعد دقايق هتتجوزي قيس وهتبقى في حمايته هو ياسين..
واضح أنه شخص كويس وبيحبك يا قدر..
لازم تجهزي يا قدر الوقت ضيق جدا .. قدمنا أقل من ساعة..
رددت قدر بتعجب
أجهز..!!
فتحت مرح الحقيبة وأخرجت منه فستان أبيض فضفاض توسعت أعين قدر عند رؤيته فستان أبيض من الحرير الناعم النقي وعند الخصر حزام رفيع من البلور الأبيض ويهبط باتساع وعند نهاية الأكمام أساور دائرية من البلور وبرفقته حجاب أبيض طويل ساتر..
لم تتوقع قدر هذا أبدا لم يكن بحسبانها أن ترتدي الأبيض..
تحسسته بأعين غائمة فقالت لها مرح بسعادة
حقيقي الدنيا دي ضيقة أوي يا قدر مين يصدق أن هو نفسه دكتور قيس البنا!!
عند قيس وقف شاردا منتظرا مهاتفة ياسين على أحر من الجمر تنهد مغمضا
أعين وتلك الذكريات تموج بعقله...
منذ عامان..
عاد من المشفى بإرهاق فارتمى فوق
متابعة القراءة