وتين الجزء الاول _نبضات هادئه الجزء الثاني _بقلم ياسمين الهجرسي
وتين الجزء الاول _نبضات هادئه الجزء الثاني _بقلم ياسمين الهجرسي
المحتويات
وتين
الحلقة الأولى
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
اليس ظلما أن اعشق عينك وكل يوما ألقاها ولا اتكلم اليس ظلما أن اصارع ذلك الشتاءالمهجور دون عينك وان اظل اروض الحروف ولا أتعلم اليس ظلما أن أكون صريع عينك وانا ذالك الغائب المجهول
قصر عائله الشاذلي
اشرقت شمس يوم جديد تفرش أشعتها على ارجاء احد احياء القاهره الساحره الجديده وتحديدا في قصر المستشار احمد الشاذلي
هتفت بحنان لهذا الابن البار قائله له ما يؤمر عليك ظالم يا قلب امك هطلب منك نفس الطلب ويا ريت ما ترفضش زي كل مره
طنط شغف جابتلك عروسه و بعتتلي صورتها والبنت زي القمر بس انت وافق نفسي أفرح بيك وأشيل اولادك انت كبرت على القعده دى من غير جواز وكل البنات بيموتوا عليك يتمنوا منك نظره رضا
يا امي يا حبيبتي حضرتك ما بتتعبيش من الكلام في الموضوع دا
انا عارف انه صعب عليه قوي اني اقول الكلام ده لحضرتك
بس انتى اكثر واحده عارفه اني مش هقدر احب تاني
ولا هقبل فكره ان واحده غيرها تشاركنى حياتى
صمت يهدئ من حاله حتى لا يتجاوز مع امه فى الكلام واسترسل حديثه بانفاس ثقيله ليهتف
كانت بتتسند عليا عشان تقف
انا اللى علمتها تمشي و تاكل اول اسم نطقته كان أسمى مكنتش لسه بتفسر الحروف كانت لما تقوله سعادتي مبتتوصفشى انا صاحبها الوحيد وبير أسرارها حتى انا اللي اختارت ليها كليه عشان بس ما تبعدش عني
انا عارف اني مش المفروض احبها ولا ينفع انا اقول لحضرتك الكلام ده لانه في الاخر انا وقبل ان يكمل
ولم تكمل كلامها بسبب دخول ابنتها عليهم وهي تحمل في يديها صينيه عليها حليب وبعض شطائر الخبز
واقتربت منهم ووضعتها على المنضده وقبلت والدتها بحب
نظر لها راكان وبادلها تحيه الصباح وامسك علبه سجائر واخرج منها سېجاره أشعلها
ابيه مش صح تشرب سجاير الصبح صحتك تتعب المفروض تفطر الاول وامسكت كوب الحليب ووضعته بين يديه وبعض شرائح الخبز
كل هذا تحت انظار والدتهم التي يتقطع قلبها على حال ابنها وامنيته المستحيل تحقيقها وهتفت قائله
وانت فين كوبايه اللبن بتاعتك
ضحك راكان عليها فهى طفلته و اخته المدلله وهو يقترب منها وامسكها من اذنها وهو يضغط علي اذنها لكي يؤلمها
اي حاجه بشربها بس يا بكاشه و لبسي اللي انت بتلبسيه والبرفان بتاعى رغم انه رجالى معرفش بتعملى بيه ايه
اعمل فيكي ايه اخذتي كل لبسي برغم اني بجيب من الحاجه قطعتين الاقيكي اخذت الاثنين ومش بترجعيهم ثاني ومش بلاقيهم فيه دولابي ولا الشغالين يعرفوا عنهم حاجه تكوني بتولعي فيهم
صړخت وهي تمثل ان اذنها تؤلمها وتشير الى نفسها انا يا أبيه أعمل كده تنقطع ايدي انا هحكيلك بس سبني عشان خاطري يا ابيه ودانى وجعتني قوليله حاجه يا ست الكل
ترك راكان أذنها وهو يبتسم بسخريه من افعال تلك الشقيه وهتف أنا بعدت أهو يا
ستي قولي لبسي بيروح فين
جلست في منتصف الفراش وسحبت غضاء السرير الثقيل عليها نظرا لبرودة الجو
كل هذا ووالداتهم تضحك عليهم فابنتها لا تكف عن مناقرة اخوها الكبير فى اى فرصه تأتى لها قولي يا ستى السر الحړبي وراء أختفاء ملابس راكان الشاذلى
ضحكت وتين وهي ترفع أكمام ملابسها بسخرية وتمسك مقدمه ملابسها بفخر وهتفت بسعاده
أنا بقي بحب البس لبس أبيه أوى وخصوصا بعده على طول ريحته مع البرفيوم بتاعته بتعمل توليفه محصلتش
ويالهوى يا أبيه لم أحط عليهم كمان من البرفيوم بتاعي بتبقى حتة توليفه بتخلي كل اللي في المكان يتجنن
ضحك عليها راكان وهتف بحنان من افعال تلك المجنونه
بقي كده ماشى ياستى تركها و ذهب إلى مرآه الزينه وأمسك زجاجه عطره وأقترب منها وهو يقول
أتفضلي يا ست البنات زجاجه بريفوم من بتاعتى عشان ما تخديش لبسى تانى
تجمعت الدموع فى عينها وهى تهتف
بقى كده يا ابيه مش عايزنى البس لبسك هو حضرتك مفكرنى معرفش اسمها وأقدر أشترى زيها
صمتت تستجمع باقى كلامها تحت شهقات صوتها المتقطع لتكمل حديثها قائله
بس انا بحس بالأمان فى لبسك وأنك معايا فى كل مكان بحس بنفسك محوطنى منين ما اكون بيدينى ثقه فى نفسى
ولو على أن حضرتك مش بتلاقيها عشان أنا بعد ما بلبسهم بخبيهم فى دولابى عشان
بحب احتفظ بيهم
اخرجت تنهيده طويله لما تشعر به لتسترسل كلامها قائله
أنت الامان يا أبيه حتي سريرك لما بنام عليه بحس فيه بدفى مش بلاقيه فى سريرى
أى مكان حضرتك بتكون فيه بلاقى راحتى وأمانى لسه زعلان إنى بأخد لبسك
هتف بۏجع وحب لتعلقها الشديد به وهو يمرر انامله على وجنتيها وجفف دموعها ليقول لا يا قلب اخوكي
مش زعلان ولو حبه خدى الدولاب كله أنا أطول وتين هانم تلبس لبسى
وبمناغشه لكى يفك من عبوس وحهها بس بشرط توعديني أنك بعد ما تقلعيهم ترجعيهم ليا تانى وبرائحتك لانها الحنان بالنسبالي
ضحكت مجلجله وهى تصقف على يديها و هتفت قائله
حاضر أنا هاخد المخده دى فى حضڼي وهنام هنا شويه علي متخلصوا كلامكم وماما تبقى تصحيني أروح غرفتي أكمل نوم وسحبت الغطاء فوقها وأغمضت عينها وتركتهم في زهول من فعلتها
تعحب من افعالها واخذ يضرب كف بكف من حيلها التى لا تنتهى دثرها جيدا بالغطاء ونظر الي والدته وهتف بصوت يكسوه الالم قائلا
كبرت أوى يا أمى بقي قلبي بيتخلع عليها لما تبعد عنى
تفتكرى هيجى اليوم اللى أقدر أسلمها بأيدى لعريسها
أدعيلى يا أمى استحمل اصل انا من غيرها اموت فيها
بكت أبرار بقهره علي حال أولادها لأن تعلقهم ببعض اصبح مثل الروح والجسد مستحيل تفريقهم عن بعض
بصوت وتنهيده خرجت ثقيله هتفت قائله ليه كده يا ابني توجعنى فيك تفتكر انا هقدر اعيش من غيرك
واكملت و دموعها تنهمر مثل الشلال و امسكت يده تقبلها تعرف يا راكان لما ربنا رزقني بك كانت الدنيا مش سيعاني من الفرحه
فضلت افكر انا هاسميك ايه لحد ما ربنا هداني واخترت اسمك راكان عشان كنت عارفه ان ربنا عطاك ليا بعد صبر سنين من حرمانى فيها من الخلفه عشان تكون الركن و السند اللى لما اميل عليه هيسندنى
اكملت متذكره الآلآم الماضى لتهتف قائله جيت انت نورت حياتي فى وقت كانت جدتك عايزه تحرمني من ابوك وتجوزه عشان يخلف وكنت انت وش السعد عليا اللى ثبت وعزز وجودى فى حياة ابوك بقيت ركن اساسي من العيله دي وكنت اسم على مسمى
هتفت بسعاده و حب وبانفاس خرجت هادئه منتظمه على ذكريات طفولته الجميله واكملت قائله
كنت هادي مش بټعيط و زنان وانت بيبى وكنت طفل رازين و عقلك سابق سنك مبتعملش مشاكل
حتى لما كبرت و انا خلفت وتين كنت فرحان وواقف جنبي ماسك أيدي وبتعيط على عياطي
واول ما اتولدت اخذتها ما رضيتش تديها لاى حد غيري وانت اللي سمتها وفضلت تاخذ بالك منها معايا
ابتسمت بسعاده لاسترجاع زكرياتها مع ابنها راكان الاغلا عندها من الدنيا وما فيها و الاقرب الى قلبها
اوقات كتير كنت بحس انك بنت من تصرفاتك واهتمامك بيا
وحنانك علي وتين
ولما ربنا رزقني ب يونس ويعقوب كنت تعبانه في الحمل قوي كنت بس قبل ما انطق اسمك الاقيك جنبي
انت نبض قلب العيله دي يا راكان خاليك واثق اكبر عليك ياقلب امك وابتعدت عنه تحثه على التفكير فى موضوع العروسه فكر يا ابني في كلامي وشوف العروسه مش هتخسر حاجه يمكن قلبك يميل وتغير رايك وحولت نظرها الى وتين بحصره علي حالها لتهتف عشان قلبي يرتاح
تجمعت الدموع في عينيه يحاول ان يخرج صوته وهتف بصوت مهزوز من هول ما يجيش بصدره
يرضيك يا امي أريحك وأعيش العمر كله قلبي يوجعنى
واظلم انسانه معايا ملهاش ذنب في حاجه
سيبك يا امي من الكلام ده متشليش همى انا كده مرتاح
واسترسلت كلامه بعد ان لاحظ عليها الارهاق أتفضلى ارتاحي في جناحك ياامى شكلك تعبان
اومأت له واستقامت واقفه وهى تربت على كتفه بحنان وتدعوه الله ان يريح قلبه
ربنا يريح قلبك يا قلب ماما اقتربت من وتين تيقظها من نومها
اسرع راكان و هتف قائلا سبيها عشان هتبرد كفايه انها قامت من السرير ونزلت المطبخ وطلعت هنا ولبسها خفيف
قبل ان يكمل كلامه سمع صوت سعال خفيف يصدر منها
أبتسمت ابرار بحنان وهتفت حافظها اكثر من اسمك انا هاروح ارتاح وانت كمان أرتاح شويه
امسك يدها وغادرو الجناح وهو يقول انا هروح اجيب دواء الحساسيه بتاع الهانم من جناحها وعندي شغل هخلصه
حضرتك عارفه النهارده الجمعه ولازم اخد تقرير اسبوعي من الباشوات يونس ويعقوب
ضحكت عليه وهي تغمز بعينها يعني انت مش عارف عنهم حاجه
ابتسم لها
لا يا امي عارف كل نفس بيتنفسوه لدرجه السچائر اللي بيشربوها كل واحد بيشرب كم سېجاره في اليوم بس لازم اسمع منهم عشان يفضلوا عاملنلي حساب بس بسيب لكل واحد مساحته من الخصوصيه هم برده رجاله
اقتربت من باب جناحها وهتفت بحب خالص له ربنا يخليك لنا يا راكان وميحرمنيش منك انت واخواتك يارب ديما تكون سندهم وقدتوهم ربنا يخليكم لبعض
وأكملت وأبتسمت حضرتك محتاج حاجه
تحدث بحنان اه فى ان سيادتك بتكحى قومى خدى العلاج عشان متتقلش عليكى أمسك زجاجه الدواء وضع بعض الدواء منها في فمها وقال بسم الله الشافي المعافي اخذ يربت و يمرر يده على راسها
هتف بحب قائلا يلا نامي يا حبيبتى وقبل ان يدثرها بالغطاء مسكت يده وهتفت بلهفه تتكلم
لو سمحت ممكن بلاش تشتغل يا ابيه انا ما نمتش الا لما حضرتك رجعت متاخر واطمنت انك بخير و لسه ما نمتش ولا حضرتك نمت و ھموت وانام
نظر لها يهتف بابتسامه لا تظهر الا لها حاضر يا غلبويه رغم ان مش عجبنى سهرك كل يوم لحد ما اجى من برا بس نتكلم بعدين فى الموضوع ده عشان انتى تعبانه
واكمل يهتف پخوف عليها من شكلها الظاهر امامه هروح اجبلك بالطو تلبسيه عشان تروحى تنامى فى سريرك
ضحكت
بصخب وسيطرة عليها المحاميه الساكنه بداخلها ورفعت يديها وهي تهتف بإحتجاج وكأنها أمام القاضي في المحكمه تدافع عن متهم تؤمن ببرائته
_اعترض يا سياده القاضي هل يرضى سيادتكم ان ينهش جسدي
متابعة القراءة