ميراث الندم بقلم امل نصر
ميراث الندم بقلم امل نصر
وجهها البيضاوي كان مشرقا ونضرا وجميلا بصورة مؤلمة وهو لا ينقصه.
استجمع قوته من الداخل ليكمل طريقه محددا الهدف دون الالتفاف يمينا أو يسارا فقد اتخذ القرار وانتهى ليعود الى حياته مكتفيا بنصيبه مع زوجة فرض عليه إكمال حياته معها بفضل الرابط الواحيد الذي يجعله مواصلا فتياته الصغار فليضحي براحة البال من أجلهن.
تخطى وكاد ان ينجح ولكن وبوسط المسافة وصله صوت الصغير الذي تعلم حديثا بعض الكلمات على يديه
عمو.... يا عمو خازي.
توقفت قدميه دونا عن ارادته عقله يأمره بالتحرك ولكن قلبه فرض القرار على باقي اعضاء الجسد ليلتف نحو الصغير متجنبا النظر إلى والدته والتي اضطرت لإنزال ابنها الى الارض بعدما اجبرها على ذلك بمحاولاته العديد في التملص حتى يركض نحوه وقد فتح له الاخر ذراعيه في دعوة تلقفها الصغير كالعادة وبكل ترحاب.
جلس بالصغير متربعا على الأرض أسفل إحدى الشجيرات الكبرى بجانب السور غير عابئا بمظهره ولا بتغبر ملابسه الباهظة يتحدث معه وكأنه يفهمه
بس انت ملكش دعوة يا معتز انتي حبيبي وصاحبي وانا لو خلفت عشر ولد هتبجى انت اغلاهم سامعني يا باشا اغلاهم.
حتى وبرغم مرور يومين على مجيئه ما زال المنزل مزدحم بالأفراد من البشر التي تأتي وتذهب دون توقف للتهنئة بعودته لقد تمكن من الخروج بصعوبة منذ ساعات والان لا يعلم كيف له يدخل بحالته المزاجية السعيدة هذه لينغص على نفسه بتحمل هذا او ذاك من مدعي المحبة الجديدة عليه لذلك تحركت قدميه على الفور وبدون تردد ليدلف المنزل من الباب الأخر
اول مرة تحب يا قلبي هي دي اول مرة برضوا يا عمر
عقبت بها جميلة ضاحكة وقد فهمت على كلمات اللحن الذي كان يدندنه لتنهض عن العمل الذي كانت تقوم به في تنظيف الطيور الذي تم ذبحها وسلقها بالماء الساخن لتجهيزها في وجبة الغداء
وتابعت بخبث غير ابهة بنظرات الفتيات من ابناء شقيقاتها الاتي كن يساعدن معها
ياريتها جات الطلعة الحلوة دي من اول ما وصلت عشان نشوف الوش المنور ده.
جلجل بضحكته حتى مالت رأسه للخلف ثم داعبها يلاعب حاجبيه أمامها بعبث جعلها تشهق فاغرة فاهاها بشغف لا تطيق الصبر على المعرفة فطالعته باستفهام تسأله بخفوت
هم ليزيد بمناكفتها ولكن اوقفه الصوت المفاجئ لهذه الفتاة التي اقټحمت منادية.
خالة جميلة انا جيبت فروجتين.
اجفل عمر برؤيتها امامه مباشرة تحمل بيدها دجاجتين مخاطبة شقيقته بلهفة وابصارها منصبة عليه
خليت الفرارجي وزنهم بالمظبوط عشان ميضحكش عليا في التمن .
بهت امام تحديقها المباشر به وتسمرها امامه حتى ود ان يسألها ان كانت تريد منه شيئا ولكن منعه تدخل شقيقته والتي اقتربت تتناول الدجاجتين مربتة على ذراعها بحزم
براوة عليكي يا هدير شاطرة يا حبيبتي روحي ياللا ساعدي البنتة هناكة عندينا عزومة كبيرة لناس حبايبنا جم عندنا النهاردة في زيارة عزيزة .
يا للا يا حبيتي اتحركي ربنا يرضى عننك.
استفاقت اخيرا لتردف لها بلهفة وهي تحرك قدميها بصعوبة
من عنيا يا خالة جميلة من عيوني الجوز انتي تؤمري هعملك أحلى طبيخ.
كانت تردد بالكلمات ورأسها ما زالت ملتفة للخلف حتى كادت ان تصطدم في الجدار الفاصل بين المطبخ المفتوح والردهة ولكنها لحقت تتجنبها قبل ان تأخذ مقعدها بجوار الفتيات وتساعدهن في نزع الريش عن الطيور.
ليعقب عمر بابتسامة ملوحا بكفه امام شقيقته
مالها دي
ضحكت جميلة تجيبه
عيلة يا عم ما تخدش عليها مش عارف انت عمايل البنتة في السن ده المهم بجى خلينا في اللي احنا فيه عايزة اعرف كل الاخبار فرحني وبشرني بالجديد.
بهمة ونشاط غير عادي غلقت له حقيبة السفر التي حشرتها بالملابس المختلفة لتناسب جميع الاوقات معه في الأيام اللي سيغيب بها وبنفس السرعة دنت تتناول الحذاء تلمعه جيدا وتتحدث باهتمام جديد عنها
خلي بالك يا غازي اوعى