حكم من توفاه الله ولم يكن يصلي الافتاء تجيب
واستطردت دار الإفتاء أن المسلم مأمورٌ بتنفيذ كل عبادة شرعها الله سبحانه وتعالى- من الدعاء والصيام
والزكاة والحج وغيرها الأمر الذي افترض الله فوق منه- لو كان من أهل وجوبه، وأعلاه أن يتعهد بها جميعًا، مثلما صرح الله سبحانه وتعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً"، وأتى في تفسيرها: أى التزموا بجميع شرائع الإسلام وعباداته، ولا يمكن له أن يتخير بينها ويُؤدِّيَ قليل منًا ويترك قليل منًا فيقع بذاك في تصريحه هلم: "أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ"..
وقالت "كل عبادة من تلك العبادات المفروضة لها أركانها وشروطها
المخصصة بها، ولا تَعَلُّق لتلك الزوايا والمحددات والقواعد بتنفيذ العبادات الأخرى، فإن أدَّاها المسلم على الوجه السليم مع تركه لغيرها من العبادات خسر أجزأه ذاك وبرئت ذمتُه من جهتها، إلا أنه يأثم لتركه تأدية العبـادات الأخرى، فمن صـام وهو لا يصلي فصومه صحيح غير تالف؛ لأنه لا يُشتَرَط لصحة الصيام معيشة التضرع، غير أنه آثمٌ شرعًا من ناحية تركه للصلاة، ومرتكب بهذا لكبيرة من كبائر المعاصي، ويجب أعلاه أن يبادر بالتوبة إلى الله سبحانه وتعالى، أما موضوع الأجر فموكولة إلى الله سبحانه وتعالى، ولكن الصائم المُصَلِّى أرجى مكافأةًا وأجرًا وقَبولًا ممن لا يصلى".