جوازه ابريل ج2 نورهان محسن

جوازه ابريل ج2 نورهان محسن

موقع أيام نيوز

و انتي هتيجي معانا نوصلك في طريقنا
أومأت دعاء لها برأسها بالموافقة وقبل أن تبتعد نظرت بسخرية إلى صلاح الذي توقف عن عد المواقف المشابهة لهذا الموقف ولقد تمكنوا من الخروج منهم باستخدام أكاذيب دعاء الماكرة والمراوغة والتي سرعان ما تقتنع بها زوجته الساذجة التي تعتبرها صديقتها المقربة.
كيف يمكن أن تشك بها أو تحسب للخېانة حساب من ناحيتها وهي التي ظلت تحثها على الزواج لسنوات طويلة بعد ۏفاة زوجها ولم تكن تتلقى منها سوى الرفض حتى استسلمت وهى تجزم أن هذه المرأة وفية جدا لذكرى أخيه التوأم.
عند هالة
بعد مرور عدة دقائق
_مدي ايدك
قال فريد كلماته الغامضة بنبرة عملية مما جعل هالة تنظر إليه بحاجب مرفوع وهي تسأله بتوجس غريزي افندم!!
أشار فريد إليها بعينيه إلى الأسفل حيث ظهر ضوء الشاشة بوضوح من خلف قماش جيب بنطاله الأيمن قبل أن يفسر لها بصوته الرجولي العميق موبايلي بيرن في جيبي .. مش هعرف اطلعوا والابرة غرزة في دراعي
قال فريد ذلك بينما تتدحرج عيناه على ذراعه اليسرى فاتسعت حدقتاها من الدهشة وتدلى فكها من الصدمة قبل أن تهتف مستنكرة بصوت مرتبك بس دا مايصحش .. اكيد مش هعمل كدا
جاء صوت الممرضة الهادئ من خلفهما ممكن يكون حد من اهله عايزين يطمنوا عليه يا دكتورة
ارتجفت هالة بداخلها وهي تومئ برأسها موافقة وتمتمت علي مضض طيب
ازدردت هالة لعابها عدة مرات متتالية لاحظ فريد ذلك من حركة بلعومها واهتزاز حدقاتها المتوترة وهي تحني جسدها قليلا وتمد أصابع يدها النحيلة بتردد وحذر شديدين وتدفعها داخل جيب بنطاله لتسحب الهاتف بأطراف أصابعها.
أخذ فريد الهاتف من يدها التي شعر بها ترتجف متأكدا أنه سبب لها توترا كبيرا ودون أن يبدو على وجهه تعبير مقروء ظل يحدق في الشاشة المضيئة التي تحمل اسم والدته زهيرة لعدة لحظات وهو يعلم أنه إذا أخبرها الآن بما حدث فسوف تصر على المجيء إليه وهذا غير ضروري على الإطلاق.
تعجبت هالة من تحديقه المستمر في الشاشة دون أي ردة فعل فسألته بحيرة هتقدر ترد ولا ارد انا
أجاب فريد بحسم بارد وهو يرمي الهاتف بجانبه بلا مبالاة مش هرد
_مش طبيعي
همست هالة بصوت غير مسموع ثم سرعان ما خرج صوتها تلقائيا بسؤال محمل بالدهشة واستنكارا اومال خليتني اطلعوا ليه
وقبل أن يفتح فمه ليتحدث سمعا طرقا خاڤتا على باب الغرفة ودخل إحد الممرضين وهو يوزع نظراته بين فريد وهالة ليخبرها بصوت لاهث دكتورة هالة .. وكيل النيابة برا وعايز ياخد اقوال الاستاذ
في خلال ذلك
عند خالد
فى حديقة المستشفي
تبصر إليها خالد مليا وهي تقف وظهرها إليه واضعة يديها داخل جيوب معطفها الطويل الأنيق فوق فستان السهرة الذي يصل إلى الكاحل.
تذكر المرة الأولى التي التقيا فيها حدث ذلك عندما سافر مع باسم في زيارة قصيرة إلى الفيوم عند جدته منذ أكثر من عام وبسبب حبه الكبير للخيول كان أول مكان يذهب إليه هو الإسطبل لرؤيتهم ثم التقى لها كما لو كان قدره على موعد معها.
إنفرجت ابتسامة صغيرة على القاسېة حينما عادت تلك الذكرى إلى ذهنه مرة أخرى فجعلت قلبه يخفق وكأنه تحول إلى حصان يعدو بسرعة البرق عندما رأى بندقيتها المذهلة دون أن يفكر فيما سيجده في نهاية هذا المطاف.
أثناء ذلك
زفرت لميس بحرارة ففاح عبقها العطر وانتشرت ذراته في الهواء لتجري على بساط من السحر يلتف حول ذلك المتيم بالهوى ليفقد السيطرة على خفقاته وڼار الحب تضرم بلا رحمة في قلبه بسبب جاذبيتها الفاتنة ورغما عنه إنتقل عقله إلى هذا المشهد القديم.
flash back
وقف خالد بطوله المهيب وأكتافه العريضة يرتدي بنطالا أبيض وقميصا فضفاضا أخضر داكنا بأكمام قصيرة تظهر عضلاته متكئا على باب إسطبل الخيل يتأمل من تحت النظارات الشمسية فوق عينيه الجنية التي كانت تقف وظهرها إليه غير منتبهة لنظرته الفضولية إذ كانت مشغولة بتفحص عيني الحصان الذي أمامها بحذر واهتمام شديد.
رفع خالد يده نحو فروة رأسه ليغرس أطراف أصابعه في خصلات شعره السوداء الناعمة ليجذبه تلقائيا عندما فعلت لميس نفس الشيء مع الحصان حيث رفعت يدها لتداعب رأسه الأسود ذو الشعر الكثيف الحريري بنظرات حزينة علي حالة هذا المخلوق مهيب الجسد والمظهر لكنه مع ذلك حساس للغاية ويحتاج فقط للاهتمام والرحمة ليطمئن لك ويشعر بالأمان معك.
جاء صوت من خلفها أخرجها من تفكيرها كانت قشة انشقت تحت قدمي خالد الذي تحرك قليلا من مكانه فحمحمت بخفة تنقى بلعومها قبل أن يخرج صوتها الرقيق بجدية ناولني المحلول يا عم متولي
ودون أن تلتفت من مكانها مددت كفها الناعمة إلى جانبها منتظرة أن يفعل ما أمرته به لكن الصمت ساد المكان لتتأفف بصوت متذمر ماتيلا يا عم متولي .. مش عاااا..
التفتت لميس بجسدها فجأة فتصلبت عيناها على هذا الشخص الغريب قبل أن تخطو خطوة تحذيرية نحوه لتواجهه بسؤال مليء بالتوجس انت مين
قطب خالد بين حاجبيه متعجبا من كلماتها المبهمة ثم خلع نظارته فرأت بريق خضراوتيه الجذابة في ضوء الشمس الذي يتسرب من إحدى فتحات الإسطبل متسائلا بغرابة نعم
_واضح ان جدتي نفذت كلامها وبعتتلك تيجي .. مع اني قولتلها اني اقدر اتصرف لوحدي
_انا مش..
قاطعت لميس حديثه بانزعاج للمرة الثانية في نفس الدقيقة ولم تمنحه مهلة للرد مش محتاج تبرر ماهي مش غلطتك انت
لم يعلق على حديثها فى الحقيقة بدى الأمر مسلى له وظهر شبح ابتسامة مرحة على شفتيه لكنه حاول إخفاءها بسرعة حالما حدقت به لميس بعينين ضيقتين وهي تسحب أطراف بلوزتها البيج إلى الأسفل ثم وضعت يديها على خصر بنطالها البني الواسع وتابعت تستجوبه بإستغراب وجاي فاضي ليه
رفع خالد حاجبيه الكثيفين بتعبير مندهش ثم سأل بصوت أجش عميق تقصدي ايه
عقدت لميس ذراعيها اسفل صدرها وهى تتساءل بنبرة ساخرة فين ادواتك وشنطتك الطبية يا دكتور
تقدم خالد منها عدة خطوات واثقة والحماس يزداد في أوردته ليقول بنبرة ثقيلة ممعيش اي حاجة
وقف خالد أمامها مباشرة مما جعلها تشعر بهالته أقوى بينما كانت تخاطب نفسها سرا بسخط كمان يا تفيدة
عقصت بيدها خصلة شعرها خلف أذنها وهى تعض على شفتها بغيظ لتغمغم بصوت منخفض فهمت .. هي مش بعتاك عشان تعالج كرم .. بعتاك عشان تشرف عليا وانا بعالجه
أضافت تلك الكلمات بثقة شديدة وعدم الرضا دون أن تشعر بالفوضى العارمة التي تسببها حركاتها العصبية في قلب ذلك الجبل الشامخ أمامها ليتنحنح خالد قبل أن يسأل بصوت هادئ يخفي وراءه انجذابا قويا نحوها مين كرم
_دا كرم
ابتسم خالد مع تفسيرها وهو ينظر إلى الحصان الأسود الذي كانت تقف أمامه وتداعبه برقة قبل قليل حسده عليه وقبل أن يتمكن من الرد جاء صوتها الناعم بإستفهام انت كنت فين يا عم متولي كل دا تأخير
قالت لميس ذلك وهي تتجه نحو الحصان بينما متولي يبرر بصوته الغليظ ماتأخرتش والله يا دكتورة مسافة الطريق وجيت
دحرج بصره على خالد الذى إلتقى به قبل قليل بالخارج ليهتف ببشاشة عجبك الاسطبل يا ا...
_هات المحلول من عندك وتعالي امسك راس كرم
بترت لميس بقية جملته دون أن تنظر إليهم وهي تربط شعرها البني إلى الأعلى بربطة سوداء حتى لا يزعجها وهي تبدأ عملها وقبل أن يتحرك متولي أشار له خالد بالتوقف قائلا بحزم خليك انا همسكه
جحظت عينان متولى بعدم فهم ونظر إليه خالد الذى ابتسم بمغزي فأومأ له الرجل ببلاهة في صمت.
اقترب خالد من الحصان بحرص ووقف بجوار تلك التي ولت كامل انتباهها لعملها بينما بدأ الآخر يمسد ظهر الحصان برفق قبل أن يمسك رأسه بين كفيه الكبيرتين وهو ينظر إلى عين الحصان المصاپة وكانت هذه هي المرة الأولى التي يرى فيها الدموع في عيون حيوان وكأنه يبكي فوجد نفسه يتمتم تلقائيا دي اول مرة اشوف فيها دموع الخيل
_دي افرازات من نشارة الخشب اللي دخلت في عينه..
توقفت عن الكلام العفوى ثم أردفت بتساءل متعجب اول مرة!! انت تقصد ايه
لمعت في عينيها نظرة شك وهي تنظر إليه عن كثب بينما كان هناك شيء في نظرتها يسحبه لا شعوريا إلى أغوار بندقيتها لكنه استعاد السيطرة علي نفسه وهمس لها بصوته الدافئ العميق كملى
ارتعش بداخلها شعور غريب وهى تشعر بضآلة حجمها أمامه وقد تناست ما قاله منذ قليل.
وفي الدقائق التالية قامت لميس بعلاج الحصان بمساعدة خالد الذي سأل بهدوء كدا خلصنا
_ايوه .. تقدر دلوقتي ترجع لجدتي وماتنساش تقولها تقييمك .. بس بضمير انت حالف قسم
نظر خالد إليها بحاجب مرفوع وهو يسمع كلماتها التحذيرية الممزوجة بالحزن على عدم ثقة جدتها في عملها فأخبرها بثقة وابتسامة جذابة يوصل
تدخل متولى فى الحديث ببلاهة تامة تقييم ايه ويوصل ايه ماتفهمني يا ابني بدل ما انا زي الاطرش في الزفة كدا وسطكو
أخبره خالد موضحا بنبرة خشنة مستمتعة مفيش حاجة دا سوء تفاهم بسيط .. الانسة كانت فاكرني الدكتور
سألته لميس بتعجب وهى تحدق في ملامحه پصدمة فاكراك .. اومال انت تطلع مين
جاءتها الإجابة بصوت متولى الغليظ دا الاستاذ خالد يا ست لميس .. جاي ضيف من مصر مع الاستاذ باسم
شعرت لميس بمزيج من الڠضب والحرج حالما أدركت ذلك كان يجاريها فقط مم جعلها تهتف بضيق وماقولتش كدا ليه من الاول .. ماكنش ليها لزمة الاشتغالة السخيفة دي
اقترب خالد منها خطوة وضيق عينيه الخضراوين التي إنعكست فيها علامات إعجابه بها ليجيبها بصوت هامس عميق ضاعف من حرجها انتي اللي مابتديش لحد فرصة يقول حاجة
back
كل هذا كان يدور في ذهن خالد بلا هوادة وبتلقائية تامة وضع كفه على صدره كأنه يمنع قلبه من الهروب إليها من بين ضلوعه ليضمها في حضڼ دافئ من الشوق الغامر الذي يحرمه من النوم ليلا من التفكير فيها.
هز خالد رأسه بخفة طاردا كل هواجسه الحالمة بها وهو يتقدم للأمام وكلما اقترب منها يشعر وكأنه يسير على الغيوم المحملة بعطرها السحري.
استدارت لميس تنوي الاطمئنان على زوجة عمها التي تأخرت مما جعل شعرها البني يتطاير بخفة في الهواء من حولها لكن سرعان ما تراجعت خطوة إلى الوراء متفاجئة به خلفها.
فى قاعة المستشفى تحديدا أمام غرفة العناية المركزة
جسد يوسف ممدود على كراسي الانتظار
وهو في نوم عميق واضعا إحدى يديه على بطنه والأخرى متدلية على الأرض بينما كانت ريهام تجلس على أحد المقاعد في الجانب الآخر وعيناها لا تفارقان شاشة الهاتف حتى وصل صوت أقدام تقترب منها إلى أذنيها فرفعت عينيها وأدارت

رأسها بفضول
تم نسخ الرابط