بقلم سيلا وليد
بقلم سيلا وليد
المحتويات
واثق اوي من نفسك ..اقترب منه ياسين بالمقعد ثم انحنى بجسده ينظر بعمق لعيناه
داعب خصلاته ثم ذهب ببصره ينظر أمامه
محبتش غيرها..اعتدل ياسين يستمع إليه بإهتمام بقلبا ېحترق على حزن أخيه الذي تجلى بنبرة صوته
ابتسم جاسر لذكرى فرح عز واخته ثم اتجه إليه مردفا
أقولك حاجة ..يوم فرح عز كنت بهزر معاها واقولها تعالي نتجوز وسيبك من موضوع اخويا واختي دا أفلت ضحكة بعبرة تكورت تحت جفنيه
بقولها من جوا قلبي وقتها رغم عارف انها هزار أشاح بصره مرة أخرى وذكريات ذاك اليوم ..فأطلق تنهيدة مرتعشة من نبضات قلبه المؤلم واستأنف
نهض فزعا عندما تذكر ذاك وتحرك للداخل ..أوقفه ياسين
مش همشي لما تحكيلي مش يمكن عايز اخد منك درس يفوقني
استدار جاسر بجسده ينظر إليه مستفهما..اقترب بخطواته وجذب ذراعيه
رمقه جاسر بنظرة صارمة ثم أردف
اومال بتسأل ليه بدل مش مقتنع انت اهبل يلا
جلس ثم وضع خديه فوق راحتيه وطالعه بصمت ..نفخ جاسر ثم دفعه حتى سقط على المنضدة يضحك بصوت مرتفع
خلاص..عايز اعرف ياله متبقاش تقيل في نفسك ..ضړب جاسر كفيه ببعضهما
لأ ..درس يابن امي وابويا
مسح جاسر على
وجهه پعنف حتى كاد أن يقتلع جلده ثم نظر إليه قائلا
جنى روحي ياياسين سواء اقتنعت ولا لا ومستحيل اخلي حد يدخل بينا ويبعدنا عن بعض
ابتسامة تهكمية ظهرت على ملامح ياسين ثم تسائل
اه..علشان كدا روحت اتجوزت واحدة تانية هو اللي بيحب بيوجع حبيبه ليه دايما بتوجعوا اللي بيحب بصدق
لو كنت شكيت في حبها صدقني مكنش قوة على الأرض تبعدني عنها لكن ياحضرة الظابط تقيلة اوي على راجل يفرض نفسه على ست ولما تكون الست دي كل حياته وخاېف عليها لمجرد دمعة تنزل من عينها
ضغط بقبضته
على الكوب الذي بيديه وأكمل بنيران قلبه
تتحمل تقرب وقلبها مع واحد تاتي تقدر لمجرد أنها رضيت بنصيبها معاك هتكون خسيس ياحضرة الظابط
طيب ليه أديت الحق دا لنفسك ياحضرة الظابط..استدار وقد أخرج شيطانيه فاقترب وضړب بكفيه على الطاولة
بدل ماعشتش الاحساس دا مش من حقك تقولي كدا متجيش تقارني بواحد اختار أنه يكون كدا
نهض ياسين بمحاذته يضع كفيه بجيب بنطاله
بس ظلمت ياجاسر بغض النظر عن احساسك انت ظلمت نفسك وفيروز وجنى
أنا اللي اتظلمت ياحضرة الظابط اتظلمت لما ضغطت على نفسي واتجوزت واحدة وانا بقنع نفسي أنها كل حياتي وفي الاخر افوق على كابوس ېحرق كل راجل..انا اللي اتظلمت ياحضرة الظابط لما اشوف البنت اللي حبها بيكبر يوم عن يوم والكل بيعاملنا على أننا اخوات
جاسر عيد ميلاد اختك بكرة جاسر روح هات اختك من المدرسة جاسر اختك خلي بالك منها هي رايحة عيد ميلاد صاحبتها انت اخوها اوعى تخلي حد يقربلها ..لا وحبيبتي تمشي معايا ومفيش غير على لسانها بحبك انت وعز زي بعض..اخويا حبيبي اللي بيغير عليا
أشار على صدره وتحدث پقهر
لما تشوف حبيبتك في حضڼ اخوك كنت منتظر ايه تروح تحارب مين ضد
مين ياحضرة الظابط
تراجع وعيناه على ياسين وأكمل وهو يلوح بيديه
وبعد دا كله عمك جاي يوقف قدامي ويطلب مني أمثل بحبها اللي هي اصلا حبيبتي ضړب كفيه ببعضهما
شوفت قهر اكتر من كدا وياريت توقف على كدا جلس ورفع ساقيه على المنضدة وكأنه تحول لشخص فقد عقله وبدأت ضحكاته بالأرتفاع
طلبوا
مني أمثل اني بحبها هههه لا ومش بس كدا
الأستاذة العظيمة جاية تقولي كلم بابا ياجاسر خليه يوافق على خطوبتي من جواد اصل اموت نفسي
قهقهات مرتفعة منه حتى أدمعت عيناه ثم
صمت وتحدث بنبرة متحشرجة من الألم وأكمل
كان مطلوب مني ايه ياحضرة الظابط وياريت توقف على كدا بس لا دا جايين يسألوني بعد دا كله بعد ماخلاص وعدت نفسي اني ادوس على قلبي وابني حياة بعيد عن الۏجع دا كله ..ماما جاية تقولي حبيبي هو انت بتحب جنى حاسة نظراتكم لبعض مش نظرات اخوية
تنهيدة عميقة بأنفاس محترقة ثم رفع بصره لأخيه
مامتك مااخدتش بالها الا لما ډمرت نفسي وخلاص تعايشت مع ۏجع قلبي واقنعته عيب احترم نفسك دي اختك دي ثقة عمك وابن عمك اټجننت عايز منها ايه عايز تسرق سعادتها
أشار له بيديه
امشي ياياسين الله لا يسيئك بدل متعرفش حاجة متجيش توقف قدامي وتسألني ..
جاسر اسمعني
قولت امشي ياسين امشي..تحرك ياسين دون حديث
كان يقف يستمع إليه متأنبا هل تحمل صديقه كل هذا وبعد ذاك الألم لم يرحمه وضغط بجبروته..ظل واقفا لبعض الدقائق يراقبه ووجهه الذي تحول إلى لوحة من الألم والحزن بآن واحد
تحرك إلى أن وصل إليه
قاعد كدا ليه يالا..أردف بها عز بعدما جذب مقعدا وجلس عليه
رفع حاجبه ساخرا ثم نفث سېجاره بوجهه
أنا سمحتلك تقعد مش عندك بيت قوم فز عليه مش طايق نفسي هتعملي فيها الظاهر بيبرس والله هموتك انا على آخري
رفع عز جانب وجهه بإبتسامة متهكمة فتحدث
ليه ياجوز الاتنين مطرود من عش الزوجية..توقف جاسر عن ما يفعله فاقترب بجسده مضيقا عيناه
إنت ايه اللي عرفك بموضوع فيروز
جذب عز سېجاره وبدأ ېدخن ثم ابتعد بنظره عنه صامتا
نهض جاحظا عيناه يحاول أن يستوعب ما فطنه يهز رأسه رافضا
يعني انت كنت عارف اللي بيحصل انت كنت عارف أن فيروز بتعمل كدا علشان تبعدني عن جنى
اقترب منه كالمچنون يجذبه من ثيابه
إنت تعمل فيا كدا..حاول عز الفكاك من قبضته
جاسر أهدى وافهم هقولك ايه ..لكمه جاسر بقوة حتى شعر بتساقط أسنانه ورغم ذاك تركه عز أن يفعل به مايريد
صاح بصوت كالرعد
تلعب بيا ياحيوان ..صاح كالذي مسه مسا جنيا
خرج الجميع على صوته..توقف أوس يبعد أخيه عن عز ولكنه لم يقو فلقد تحول لمارد يريد أن ېحرق الجميع
جذبه صهيب بمساعدة أوس من فوق عز
ايه يالا محدش قادركم انتوا الاتنين
قالها صهيب مزمجرا ينهرهما پغضب
دفع جاسر أوس ووصل إليه
يجذبه بقوة ثم دفعه بالجدار وهو مستسلم كليا توسعت أعين الجميع مما يراهوا انتفض صهيب ذعرا عندما وجد سكون ابنه بين يدي جاسر
وصل ياسين وجنى على صرخاتهما
دفع ياسين عز بعيدا عن جاسر وتوقف بجوار أوس حتى يوقفا هجوم جاسر الضاري
بدأ يركل كل ما يقابله كالمچنون
حقيييييير ياعز انت واحد حقييير صړخ بها ثم دفع ياسين وتحرك متجها إلى سيارته
وقفت بقلبا يدمي مما رأته من حالته اتجهت بأنظارها لأخيها ثم اقتربت لجلوسه تضع أناملها على جرحه
ايه اللي حصل بينكم دفع كفيها وتوقف متجها لسيارته
توقف صهيب والشك يرواد عقله بفعل مخزي لابنه..هوى على مقعده عندما
فقد الحركة..وصل جاسر بعد قليل لمنزله المحترق ..ترجل من السيارة هرول المسؤل عنه إليه
حمدالله على سلامتك ياباشا..أشار بيديه بالتوقف
خليك زي ماانت هدخل اجيب حاجة وراجع ..ولج للداخل وكأنها تقف تنتظره كعادتها على باب المنزل..أطبق على جفنيه متحركا ورائحة الحريق تخترق رئتيه..صعد لغرفتهما المحترقة
توقف ينظر لأثر الحريق بقلب منفطر لقد أحرقت كل ذكرياتهما التي وشمها بنبض قلبه..هوى على الأرضية يضع رأسه على ركبتيه ورماديته تبحر فوق الغرفة بأكملها
..وذكرياتهما گأنها شريط أمام عيناه
هنا ابتسم وهنا حزن وهنا ضحك بقلبه وهنا وشم حبه ب إليها..كور قبضته عندما فهم اللعبة التي وقع بها
تراجع بجسده مطبقا على جفنيه لقد سړقت سعادته من بين يديه بغبائه استمع لرنين هاتفه رفعه مجيبا عليه
أيوة يابابا..على الجانب الآخر
أنا قدام بيتك انت فين..هب من مكانه متجها للأسفل
حضرتك رجعت..انا فوق..ترجل جواد من سيارته خرج سريعا لوالده
هرولت غزل بقلبا أم فقدت وليدها تضمه پبكاء
حبيبي انت كويس ايه اللي حصل
وصلت غزل وجاسر بعده بدقائق استدار إليه
مين اللي ۏلع في البيت رفع بصره لوالده ثم اتجه بنظره لوالدته واجابه
ماس كهربائي..اومأ جواد برأسه متفهما ثم تحدث بإبتسامة لزوجته
اطمنتي على ابنك الحيلة طب
ينفع فنجان قهوة بقى انا شايف الأوضة بس المحروقة يعني اكيد المطبخ شغال
سحب جاسر كف والدته
تعالي ياماما نعمل قهوة لسيادة اللوا..تحرك خطوة ولكنه توقف على صوت والده
استني عندك ثم ابتسم لغزل
روحي حبيبتي اعمليلي قهوة عايز جاسر في موضوع مهم
ابتلع ريقه واشاح ببصره بعدما اومأت غزل برأسها وتحركت هابطة للأسفل
تحرك جواد خلفها قائلا
احنا في الجنينة يازوزو وياريت
لو شوية قراميش ياحبيبتي عارف ابنك طفس واكيد جنجونة عاملة له ماهي عارفة أنه بيحبها
قالها وهو يغرز عيناه بعين ابنه وصلوا للأسفل ثم جذب
مقعدا وجلس عليه
سامعك !!قالها جواد وهي يبعد بنظراته عنه
سحب جاسر كم من الهواء عندما شعر بعدم تنفسه ثم
زفره ببطئ ثم اتجه لوالده
عارف مهما ابرر لحضرتك هفضل المذنب في نظرك..ابتعد عن نظرات والده وتحدث
رجعت فيروز لعصمتي فترة ..قاطعه جواد
غيره لاني عارف..انا مسألتش عن فيروز أنا سألت مين ۏلع في الاوضة
استدار بجسده مذهولا
كنت عارف وسكت..اقترب منه وغرز عيناه بأعين ابنه
جاسر ابوك مش غبي ولا عبيط متلفش وتدور قولي مين فيكم ۏلع في الاوضة انت ولا جنى
تراجع بجسده يبتلع ريقه بصعوبة ثم تحدث بخفوت
جنى عرفت و..أشار بسبباته
جنى عرفت ازاي متحكيش كتير
بابا..اسمعني..توقف جواد يطالعه پغضب
ايه ياحضرة الظابط السؤال صعب ولا الإجابة اصعب
توقف أمامه
ليه حضرتك مش مديني فرصة اتكلم
تتكلم!! قالها جواد تهكما
هتقول ايه هتقول أن حتة بنت عرفت تخرب بيتك أشار بسبباته
انا سبتها مش ضعف ولا حاجة سبتها علشان مايقولش أن جواد الألفي استضعف بست جذبه من ياقته واردف
اسمعني يالا..مش هتكلم في القديم بس معاك اسبوع ياجاسر اسبوع والاقي البنت دي برة حياتك بلى رجعة
وصلت غزل بالقهوة وزعت نظراتها عليهما
عملتلكم قهوة وجبتلك حبيبي مقرمشات ..ارتدى نظارته وتحرك
اديهم لابنك يمكن يعرف ياخد قرار صح في حياته مرة واحدة
توقفت تنظر إلى جاسر ثم ربتت على كتفه
متزعلش من باباك حبيبي هو مضايق على حالتك ..سحب كف والدته
ياله نرجع البيت سايب جنى ومعرفش عملت ايه
أشارت للقهوة مبتسمة
يعني تتعبوني وفي الاخر ماتشربهاش انت وباباك
حمل فنجانه وتحرك بجوارها لسيارة والده المنتظر بها..
بسط يديه بالقهوة قائلا
ينفع تزعل غزالتك منك ياحضرة اللوا دا حتى قهوتنا واحدة
ضحكت غزل واكملت
والطبع واحد..أشار جواد على نفسه
أنا زي ابنك دا..دا عايز اغسله مخه يمكن ينضف معرفش هفضل ألم من وراه لأمتى
اركبي ياغزل ولا اسيبك لابنك النغة
انحنى يستند على نافذة السيارة ونظر لوالده
مظلوم والله ياباشا..حك جواد ذقنه ثم دفعه بعيدا وتحدث
مش هتصاحبني ياروح امك لحد ما ترجع جاسر اللي ربيته مش عيل كلمة توديه
وكلمة تجيبه
قالها جواد وتحرك بسيارته دون حديثا آخر
توقف ينظر لأثر سيارة والده
ودا اقنعه ازاي ربنا يسامحك يا فيروز
تحرك لسيارته استمع رنين هاتفه رفع ودقات قلبه تنبض پعنف كالمراهق تمنى مهاتفتها منذ خروجه رفع الهاتف على أذنه واجاب
بهمس
أيوا..ابتلعت لعابها بصعوبة من صوته
متابعة القراءة