الجزء الثاني رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

الجزء الثاني رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن

موقع أيام نيوز

لم يكن مطمئنا أبدا هناك شىء يخبره أنها ليست على ما يرام بحث فى هاتفه على رقم بلال وأتصل به ..لم يكن بلال أقل دهشة من والدته فى اتصال فارس به وسؤاله عن مهرة ولكنه أجاب
أنا عندها دلوقتى
أبتلع فارس ريقة من المفاجأة وقال بلهفة
ليه هى تعبت تانى 
رفع بلال حاجبيه وهو يقول 
لا أبدا فى دكتور صاحبى جبته يشوفها ..والدتها اتصلت بينا وقالت مبتكلمش ومبتردش على حد ومبتاكلش وبتعيط على طول ..طبعا انت عارف ان ده مش تخصصى
خفق قلب فارس بقوة وهو يجلس على أحد الصخور وقال 
الدكتور قال أيه
بلال 
لسه خارج اهو اقفل وانا هبقى أكلمك
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
هتف فارس على الفور 
لالا متقفلش خالينى على الخط وقولى قالك ايه
نظر بلال إلى الهاتف بدهشة ثم أنزله للأسفل قليلا وهو يتحدث للطبيب الذى قال 
حالة من حالات الاكتئاب البسيط وان شاء الله هتعدى مع الوقت بسرعة
ثم نظر الطبيب إلى الجميع وهو يقول
هو فى حد زعلها 
قالت أم يحيى سريعا 
هى بقالها كام يوم كده مش عارفة مالها.. أكلها قليل ومبتنامش كويس ومش مركزة
قال الطبيب متفهما
عموما فى سنها ده الحالة النفسية بتبقى متقلبة متقلقوش مع الوقت هتتحسن وترجع لطبيعتها انتوا بس متضغطوش عليها فحاجة .
وضع بلال الهاتف على أذنه مرة أخرى ليبلغ فارس بما قاله الطبيب أرهف فارس سمعه لكلام بلال ولكن أم يحيى قطعت عليه كلامه وهى تقول ل بلال بحرج
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
ممكن بعد أذنك أكلمه اباركله 
تفاجأ فارس بكلام أم يحيى ولكنه وجدها فرصة مناسبة تماما فقال
ولا يهمك يا ست ام يحيى مانا كنت موجود وشايف بنفسى ...هو الدكتور قال ايه
قالت بحزن
بيقول اكتئاب وهيعدى ان شاء الله ..أنا والله ما فاهمة يعنى أيه اكتئاب أصلا يا أستاذ فارس.. أنا اللى يهمنى أن بنتى تقوم زى الأول بس مش عارفة اعمل ايه
قال فارس بإشفاق
أكتئاب !!
ثم قال فى سرعة 
لو سمحتى خلينى أكلمها
فرت دمعة من عينيها وقالت بأسى
ياريت يابنى.. دى لا بتاكل ولا بتتحرك ولا بتتكلم
شعر فارس أن قلبه يعتصر فى صدره وينقبض بقوة على حالها الذى لا يعلم له سبب فقال
طب حطى التليفون على ودنها وانا هكلمها يمكن تستجيب لكلامى
نظرت أم يحيى إلى بلال الذى كان يتحدث مع الطبيب الاخر ويحيى يقف معه يستمع لحديثهم فدخلت لغرفة مهرة وجدتها كما هى نائمة على الفراش تنظر لسقف الغرفة دون حراك أقتربت منها ووضعت الهاتف على أذنها وقالت 
أهى معاك أهى ..
ثم نقلت الهاتف على اذن مهرة أخذ فارس نفسا عميقا وقال بهدوء
مهرة
أنتفض جسدها الصغير بمجرد أن سمعت صوته وأخذ صدرها يعلو ويهبط فى سرعة وهى لا تزال محدقة فى سقف الغرفة وهو يقول ببطء
مالك يا مهرة .. أيه اللى تاعبك ..كلمينى علشان خاطرى ..أتكلمى يا مهرة
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
بدأت الدموع تقفز من مقلتيها واحدة تلو الأخرى بغزارة ودون توقف ترسم طريقا على خديها وما أن ينقطع بها السبل حتى تغير مسارها لتروى وسادتها التى شاركتها لياليها الموحشة من قبل كلما تكلم كلما أراد أن لا يتوقف أبدا فظل ينادى عليها مرارا وتكرارا بتصميم
انا فارس يا مهرة .. كلمينى قوليلى مالك.. أشكيلى مين اللى ضايقك
قال كلمته الأخيرة ووجد عبراته تقفز هى الأخرى على خديه وبدا صوته يشبه البكاء وهو يرجوها أن تتحدث أن تقول أى شىء خالطت دموعه دموعها ولكن عن بعد لم يراها ولم يسمع الا صوت شهقاتها التى بدأت فى الظهور أخيرا وهى تبكى . ولم تراه ولم تسمع الا نداءاته المختلطة بالبكاء وكأنه يعتذرعن شىء لا يعرفه أو لا يفهمه ...فقط يشعر به...
هبت أم يحيى واقفة وهى تمسك بالهاتف خرجت سريعا وهى تقول للطبيب بلهفة
مهرة بټعيط بصوت عالى يا دكتور صوتها طلع
هتف يحيى بسعادة
بجد يا ماما اتكلمت يعنى
قالت من بين دموعها 
لاء بس بټعيط بصوت عالى
أعطت أم يحيى الهاتف إلى بلال وهى تشكره قائلة
متشكره أوى يا دكتور بلال.. الأستاذ فارس أول لما كلمها ابتدت ټعيط وصوتها طلع أخيرا الحمد لله
باتت ليلتها مترنحة خائڤة تخشاه تترقب خطواته تضع أذنها على الباب تستمع لصوت أنفاسه كلما اقترب من الغرفة اهتز جسدها ړعبا تظن أنه سيقتلها بالتأكيد سيقتلها لن يرضى على رجولته أن يعيش مع امرأة فعلت فعلتها أذا ماذا يفعل لماذا تأخر مصيرها إلى هذا الحد سمعت صوته يتجه للحمام ويغلقه خلفه
فتحت الباب فى بطء وهدوء ويديها ترتعش وأوصالها ترتجف خوفا مشت ببطء وحذر إلى الحمام ووضعت اذنها وتنصت بإضطراب شديد سمعت صوت المياه فعلمت أنه يغتسل أغمضت عينيها وكادت أن تزفر بقوة ولكنها وضعت يديها على فمها خشية أن يسمعها عادت تمشى وكأنها تزحف بحذر إلى غرفتها وأغلقتها مرة أخرى عليها.
ظلت قابعة خلف بابها تترقب خطواته ذات اليمين وذات الشمال حتى سمعته يكبر تكبيرة الأحرام ثم بدأ فى ترتيل الفاتحة فتيقنت أنه يصلى الفجر.
هنا فقط زفرت زفرة طويلة أخرجت فيها ما كان يجيش بصدرها
من خوف وقلق وړعبا فلو كان ينوى قټلها لما وقف يصلى هكذا
هوت بجسدها على الفراش وهى ټلعن اليوم الذى قابلت فيه باسم وټلعن اليوم الذى صدقت فيه كلماته وعباراته المطمئنة لها كم كانت حمقاء ساذجة كيف لمثلها أن تقع فيما وقعت فيه وبهذه السهولة.
وكيف اكتشف فارس فعلتها بهذه البساطة وهى كانت تعتقد أنه غر ليس لديه خبره لقد نسجت خيوطها جيدا فكيف رأى الحقيقة بهذا الوضوح ولكن الذى جعلها غاضبة حانقة أكثر هو كيف فشلت العملية رغم تأكيدات الطبيب أنها عادت لعذريتها كما كانت من قبل ولن يكتشفها أحد مهما كانت خبرته فى عالم النساء وضعت يدها على خدها تتلمس صڤعات فارس الموجعة فلازالت تشعر بخدر فى وجنتيها نتيجة لصفعاته المتتالية عادت إليها رهبتها منه مرة أخرى عندما سمعت صوت باب الشرفة يفتح عنوة نظرت من فتحة الباب مكان المفتاح فوجدته قد دخل الشرفة واسترخى على مقعدها وأغمض عينيه.
زفرت فى ارتياح وحنق وتأكدت من غلق الباب جيدا وعادت إلى فراشها وهى تتوعد باسم وتسبه باقذع الألفاظ وذهبت فى نوم عميق .
أستيقظت فزعة من نومها على صوت صفق باب الشقة بقوة جلست فى فراشها دقائق وبعد أن تأكدت من مغادرته الشقة فتحت الباب فى هدوء واتجهت للحمام مباشرة اغتسلت وعادت لغرفتها مرة أخرى لتغلقها عليها لتسكت الشعور بالخۏف بداخلها ولكنها لم تستطع أسكات الشعور بالجوع الذى مزق معدتها .
فتح الباب ودخل بدون سابق أنذار فسقطت الملعقة من يدها بمجرد أن سمعت صوت غلق الباب دخل عليها ونظر إلى الطعام أمامها ثم نظر إليها بعينين خاليتين من أى تعبير وقال ببرود
وكمان ليكى نفس تاكلى
أبتلعت ما كان فى جوفها وتجمدت مكانها كالتمثال وهى محدقة به تحاول استكشاف ما بداخله من خلال تعابير وجه وظلت قابعة مكانها تنتظر رد فعله تجاهها جلس أمامها حول المائدة وصوب بصره إليها بصرامة وقال 
مش ناوية تقولى الحقيقة 
أبتلعت ريقها بصعوبة وشعرت بجفاف حلقها وشحب وجهها و قالت بصوت خاڤت مرتعش 
اللى قولتهولك امبارح هو ده الحقيقة كلها
أومأ برأسه بقوة ونظر إليها ببغض قائلا
وأنا مش مصدق حرف واحد
تم نسخ الرابط