قصة " عائلتي " بقلم الكاتبة شيماء الصيرفي

موقع أيام نيوز

قالها يوسف وهو ماسكني وبيحاول يهديني.

_ إبني كان هيموت،شوفته نايم ازاي لا حول ليه ولا قوة.

قلت كلمتي بصوت مليان قهر وأنا بدفن نفسي في صدر يوسف،طبطب عليا بحنين وقال...

_ لعله خير،رب الخير لا يأتي إلا بالخير كله، الحمدلله الدكتور قال إننا لحقناه بسرعة.

بعدني عن حضنه ومسح دموعي وقال...

_ كفاية أفكار سوداويه ومتسمحيش للشيطان إنه يوسوسلك والحمدلله هو بخير وبكرة يرجع البيت في حضنك.

بدأت أهدى بعد كلمات يوسف ليا، بصيت ليامن اللي لاقيته قاعد على الكرسي وبيمسح آثار دموعه، روحت قعدت جمبه وأخدته في حضني وقلت....

_ حمزة هيبقى كويس والصبح بابا هيجيبه.

_ هيبقى كويس فعلًا يا ماما ؟

قالها بخوف، رديت عليه وأنا بطبطب عليه وقلت...

_ إن شاءالله لأننا ظننا بالله خير وربنا بيقول أنا عند ظن عبدي بي،وأحنا ظننا بالله كل خير.

نهيت كلامي ولاحظت إنه بدأ يهدى، فعلا بذكر الله تطمئن القلوب.

رجعنا البيت أنا ويامن كانت الساعة واحدة وربع، الوقت كان متأخر ويامن دخل نام، أول مدخلت الأوضة ولاقيت سرير حمزة فاضي حسيت بقبضه في قلبي،بس افتكرت كلام يوسف وإني مسمحش للشيطان إنه يلعب بأفكاري.

خرجت من الأوضة وروحت اتوضي، فرشت مصليتي،قعدت أصلي لغاية متعبت وفي كل سجود كنت ادعي لحمزة ربنا يشفيه ويرد عليه صحته، كنت ببكي وبدعي ربنا بترجى إنه يباركلي فيه هو ويامن.

ديما كنت بسمع عن إحساس الفقد قد إيه صعب ومؤلم بس لما مريت بيه حسيت إنه أصعب وأمر ميئات المرات من وصف كل الناس دي ؛خصوصا لما يبقى حته منه فلذه كبدك صدقت ستي لما كانت ديما بتقول مفيش أغلى من الضنا.

أيوة مفيش أغلى من ولادي واللي عشان خاطرهم أفني حياتي وعمري كله، عشانهم أرمي نفسي في النار واتحمل أي شيء مهما كان صعب بس يبقوا كويسين.

حاولت أنقي دماغي من كل الأفكار السوداويه وفضلت اذكر الله وأقرأ قرآن. أول ممسكت المصحف سألت نفسي أمتى أخر مرة مسكتيه فيها للأسف إجابتي كانت من رمضان اللي فات واللي مر عليه أكتر من ست شهور، لمست المصحف وقربت منه لما حسيتني محتاجه ربنا محتاجه اقرأ كلامه عشان أهدى.

لوهله سرحت وقلت لنفسي رب ضارًا نافعه،ربنا حطني في اختبار صعب من ساعات عشان بس

 يخليني افتكره وارجع ليه بعد مانسيت النوافل دي، زحمة الدنيا نسيتي، لكن باختبار بسيط رجعت صليتي القيام اللي مكنتش بصليه غير في العشرة الأواخر ومسكت المصحف اللي فين وفين لما بمسكه.

فتحت المصحف وأنا بحمده عن كل اختبار وإبتلاء صعب بيقربنا منه خطوة، قلبت في الصفحات لغاية مجيبت سورة يس لأنها معرفه أنها بتقضي الحاجات، قرأتها بنيه شفاء إبني.

نهيت أخر أيات السورة مع بداية أذان الفجر، انتظرت المؤذن يخلص وصليت الفجر، نهيت صلاتي ودخلت أطمن على يامن، لاقيته نايم بسكينه،عيوني جت على سرير حمزة زي ما متعوده أبص عليه كل ليله بعد صلاة الفجر لاقيته فاضي، عيوني لمعت بالدموع بس صبرت نفسي أن ربنا كريم وهيشفيه، قربت من السرير ونمت عليه كانت فيه ريحته،هنا عيط ومقدرتش اتحكم في نفسي اتخيلك لو كان سابني كان حالي هيبقى ازاي كنت هموت بعده،دا انا كده مش قادرة أنام وأنا عارفه إنه هيبقى بخير، مسحت دموعي وأنا بحمد ربنا بقلبي إننا لحقناه بسرعه.

حاولت أنام بس للأسف مفيش سبيل للنوم، فضلت على الحال دا لغاية معاد شغلي، لما منبهي رن قومت زي كل يوم لبست وجهزت على شغلي.

قبل منزل صاحيت يامن وقولتله إني جهرت ليه سندوتشات على الرخامه وإني رايحه الشغل.

_ حمزة.

قالها يامن وهو يجري على أخوه وأخده في حضنه بحب.

_ أنت باقيت كويس.

اتكلم حمزة بضعف وقال..

_ الحمدلله

_ ماما فين يا يامن ؟

سألته وأنا ببص عليها في أركان البيت، رد عليا وقال...

_ في الشغل.

اتعصبت أول معرفت إنها سابت البيت ونزلت الشغل في ظرف زي دا ؛ لدرجادي بقت مهمله في بيتها يعني عارفه إن إبنها راجع ومشيت بدل متبقى موجوده وتستقبله لما حسيت ببوادر الغضب ظهرت عليا قررت أكلمها.

خرجت الموبيل من جيبي ولسه هكلمها لاقيتها بتفتح باب الشقه وفي إيدها كياس كتيرة،أول مشافت حمزة حطت كل الأكياس على الأرض وجريت عليه أخدته في حضنها وقعدت تبوس فيه وتعيط وتحمد ربنا إنه بقا بخير استغربت من رد فعلها عشان كده سألتها وقلت..

_ كنتي فين ؟

ابتسمت وهي بتقعد جمب حمزة وقالت...

تم نسخ الرابط