رواية اخطائي الجزء الأخير بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
رواية اخطائي الجزء الأخير بقلم الكاتبة شهد محمد جادالله
المحتويات
نفسي
هزت رأسها ليتسأل هو بعدها وهو مازال يمسد على خصلاتها نزولا لظهرها
كنت عايزة تقوليلي ايه امبارح
ابتلعت غصة مريرة بحلقها وطال صمتها لا تعلم كيف تشرع بالحديث ليخرجها من بين يده ويسألها بتفهم وحنان وهو يكوب وجهها
اتكلمي يا حبيبتي و أنا هسمعك
نظرت له نظرة عميقة محملة بالكثير من الشتات وكادت تنطق لولآ أن طرق باب غرفتها وصوت ثريا الذي صدح من خلفه
نادين اصحي انا حضرت الفطار
ارتبكت للغاية ليهدأ هو من روعها بنظراته ويحثها أن تجيبها لتنطق متلجلجة من خلف الباب
صحيت...بس مليش نفس دلوقتي
طب انا هصلي في أوضتي ولم تعوزي تفطري قوليلي يا بنتي
تنهدت بارتياح عندما شعرت بخطواتها تبتعد لتلتفت له تجده يشرع بإرتداء ملابسه ببسمة هادئة مفعمة بالفخر وعينه تتركز على نقطة معينة في الفراش... مما جعلها وتهمس بخجل وهي تفرك بيدها
هتسافر دلوقتي
أومأ لها وهو يرتدي سترته ويمرر يده بخصلاته
هاخد شاور واغير هدومي الأول وبعدين همشي...تعلقت عيناها به ليسترسل بتفهم
متقلقيش هفهم ماما إني بت في المطعم علشان هي اكيد راحت أوضتي وملقتنيش
مقولتليش كنت هتقولي ايه
تلجم لسانها وصعب عليها ان تخرب سعادتهم الآن لذلك تهربت
لأ خلاص الموضوع تافه مش مهم
خلي بالك من نفسك ومتتأخرش علشان خاطري
اومأ لها وتنهد مسهدا فكم يود أن يبقى بجانبها للأبد ولا يخطوا خطوة واحدة بعيد عنها بعد ما حدث ولكن هو مضطر لذلك واسى ذاته أنه بعد أيام سوف لا يشغله عنها أي شيء وسوف ينهل منها كيفما يشاء
صباح الخير يا ست هانم
ابتسمت رهف بهدوء وردت عليه وهي توارب باب شقتها الذي طرقه للتو
صباح الخير
مد الحارس يده بمفتاح لامع وقال موضحا
ده مفتاح الباب الحديد الجديد بتاع الجنينة ...استاذ نضال جاب واحد حداد وغيره وفضل واقف على ايده لغاية ما خلص واتحمل كل التكاليف وبلغني أدي لحضرتك نسخة
اشكر الدكتور بالنيابة عني
هز الحارس رأسه بتفهم وانصرف لتغلق الباب وهي تنظر للمفتاح المستقر براحة يدها نظرات مطولة جعلت سعاد تتساءل بريبة
مالك مبلمة ليه يا رهف ومفتاح ايه ده
تنهدت هي وأوضحت
مفتاح باب الجنينة الجديد
بجد اخيرا فكروا يعملوا باب جديد ده بقاله سنين على الحال ده
تنهدت سعاد وقالت
والله الدكتور ده مفيش منه
صحيح يا رهف أنت لغاية دلوقتي مشكرتهوش هو الست كريمة على اللي عملوه معاك
زفرت هي وقالت
مجاش في بالي يا سعاد وبصراحة أنت عارفة انا مش اجتماعية اوي ومبعرفش اختلط بالناس بسهولة
بس عيب كده قلة ذوق مننا احنا بكرة او بعده نجيب علبة شيكولاته محترمة ونطلع نشكر الست الكريمة
بس
حاولت أن تعترض ولكن سعاد قاطعتها
من غير بس وبعدين أنا خلاص هسافر وبعد كده متأكده انك مش هتعرفي تعملي ده لوحدك وبعدين متنسيش أنهم جيرانا و وارد تشوفيهم صدفة في أي وقت وساعتها هتتحرجي علشان كنت قليلة الذوق
أنت عندك حق ...لتتنهد بحزن وتضيف
هتوحشيني يا سعاد ومش عارفه هعيش إزاي من غيرك
اجابتها سعاد بمحبة خالصة لها
أنت كمان هتوحشيني والولاد والبلد وكل حاجة بس اعمل مضطرة لتضيف بقلة حيلة
جوزي هيتجن عايزني ارجع والشغل هناك متعطل بسببي ...ودراسة الولاد هتبدأ أنا حمدت ربنا أن في فرق
متابعة القراءة