رواية سلسله الاقدار جميع الاجزاء الشيقة للكاتبة نورهان العشري
رواية سلسله الاقدار جميع الاجزاء الشيقة للكاتبة نورهان العشري
بكامل ثقلها فوقه و كان هذا أكثر من محبب إليه ولكن هدوئها جعله يدرك بأنه على
وشك إزهاق روحها عشقا فتركها علي مضض وتفاجئ حين وجد وجهها يكاد ينفجر من فرط احمراره أكبر قدر من الهواء إلى داخل رئتيها فخرج صوته متلهفا حين قال
أنت كويسه
انت مچنون
معلش الحرمان وحش !
أفلتت من بين براثنه و قالت بارتباك
حر حرمان ايه
طافت عينيه عليها بنظرة ذات مغزى شملتها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها قبل أن يقول ساخرا
اسألى نفسك
لم تكد تجيبه حتي سمعت طرقا علي الباب الذي أطلت منه تهاني بعدما قامت حلا بالسماح للطارق بالدخول
تجمعت العائلة لأول مرة منذ وقت طويل علي طاولة الغذاء و قد كان جمعا مختلفا خاصة علي قلبه فقد قامت حبيبته بالإشراف علي كل شئ يدور بالمنزل حتي انواع الطعام المعد علي الغداء و قد كانت تدور بكافة أرجاء المنزل أمام أعينه كالفراشة التي تشتهي ألسنة اللهب اختطافها و الاحتراق معها بعيد عن الأعين ولكن للأسف محتم عليه الإنتظار حتي ينتهي من أعماله
الأكل له طعم تاني النهاردة يا فرح تسلم ايدك
هكذا تحدثت أمينة وهي تنظر إلي فرح التي تورد خديها خجلا لإطراء امينة عليها أمام العائلة بأكملها
بالف هنا يا ماما انا معملتش غير حاجات بسيطة و
داده نعمه هي اللي كملت
كفايه وقفتك فكرتيني بنفسي وانا قدك كده كنت أقف اشرف علي كل حاجه بنفسي و كان عمك الحاج الله يرحمه يقولي الأكل له طعم تاني يا أمينة
تدخل مروان ساخرا
طبعا كان بيشتغلك يا مرات عمي هو لما تقفي عالاكل وهو بيتعمل طعمه هيتغير يعني ! انا لو من داده نعمه اسيبلكوا البيت و امشي ايه الظلم دا
ناظرته أمينة شذرا وقالت بتقريع
ليه فاكره نصاب زيك وبعدين النفس الحلو بيبان لو حتي قليت بيضة و فرح نفسها ما شاء الله عليه
أجابها مروان بمزاحه المعهود
و مين يشهد للعروسه الله يباركلك
يا فرح تناوليني ورك فرخه من اللي قدامك دا
ناظره سالم بوعيد تجلي في نبرته حين قال
بص في طبقك يا مروان احسنلك
عانده بسخط
معلش يا بوص اصله شكله مغري بصراحة ولا انت بيتعملك حاجات اسبيشيال
كان محقا فهي قامت بتحضير تلك الأكله حين علمت بأنه يحبها وقد أخبرتها والدته بذلك فڠضب من مروان لإصراره علي تذوقها فقال بتحذير
اه بيتعملي حاجات اسبيشيال عندك اعتراض
مروان بسخط
لا انا اكيد معنديش انا يهمني صحتك مانت الكبير بردو
انهي جملته و اقترب من أذن أمينة قائلا بخفوت
الحقي يا مرات عمي دا شكله هيحب اكل فرح اكتر من أكلك
أمينة بنفي
لا طبعا بتقول ايه يا واد انت دا عمره ما يستطعم اكل حد غير اكلي
مروان بإصرار
ازاي إذا كنت أنت نفسك عماله تشكريله في أكلها بصي أنت مش عاجباني يامرات عمي و هتعرينا وسط الحموات لينا قاعدة بعد الغدا
وصل حديثه الي مسامع سليم الذي كان يجلس علي مقربه منه فنظر الي أخيه قائلا بخفوت
بيسلط امك عليك
انكمشت ملامح سالم پغضب وصاح بلهجة فظة
لو سمعت صوتك تاني هخليك تقوم تاكل في المطبخ
ليه يعني هو انا عملت ايه بلاش اكلم مرات عمي اللي زي امي ولا عشان انا لوحدي هنا هتدهوسوا عليا عاجبك يا مرات عمي
تأثرت أمينة لحديثه فنظرت إلي سالم قائلة
لا طبعا مش عاجبني ايه يا سالم الواد بيتكلم معايا متجيش عليه كدا هو احنا عندنا كام مروان يعني
أجابها سليم بسخط
واحد و الحمد لله و إلا كان زمان الواحد ماټ مجلوط
أشار مروان علي جنة التي كانت تجلس بجانب سليم في مواجهته فاقتربت لتسمع حديثه حين قال
شايفه سلومه الاقرع جوزك بيقول عليا ايه عشان تعرفي انه غيران مني
لم تفلح في كبت ابتسامتها فتدخل سليم غاضبا
بتقولها ايه يا زفت انت
أشار مروان إليها بمعني ارأيتي
تدخلت فرح قائلة بصدق
لا حرام يا سالم دا مروان سكر و دمه خفيف خالص
تجمد بمكانه حين سمع حديثها فالټفت يناظرها پصدمه تحولت إلي وعيد و خاصة حين وجد تلك النظرات المتشفيه من جانب مروان الذي قال بتهليل
اللهم صلي علي النبي مرات الكبير قالتها مروان سكر و دمه خفيف باااس انا كدا اخدت حصانه الهي ما اتحرم منك يا اميرة يا بنت الأمرا
ألقت فرح نظرات تحذيرية إليه ولكنه لم يفهم و تفاجئ بسما التي كان وجهها لا يفسر وهي تتراجع بكرسيها إلي الخلف وهي تقول
الحمد لله شبعت
برقت عينيه و هو يناظرها تخرج من الغرفة فالتفتت ليصطدم بنظرات الشماته تغلف عيني
كلا من سليم و سالم الذي تراجع بكرسيه للخلف وهو يناظرها بنظرة ذات معنى و من ثم توجه إلي الخارج فالتفتت إلي مروان قائلة بتقريع
عارف انت لسانك دا عايز قصه
عارف
قالها بحسرة بعد ما شاهد رد فعل سما و ما أن هم بالنهوض حتي رأي طارق الذي دخل الغرفة للتو مرحبا بالجميع
مساء الخير بالهنا و الشفا
اجابه الجميع وأضافت أمينة
تعالي يا طارق عشان تاكل و اعمل حسابك أن الأكل له ميعاد متتأخرش تاني
هكذا قالت موجهه حديثها إلي همت و شيرين بعد أن رأتهم يتوجهون إلى الطاولة فتدخلت همت بجفاء
اللي قاعد في بيته ياكل وقت ما يحب مفيش قوانين هنا
استمهلت أمينة نفسها قبل أن تجيبها بهدوء
دي مش قوانين ياهمت بس اتعودنا من زمان أننا بنتجمع كلنا عالاكل سوي عيلة واحدة ولا نسيتي
همت بوجوم
مبنساش حاجه يا أمينة اطمني كل حاجه محفورة جوايا و خصوصا اللي تخص العيلة
جلس طارق بجانب مروان الذي قال بجانب أذنه بصوت خاڤت
اقعد هيفوتك كتير مصارعه المحترفين هتبدأ دلوقتي
هما مالهم بقوا عاملين كدا ليه
هكذا استفهم طارق فأجابه مروان ساخرا
هما لسه معملوش دا استعراض قوات اصبر دلوقتي هتلاقي عمتك انقضت علي مرات عمك و عملت فيها فنش اندر تيكر
عنفه طارق قائلا
بطل هيافه
هما لحقوا يقسوك علي اخوك يا طارق
هكذا تحدث مروان بطريقه مسرحيه فناظره طارق بنفاذ صبر فهب الآخر من مكانه قائلا بسخرية
للأسف مضطر احرمكوا من وجودي لأني شبعت اقعدوا بالعافيه
قالها وهو
يحاول
قمع ضحكاته بصعوبة من مظهر كلا من أمينة و همت التي قالت بسخط
في داهيه
سمعتك يا عمتي سمعتك و قاعد علي قلبك
هكذا قالها مروان وهو يناظر همت باستفزاز تجاهلته الأخيرة بسخط تحول الي فرح التي هبت من مكانها قائلة
انا كمان شبعت عن اذنكوا
ما أن غادرت فرح حتي تفاجئ الجميع من حديث شيرين حين نظرت إلي جنة قائلة
شكلك حلو بعد ما قصيتي شعرك كدا احلي كتير
بحثت جنة في ملامحها لترى أي بادرة سخرية قد تكون قاټلة لها ولكن لدهشتها بدت صادقة فقالت بتحفظ
شكرا
امتدت يد سليم تحاوط كفوف جنة وهو يقول بصوت يشوبه الجفاء
لو خلصتي اكل يالا نقوم عشان ترتاحي شويه
اه خلصت يلا
خرج كلا من سليم و جنة و تبعتهم أمينة التي قالت بسخرية
بألف هنا انتوا احنا قاعدين من بدري
لم يجيبها أحد و بعد أن غادرت التفتت همت الي طارق قائله
شفت اللي بيحصل في البيت يا طارق بقيت غريبة في بيت أبويا
أنت مش غريبه يا عمتي أنت ليك هنا زي ما ليهم بالظبط الي يعاملك علي انك غريبه عامليه نفس المعاملة
تركت همت الملعقة من يدها و قالت بحزن
انا ماليش نفس عايزة أخرج اشم هوا
ماما طب ممكن تستني شويه أنا لسه تعبانه و مش قادرة اخرج
هكذا تحدثت شيرين فأجابتها همت بجفاء
انا مش عيلة صغيرة هتخاف عليا أخرج لوحدي خليك أنت انا هلف شوية في البلد و ارجع
أنهت كلماتها و توجهت الي الخارج و ما أن استقلت عربية الأجرة حتي أمسكت هاتفها تجري مكالمه
انا خرجت دلوقتي و قدامي بالكتير ربع ساعه و اوصل
في الداخل كانت تأكل بصمت لا يخترقه سوى صوت المعالق التي كانت تتخبط بين جدران الصحون محدثه جلبه بسيطه ولكن كانت الجلبة الكبيرة في قلبها التي ازدادت دقاته حين سمعت حديثه الذي اخترق آذانها
ليه بتعملي في نفسك كده
صدمها حديثه فرفعت انظارها ل تشتبك مع نظراته التي كانت تنفذ إلى أعماقها بقوة جعلتها تهرب و هي تنظر إلي الأمام قائلة بلامبالاة
تقصد ايه مش فاهمه
انا شفتك و أنت بتاخدي الحبوب معتقدش انك كنت عايزة ټموتي نفسك يبقي ليه خدتيها
ارتبكت للحد الذي جعل الملعقة تسقط من يدها قبل أن تحاول ازدراد ريقها وتقول بنبرة مرتبكة
انت بتقول ايه حبوب ايه ايه الكلام الفارغ دا
شوهت ابتسامه ساخره ملامحه الوسيمة و أطلت نظرة قاسېة من عينيه حين قال بخشونة
هو كلام فارغ فعلا بس الأكيد أنه حقيقي و اتمنى يكون ليه تفسير قوي و متحاوليش تهربي من الإجابة عشان مش هتعرفي
لم يكن أمامها حلا سوي الظهور بمظهر القوى للهروب من هذا الذئب الذي اخترقت نظراته جلدها الرقيق فالتفتت تناظره پغضب تجلي في نبرتها حين قالت
مش مضطرة ابرر لك حاجه ولا اتناقش في الأوهام اللي في دماغك
و معتقدش بردو أن الحب واجع قلبك للدرجة اللي بتحاولي تظهريها دي بتعملي كده ليه
صعقتها فعلته ولكن نظراته جمدتها بمكانها للحظات قبل أن تحاول نزع يدها من بين قبضته الغير رحيمة وهي تقول پغضب
سيب ايدي وبطل جنان و بعدين مسمحلكش تتدخل في اللي يخصني
طارق بفظاظة
ومين قالك اني مستني منك إذن ولا أنت بتعملي كدا عشان كلامي وجعك
شيرين بوقاحه
أنت وكلامك علي جزمتي
علي عكس ما توقعت فبدل من أن يغضب ابتسم ساخرا قبل أن يجيبها بخشونة
لسه لسانك طويل ايوا كدا ارجعي شيرين اللي اعرفها انما التانيه المچروحه دي مش لايقه عليك
شيرين باستفهام
و مين قالك اني مش مچروحه دخلت جوايا و شفت قلبي
دخلت !
لا يا شيخ !
متنسيش اني عشت سنين كتير بره و هناك الحب مبيدارآش يعني اقدر اعرف من عنيك إذا كنت فعلا بتحبي ولا لا
هكذا تحدث بثقة جعلت ثباتها يهتز ولكنها حاولت الصمود أمامه قائلة بسخرية
و إنت بقي جاي تطبق نظريات بره علينا هنا
متهربيش من أسألتي بتقللي من نفسك و تهينيها بالشكل دا ليه
حاولت الإفلات من بين براثنه فلم تفلح مما جعل الڠضب يتعاظم بداخلها فصاحت مكشره عن أنيابها
مش هجاوبك علي حاجه و بقك اللي بينقط قذارة دا ميتكلمش عني تاني
لمعت عينيه بوميض خطړ بوعيد تجلي في نبرته حين قال
ايه رأيك بقي اما ادوقك قذارته اللي بجد !
لم تفطن الي ما يقصده ولكنها تفاجأت حين جذبها بقوة
كانت ضارية للحد الذي أطاح بكامل ثباتها حتي أنها لم تقدر علي المقاومة ولم تعرف أكان السبب صډمتها ام انها استمتعت بتلك الزوبعة من المشاعر التي أثارها بها و خاصة حين اخذ يتعمق بداخلها أكثر قاصدا عقابها ولكن لدهشته فقد وجد نفسه مستمتعا للحد الذي جعله يأخذ منحني آخر أكثر رقة معها متناسيا كل شئ حوله فمرت ثوان
وهو غارق معها بشئ لا يعرف كنهه ولم يختبره