رواية سلسله الاقدار جميع الاجزاء الشيقة للكاتبة نورهان العشري
رواية سلسله الاقدار جميع الاجزاء الشيقة للكاتبة نورهان العشري
سليم الذي يمسك بيد جنه التي تمشي بجانبها فرح و علي يمينها مروان و لدهشتهم فقد وجدوا عبد الحميد يقف أمام البيت ينتظرهم و يحيط به عدد لا بأس به من الرجال و الذين كانوا من الأقارب و الاعمام فتقدم سالم و وقف في مواجهته ندا بند وهو يقول بقسۏة
قبلت دعوتك يا حاج عبد الحميد و جيت اتمني تحسن الضيافة
ابتسم عبد الحميد وهو يمد يده يصافح سالم قائلا بصوت رنان و لكنه صعيدية
نورت يا سالم يا وزان و متجلجش احنا مبنجصروش واصل مع حبايبنا
سالم بنبرة امتزجت بها القوة مع المكر
حبايبكوا و اهلكوا ما احنا أهل و لا ايه
اتسعت ابتسامه عبد الحميد وقال بتهكم
طب يا راچل بما أن احنا اهل مكنش لازم تبعتلنا الحكومه تطمن علي بتكوا دي وسط أهلها ولا اي
كانت لعبه و الطرفين يتسابقان من الاقوى لذا تحدث سالم بفظاظة
دا لما تكون رايحه بمزاجها و بعدين اوعى تكون فاكر اني بعت
اللوا صفوت الوزان عشان هو مدير أمن المنيا لا طبعا أنا بعته عشان يشوف لو محتاجه حاجه نجبهالها معانا و احنا جايين
قهقه عبد الحميد علي حديث سالم الذي كان خصما لا يستهان به وقال بقوة
كلام ايه ده دي في عنينا و جاعدة مع حريمنا
تدخل ياسين الذي كان غاضبا من سالم الذي لم
يطمأنهم على حلا بالرغم من أنه يعلم أنها بخير و من جده الذي وضعه في هذا الموقف
طب بمناسبة حريمكوا مش هتسلم علي بنات ابنك ولا ايه يا جدى
قست نظراته لثوان قبل أن يقول موجها حديثه لياسين
كنك نسيت تجاليدنا يا سوء أنت مرات سليم الوزان
شعرت ببعض الارتياح و حانت منها التفاته خاطفه الي جدها فوجدت عينيه جامدة وهي تتابع ما يحدث و لكنه لم يعلق و بعد أن دخلت الفتيات دعاهم عبد الحميد الي الداخل و بعدها تحدث بصوت رنان
طلع الضيوف أوضهم يرتاحوا يا مرعي على ما الحريم يخلصوا الوكل
قاطعه سالم الذي قال بصرامة
حلا فين
اجابه عبد الحميد بهدوء
مستنياكوا فوج اول ما يشيعولها خبر انكوا چيتوا هتچيلكوا طوالى
لم يطل سالم بل توجه للأعلى و تبعه كلا من سليم و مروان بينما ياسين توجه خلف جده الذي دخل الي مكتبه وهو يعلم جيدا بأن ياسين خلفه و بعد أن سمع اغلاق الباب تحدث بقوة
نورت بيتك يا ولدي
صاح ياسين پغضب
ليه عملت كدا
استقر عبد الحميد على مقعده خلف المكتب قائلا بهدوء
عملت الصوح الي استنيته منيك تعمله شغل عجلك يا ضكتور
استنكر ياسين حديثه بشده فصاح پغضب
الصح !! و الصح انك ټخطف واحده بريئة ملهاش اي ذنب و تدخلها في لعبة مش لعبتها
لم تتأثر ملامح عبد الحميد الذي أجاب بتهكم
وهي مش چنة بردو
بريئة زي ما حكيت لأمك اوعي تفكر أنها جالتلي انى عرفت بطريجتي و اوعى تفكر اني هسيب تارى لوما الكلب دا ماټ كنت جتلته بيدي
سليم بسخرية
صاح عبد الحميد پغضب
اجفل خشمك يا ولد من مېتا بناخده تارنا من حريم الي بتقول علي خاطڤها دي جاعدة وسط حريمنا متعززة دي كانت الطعم الي حرك المية الراكدة هو انت فاكر إياك أن المأذون الي جه النهاردة عشان يكتب كتاب الست هانم كان هياجي لو محسوش أن پتهم في خطړ
صدم سليم من حديثه وقال باندهاش
انت عرفت منين
زمجر بقوة
زي ما عرفت اللي حوصول و اللي الكلب ده عمله! هو انت فاكر اني كنت هسيبها عايشه لو اتوكدت أنها خاطيه لاه ولو انها غلطت بس عشان ابوها الله يرحمه اني بلعتها لكن مش هسمح أن راسنا تتحط في الطين لازمن بنات محمود عبد الحميد عمران تترفع راسهم وسط الخلج چنة هتخرچ من هنه عروسة هيتعملها فرح البلد كلاتها تحكي و تتحاكي بيه و هيچيب أهله كلهم و ياچوا يطلبوها منينا و الكلام دا هيحصول ڠصب عن عين التخيين
توقف للحظه عاجز كليا عن الحديث فقد ظن بجده أسوأ الاحتمالات و لم يضع ولا احتمال واحد بأن يكون تفكيره بهذه الطريقه
كنك متفاچئ يا ياسين انى مش ظالم يا ولدي ولو ظالم مكنتش جبلت انك تبعد و تعيش مع بوك و امك و أنت حفيدي الغالي بس خليك فاكر أن الي له اول له آخر و انى مش هجبل اچف وحداني وسط الخلج بعد أكده
ياسين باستفهام
تقصد ايه
عبد الحميد بصرامه
اعمل حسابك هترچع تعيش معاي من تاني و تمسك ارضك و ارض ابوك و عمك
الله يرحمه انت وحيد هناك يا ولدي و اديك شايف لولا أني أدخلت كانوا بنات عمك ضاعوا وسط الغيلان سالم ده مش ساهل ده حويط و واعر جوي و عشان أكده انا أدخلت
ضيق ياسين عينيه مفكرا في حديث جده و قال باستفسار
طب و انت مش خاېف لا يكونوا جوزوا جنة طمع في ارضها و بعد ما ياخدوا كل حاجه يرموها عمايلك بتقول انك مش مآمنلهم حتي لو جنة متفرقلكش الأرض تفرقلك
عبد الحميد بصرامه
جنة بتي و من اوعاك تكون بتفكر
قاطعه ياسين بقوة
لو عايزني ارجع اعيش معاك هنا و امسك الأرض و كل حاجه يبقي حلا تبقي من نصيبي
صاح باستنكار
وه كلام ايه ده اللي عتجوله انت اجننت ولا اي انت هتتچوز فرح فرح بت عمك انت اولى بيها من الغريب
ياسين بعناد
فرح اختي و أنا بردو اخوها و دا آخر كلام عندي عايزني ارجع هنا يبقي اتجوز حلا
زفر عبد الحميد پغضب و لكنه قال بأذعان
ماشي يبجى فرح تتچوز عمار
ابتسم ياسين بمكر تجلى في نبرته حين قال امام جده
ابقي عرف سالم التقسيمة دي لما ييجي
تجسيمة ايه
هكذا تسائل عبد الحميد فأجابه ياسين مغيرا الأمر
لا متاخدش في بالك قولي هنقنعهم ازاي بجوازي من حلا
ابتسم عبد الحميد بمكر وقال بتخابث
مش احنا الي هنجنعه دي هي
يتبع
السابع بين غياهب الأقدار
لا أعلم ما الذي يجعل قلبي متورط بك إلى هذا الحد فأنا عندما أريد اعتزال العالم اجد كل الطرق تأخذني إليك حتى بات قلبى لا يعرف وجهة غيرك و لا يبغى ملجأ سواك لا أدرك كيف حدث هذا و لكني استيقظت بيوم من الأيام لأجدك بالمنتصف بيني وبين روحي و هل يمكن لأحد أن يحى من دون روح شف
نورهان العشري
كانت جنة تجلس علي حافة ذلك السرير الكبير و كل ذرة بها ترتجف أما خوفا أو ترقب لما هو آت فهي للآن لم تر جدها ولا حتي حلا فقد جلبوها الى هذه الغرفة بعد أن أجبروا فرح علي تركها بحجة أن حلا تريد رؤيتها و بالرغم من هذا الذعر الذي يمتلئ داخلها به إلا أنها لم تقاوم أو تتمسك بوجود شقيقتها معها فقد أيقنت بأن جدها يريدها وحدها!
كانت ضربات قلبها تتقاذف بداخلها پعنف مما تحمله تلك الفكرة فهي بصدد خوض اكبر مواجهة بحياتها حتما سيقتلها أما بإنهاء حياتها أو إزهاق كرامتها
منذ أن علمت بمرضها وهي تخشى من النهاية الحتمية له وهي المۏت ولكنها الآن تتمنى لو تداهمها سكراته حتى تريحها من ذلك العڈاب الذي ستناله حتما على يده
هبت من مكانها مذعورة لدي سماعها ذلك الطريق القوى علي باب الغرفه و بدأت ترى نهاية سوداء للباقى من حياتها علي يد هذا الطاغية ولكنها تفاجأت بالخادمة التي أخبرتها بأن تتجهز لأن جدها يريد الحديث معها
أخذت عدة انفاس علها تهدأ من ضجيجها الداخلي وهي تخطو إلى الخارج مع أحد الحرس الذي أخرجها من باب خلفي للمنزل سالكا طريقا آخر غير هذا الذي جاءت منه فحاولت أن تهدئ
من روعها و أخذت تردد بشفاه مرتجفة
لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين
كانت الخطوات تتعثر بها فمن يستطيع الثبات وهو يسلك طريق المۏت و خاصة أن كانت بطريقة مروعه تشبه عينين ذلك العجوز الصلب الذي كان ينتظرها علي ضفة البحيرة الصافيه و التي تعلم بأن نهايتها ستكون مدفونه في أعماقها هذا إن كان رحيما بها
توقفت أمام عبد الحميد الذي نظر إلي الغفير و سأله بنبرة قاسيه
عملت الي جولتلك عليه
الغفير باحترام
حوصول يا حاچ
عبد الحميد بتأكيد
حد شافكوا و انتوا چايين اهنه
الغفير بنفى
لاه انى چبتها من الباب الوراني و محدش شافنا واصل
طب روح انت و چهز الي چولتلك عليه
كان مۏتا بالبطئ تعلم بأن نهايتها بدأت بحرب الأعصاب تلك و ستنتهي نهاية مروعه تليق بجرمها فأخذ جسدها يرتجف و أغمضت عينيها بقوة تستجدي المۏت أن يخطفها في تلك اللحظه حتي ينتشلها من عڈابها المنتظر
فتحي عنيكي و بصيلي يا بت محمود
كانت نبرته قويه يشوبها قسۏة جعلت فرائصها تنتفض و تسارعت دقاتها أكثر حتي بدت تسمع طنينها بأذنيها و جاهدت أن تفتح عينيها التي غزتها خطوط حمراء تحكي مقدار الذعر الذي يجتاح أوردتها
خاېفه
سالم الذي عانقها بقوة و كأنه لا يصدق بأنها آمنه بين ذراعيه فبالرغم من أنه خاطب عمه والذي لحسن حظهم هو لواء و مدير أمن محافظة المنيا و أخبره باختصار عن الأمر حتي يأتي بنفسه و يطمئن عليها و يطمئنهم و ايضا ليعرف ذلك الرجل بأنه لا يخيفهم و لا يشكل خطړا عليهم ولكنه الأن و أخيرا استطاع أن يتنفس بإرتياح فهو أن كان من الأشخاص الذين لا يظهرون مشاعرهم بكثرة ولكنه يحمل بقلبه حبا كبيرا لشقيقته الصغيرة التي تربت علي يديه فصار يعتبرها ابنته التي لا يحتمل أن يلامس الهواء خدها فيجرحه
أنت كويسه
هكذا سألها بصوته الخشن فأومأت بالإيجاب فتدخل سليم الذي اختطفها من بين يدي سالم و قال بلهفه غاضبه
حد هنا ضايقك
هزت راسها بالسلب وهي تقول
لا متخافش
داخله يحمد الله كثيرا بأن شقيقته عادت سالمه
اقعدي يا حلا عايزك تحكيلى الي حصل بالظبط
هكذا أمرها سالم فخطت بأقدامها لتجلس بجانبه و أخذت تبلل حلقها الجاف قبل أن تقول بشفاه مرتجفه
تقصد ايه
تدخل سليم مستفهما
الناس دي خطڤتك ازاي و حصل ايه من ساعة ما وصلتي عايزين نعرف كل حاجه بالتفصيل
احتارت كيف تجيبه و بما تخبره فتفرقت نظراتها بين شقيقيها اللذان يناظرانها بنظرات ثاقبه تشعر بها تخترق أعماقها فابتلعت ريقها و تعالت دقات قلبها و طال صمتها الذي اضفي وقود علي نيران سليم الذي هب من مكانه قائلا پغضب
ساكته ليه ما تردي علينا حصل ايه و جيتي هنا ازاى
اهدي يا سليم حلا يا حبيبتي اتكلمي و مټخافيش من اي حاجه
ما أن انه سالم جملته حتي اخترق قلبه صوتها الملتاع وهي تصرخ في الخارج فهب من مكانه و هرول إلي حيث يأتي صوتها و تبعه كلا من سليم و حلا فتفاجئوا بفرح التي كانت تصرخ في أحدي الخادمات وهي تقول پغضب
أنا سيباك معاها هنا راحت فين
تقدم منها سالم الذي قال