روايه بقلم ساره مجدى
روايه بقلم ساره مجدى
المحتويات
تبكى پخوف و الحجه عفيفه تربت على ظهرها تطمئنها و تهدئها
و كان هو يتابع ما يحدث و قلبه يؤلمه بشده على من اختفت عنهم داخل غرفه العمليات و على تلك الصغيره الحزينه الخائفه بقلمى ساره مجدى
اقترب منها و اخذها بين ذراعيه ليضمها بحنان لتقول هى بصوت متقتطع من شهقات بكائها
ه هى ماما هت ھتموت زى با بابا
لينقبض قلبه پخوف و قال فى محاوله لطمئنتها و طمئنه نفسه
انت مش بتكذب صح
قالتها الصغيره ببرائه شديده ليبتسم بحنان و قال
لا مش بكذب بس انت لحد ماما ما تخرج من الاوضه دى افضلى قولى يارب
لتهز الصغيره راسها و بدأت فى تردد
يارب يارب يارب
ليضمها من جديد بحنان و هو ينظر الى امه دامعه العينين ببتاسمه حزينه سعيده
مبروك و حمدالله على سلامه الام و المولد الام هتتنقل الاوضه بتاعتها حالا و البيبى كمان زى الفل مبروك مره تانيه
و غادرت سريعا لتقترب الممرضه من عرفان حتى تسلمه المولد ظنا منها انه والده لتنحدر تلك الدمعه من عينيه حين التقطه منها ليقبل جبينه و يشم رائحته العذبه التى اشتاق ان يشمها من طفل من دمه و اقترب من اذنه حتى يكبر له و كانت الحجه عفيفه التى تحتضن جنه تبكى حال ولدها و تشفق عليه لكن من داخلها راضيه بقضاء الله و قدره رفع عرفان نظره الى والدته و تلك الدموع ټغرق و جهه و هو يقول
اقتربت امه منه و ربتت على كتفه بحنان و قالت
نقولها و نشوف
هز راسه بنعم ثم نظر الى الصغيره و قال
اخوكى يا جنه ايه رايك فيه حلو
لتبتسم الصغيره ببرائه و هى تقول
هو صغير اووى هيلعب معايا ازاى
لتضحك الحجه عفيفه و هى تقول لها بتوضيح
بكره يكبر و يلعب معاكى و يعملك كل اللى نفسك فيه
الحمدلله على سلامتك سمى الله
لتسمى الله و هى تحمل الصغير بسعاده حزينه و قالت
هو ولد و لا بنت
ولد
اجبها عرفات سريعا ثم قال
هتسميه ايه
نظرت اليهم بحيره ثم قالت
مش عارفه سميه انت او ماما عفيفه
لينظر الى والدته ثم اليها من جديد و قال
لتتسع ابتسامتها و قالت
يبقا هو عبد الرحمن
ليبتسم عرفان بسعاده و اقتربت منها الحجه عفيفه و جلست بجانبها بعد ان اجلست جنه ايضا بجانب والدتها و قالت بحنان
الف الحمدلله على سلامتك يا بنتى ربنا يبارك لك فى ولادك و تفرحى بيهم
مرت ايام و ايام و اكمل عبد الرحمن الان شهران كانت الحجه عفيفه تجلس معها و هى تحمل الصغير تتابع كيف تقدمت عذراء فى الخياطه و اصبحت ماهره جدا و كل فتايات الحى تحضر اليها حتى تخيط لهم ثيابهم
عذراء كنت عايزه اتكلم معاكى فى موضوع كده
نظرت عذراء اليها بأهتمام ثم تركت ما بيدها و اقتربت منها و جلست بجانبها و هى تقول
خير يا ماما عفيفه فى ايه
صمتت الحجه عفيفه قليلا ثم قالت
بصى يا بنتى انا لا هلف و لا هدور عرفان عايز يتجوزك و طلب منى اسألك بصى طبعا لازم تعرفى شويه حاجات كده الاول قبل اى حاجه
صمتت لثوانى حتى تأخذ نفس لتكلمل كلماتها امام نظرات عذراء المندهشه
طلب عرفان ملوش علاقه خالص بوقفتنا جمبك يعنى انت حره فى قرارك تقبلى ترفضى انت بقيتى بنتى و ده بيتك ولا يمكن تخرجى منه ابدا الا على بيت جوزك ثانيا ابنى مابيخلفش ربنا حرمه من نعمه الخلفه و مفيش امل انه فى يوم يقدر يخلف هو كان متجوز و طلق مراته علشان كده قال حرام يربطها معاه من غير ما تبقا ام هى ملهاش ذنب انت عارفه احنى بنحبك و بنحب ولادك قد ايه ولا يمكن نخسرك يعنى خدى قرارك من غير ما تخافى و لا تشيلى هم ماشى
كانت عذراء تفكر فى كل ذلك بالفعل لكنها ايضا لم يخطر على بالها الرفض و لا تفهم السبب هلى لمعامله عرفان الجيده لاولادها حنانه و قلبه الكبير الذى يعطف و يحنوا كأب حقيقى اخذت نفس عميق و هى تتذكر يوم خروجها من المستشفى و وصولها الى البيت لتجد ملابس كثيره لعبد الرحمن و العاب كثيره و ايضا الفواكه التى كان يرسلها من اجلها و الحلوى و الالعاب و الملابس الجديده التى اشتراها لجنه حتى لا تشعر بالغيره من اخيها الصغير عادت من افكارها لتجد الحجه عفيفه تداعب الصغير بأبتسامه حانيه فهمست قائله بخجل
موافقه
نظرت الحجه عفيفه اليها بأندهاش و قالت
قولتى حاجه يا بنتى
قولت موافقه
قالتها بخجل شديد لتبتسم الحجه عفيفه بسعاده و قالت
مبروك يا بنتى مبروك يا مرات ابنى
و غادرت شقه عذراء سريعا و بين يديها عبد الرحمن و ذهبت الى عرفان الجالس داخل المحل و قالت
وافقت يا عرفان وافقت روح هات المأزون
كان يشعر بالاندهاش و بالصدمه و عدم التصديق فظل واقف مكانه صامت ينظر الى امه لتضربه على كتفه و هى تقول
مالك اتسمرت كده يلا يا واد روح هات المأزون بسرعه
و بالفعل ضحك بسعاده وهو يغادر المحل و خلفه والدته ليغلق المحل و ذهب الى الشيخ و احضره و طلب من احد اصدقائه الحضور و ايضا احد جيرانهايشهدوا على عقد الزواج و بالفعل تم عقد القران لتاخذ الحجه عفيفه جنه و عبد الرحمن و صعدت الى شقتها لتتركهم بمفردهم قليلا
كانت تجلس على الاريكه الكبيره بخجل اغلق باب الشقه و توجه اليها و جلس بجانبها صامت لعده دقائق ثم قال
مبروك يا ست عذراء
نظرت اليه بأندهاش و رددت خلفه
ست !
ليبتسم ابتسامه صغيره وقال
و ست الستات كمان انا عايز اقولك كلمتين لو تسمحيلى يعنى
اكيد اتفضل
قالتها سريعا ليأخذ نفس عميق ثم قال
انا ربنا حرمنى من الخلفه بس وعد عليا و انا راجل حر ولادك من النهارده ولادى لا هبخل عليهم بفلوسى و لا بحبى ولا عطفى و لا هبخل عليهم بنصيحه الاب و وعد عليا اكون ليكى الزوج السند والظهر اللى يحميكى من غدر الزمن ومن اى حد و طول ما فى صدرى نفس انا خدامك و خدام ولادك
كانت كلماته كبلسم شافى لكل چروحها و الامها كانت كقطرات المطر التى تروى ارض كانت عطشه منذ سنين و تشقق سطحها و تألم باطنها و مع كلمته الاخيره شعرت ان قلبها يقفز من مكانه و يركض اليه و قالت سريعا بقلمى ساره مجدى
متقولش كده انت فوق راسى انا و ولادى وربنا يباركلنا فى عمرك و يارب اكون انا الزوجه التى تستحقك و اقدر اعوضك عن اى حاجه وحشه مرت بيك
ابتسم بسعاده و اقترب من جلستها اكثر ثم طبع قبله على اعلى راسها و قال
قومى اتوضى خلينا نبدء حياتنا بطاعه الله
مرت الايام كان هو يتفنن فى اسعادها بكل الطرق الممكنه و كان يتعامل مع جنه بحنان ابوى لا ينضب حتى ذات يوم كانوا جميعا يجلسون فى صاله بيت الحجه عفيفه و كانت عذراء ترضع الصغيرعبد الرحمن و عرفان يجلس ارضا مع جنه التى تريد وضع طلاء الاظافر فكان يضع لمساته الاخيره على اصابع قدميها و ينفخ بها حتى تجف امام نظرات عذراء السعيده و الممتنه و التى يطل منها راحه و سعاده كبيره و بين نظرات الحجه عفيفه التى اصبحت الان الجده للطفلين بكل ما تحمل الكلمه من معنى وقفت الصغيره لتضم عرفان بسعاده لنجاحه فى مهمه طلاء اظافرها و قالت بعد ان طبعت قبله على وجنته
شكرا بابا
انت حبيبه بابا
كانت السعاده ترتسم على ملامح كل من عفيفه و عذراء اللذان شعرا بالصدمه من تصرف الصغيره لكنه تصرف خرج من القلب و وصل الى القلوب مباشره
ظلت الدموع تلمع داخل مقلتى عرفان حتى دخل هو و عذراء غرفتهما نظر اليها و قال بعد تصديق
جنه قالتلى يا بابا قالتى يا بابا صح يا عذراء
اه قالتلك يا بابا
ابتسم بسعاده كبيره
ثم قطب جبينه فجأه و نظر اليه قائلا
انت زعلتى انها قالتلى يا بابا
قطبت هى الاخرى جبينها و قالت بأندهاش
هضايق ليه البنت قالتها علشان حست بيها هزعل علشان بنتى بقا ليها أب حنين و طيب زيك معقوله دى
ليبتسم بسعاده و عاد يقول
جنه قالتلى يا بابا
كانت عذراء من داخلها تشعر بسعاده كبيره و راحه لا وصف لها فبعد كل ما عنته ما شخص كا سالم لا مشاعر له عملى لا يشغل عقله سوا المال و ما حدث مع عائلتها من بعد ۏفاته تجد الحنان و الحب و الامان مع عرفان و بين احضان ماما عفيفه لم تشعر بنفسها و هى تقترب من مكان جلوسه و جلست امامه ارضا و انحنت تقبل يديه بأحترام وحب ثم رفعت عينيها تنظر الى عينيه
المصدومه من تصرفها و قالت
شكرا انك فى حياتى شكرا لانك فى حياه و لادنا
ليضمها بقوه و كأنه و اخيرا وصل بر امان بعد ان كان تائه فى بلاد غريبه و عاد الى الوطن و همس بجانب اذنها
شكرا لوجودك فى حياتى و شكرا انمك ام ولادنا و سمحتيلى اكون ابوهم
كانت تقف فى مطبخ الحجه عفيفه تقوم بتحضير وجبه الإفطار و على وجهها إبتسامه ناعمه بسبب أصوات ضحكاتهم التى تصل تمحوا آثار الماضى المؤلم
دخلت إليها جنه و هى تقول بمرح
بابا بيقولك هنفطر النهارده و لا لأ
لتنظر إليها عذراء بأبتسامه حانيه و قالت و هى تمد يدها بصحن الفول
لأ يا ست جنه هنفطر النهارده
لتأخذ الصغيره الصحن من يد والدتها و هى تقول بسعاده
و أخيرا
و غادرت المطبخ و هى تقول بصوت عالى
الطعاااااام
لتضحك عذراء بصوت عالى و هى تستمع لصوت عرفان و هو يقول
حان وقت الطعام حسب التوقيت المحلى لسيدة القصر السيده
متابعة القراءة