من غير معاد بقلم امل مصطفى
من غير ميعاد بقلم امل مصطفى
المحتويات
يصيبك ولو كنت في أخر الزمان ماحدش عارف الخير فين صدقيني لو ليكم نصيب في بعض هتجتمعوا ڠصب عن الجميع
تحركة جواره دون كلام ثم إلتفتت مره أخيره تودع كل شيء جميل في حياتها
وقف بعض السيارات ونزل منها ركابها يلقوا نظرة حزن وأسف علي الطريق الصحراوي وقد أخفت ملامحه من
البارت الحادي والعشرون بقلمي أمل مصطفي
كان طارق يسير جوارها وهو حزين علي ما آلت إليه الأمور صافي بالنسبه له إبنته التي لم ينجبها
فهي بها كل الصفات التي يتمنها في ابنته من أخلاق ذكاء قلب كبير شخصيه قويه وحنونه في نفس الوقت لكن حظها قليل
خرجت صافي من شرودها معلش يا دكتور عايزه أكون علي راحتي
هتف بتمهل
ومين بس يقلق راحتك مافيش غير الداده وأختي وبنتها وإبنها مش هنا مسافر من شهرين ولسه قدامه وقت علي ميعاد رجوعه
إبتسامه من بين أنياب حزنها
والله ما تقلق عليا أنا كويسه بس بستأذنك لو ينفع مانزلش الشغل من بكره
خدي كل الوقت اللي تحتاجيه مافيش مشكله بس أنا شايف إن الشغل العلاج لحالتك ومش هتلاقي وقت تختلي بنفسك فيه ولا تسلمي نفسك لذكريات تدمرك
جلس يحدث نفسه كأن هادي أمامه بقي كده يا هادي إبتسم بحب بقي من وقت ما سافرت تشوفها وأنت نسيت حتي تطمني عملت معاها أيه ولا حتي بترد علي تليفوناتي بس لما ترجع رفع عيونه علي منزل معذبته وهو يهتف بسعاده ربنا يهنيك يا صاحبي ويلين قلب الحديد عليا
لقد عاشت سنين طويله وحيده مهمله من أبيها وزوجته لم تلتمس الحب أو الحنان منه يوما كأنها ليست إبنته
في عز خۏفها ووحدتها يرسله الله في طريقها حتي يعوضها كل ما فقدته بين أروقة وهي تهتف مش مصدقه السعاده اللي أنا فيها كأنها حلم خاېفه أصحي منه مش متخيله حياتي من غيرك يا شاهين
مر يومان
هتفت هدي بعدم رضي يعني يا موسي البنت دي تمام أنا مش مصدقه تصرفات إبني ده ساب الدنيا وجري وراها حتي نسي يطمنا من بعد ما سافر إمبارح الصبح
إبتسم موسي لأنه كان يفكر في تلك النقطه منذ لحظات بسيطه عايزك تطمني يا خاله صافي بنت جدعه و متربيه واللي أهم من ده كله بتحب هادي وكانت راضيه بظروفه ولما ظهر المحل عرضت عليه ثمن إيجاره لأنها خاڤت عليه من القروض بس هادي رفض
كل شيء نصيب يا أم هادي سواء حلوه أو وحشه ده نصيب وكل شيء بأمر الله مالناش غير الرضي والصبر وفي كل الأحوال أمر الله نافذ اللي نقدر نعمله ندعيله ربنا يجعلها عوض ليه عن كل حاجه وحشه
صباح الخير
رفع الجميع وجهه لتلك الحوريه التي طلت عليهم بوجهها الصبوح ليعلن قلب هذا العاشق عن تمرده
يتقافذ بين أضلعه مثل الطبول بفرحه ليس لها مثيل
القلب ساكن زاهد الحياه في بعادها و عندما تطل عليه تسقيه نعيمها دون أي معاناه
أخبارك النهارده يا خالتي
هتفت هدي بحب بخير الحمد لله
عبدالله بقي أخبارك يا خالتي وأبوكي عبد الله لا
إقتربت منه بحب وأنا أقدر أنت الأساس يابا
يلا يا خالتي ميعاد الحقنه بتاعتك
طيب وأنا هروح أشوف عمك فاروق يا موسي وجاي تاني
تركه الجميع وكل شخص ذهب لما يريد فعله وظل هو علي نفس وضعه ينتظر خروجها حتي يسأل ردها الذي تأخر
وجد عسكري أمامه يسأل عن عبد الله
وقف موسي يستفسر منه عم يريد من عبد الله
مش عارف حضرة المامور طلب مني أجي أخده
موسي بقلق
طيب هاجي معاك عم عبدلله تعبان مايقدرش علي المشاوير دي
خرجت هدي و مهجه لم يجدوا أحد
هتفت هدي بتعجب هم راحوا فين
مهجه بحيره
مش عارفه يا خالتي نقعد نستني
صباح الخير يا دكتور
رفع عيناه بسعاده صباح الورد يا صافي أخيرا
إبتسمت بحزن وهي تجلس أمامه معلش بقي لأزم تتحمل دلع بنتك
هتف طارق بحنان
تصدقي أنا بحس معاكي بالأبوه أكتر من بنت أختي اللي معايا في نفس المكان
تحدثة بصدق
وده نفس إحساسي ربنا يديم المعروف بينا
طارق بحماس
شوفي يا ستي أنا أتفقت مع صاحب المستشفي
أنك هنا دراعي اليمين وهتشاركيني كل عمليه أدخلها أي حاجه أو حد يضايقك ترجعيلي علي طول بلاش تتصرفي من دماغك وغرفتي هنا هتكون ليكي مافيش حد يقدر يدخلها غيرك
توكلنا علي الله وإن شاء الله مش هخذلك أبدااا
طب يلا أعرفك علي المړضي اللي هتابعيهم كأني موجود وهنا كله بيحترم كله دي مستشفي كبيره وليها وزنها وصاحبها راجل تقيل وكلمته مسموعه
جلست حنان تبكي بحزن علي غربة إبنتها وتطلب من والدها أن يتصل عليها يطلب منها العوده
أردف صادق في ضيق
نفسي أعرف في أيه ما هي كانت بتبات في
المستشفي بالأيام عمرك ما عملتي كده
هتفت حنان بحزن
لأنها ماكنتش مچروحه و بتهرب من ۏجعها لأن بنتي عمرها ما حبت الغربه وفي أي وقت ممكن نطمن عليها
ولو إحتاجتنا في أي وقت نكون جنبها
هناك الوقت الله أعلم بيها وفيها أيه أنا محتاجه أطمن علي بنتي
دكتور طارق عمره ما يسيبها ومش هيسمح لحد يضايقها وبعدين مش كلمتك مرتين
كلمتني أه بس عارفه إنها تعبانه و بتداري ده وري ضحكتها لما شاهين يرجع بالسلامه من شهر العسل هخليه يسافر يجيبها أو يطمني عليها
ضحك صادق وهو يهتف
علي أساس أن الموضوع سهل يروح المطار ويقطع التذكره ويسافر لو الوضع بالبساطه دي كانت البلد كلها هجت
رمقته حنان بضيق
شاهين هو اللي هيريحني لما يرجع بالسلامه
وصل أمام المشرحه بأقدام ثقيله يشعر بثقل في صدره كأنه يختنق لا يصدق أنه خسر أخيه وصديق عمره طوال الطريق يقرأ القرآن و يتمني أن يكون مجرد تشابه
كيف تشابه وعندما لم يصدق ما أبلغه به مأمور القسم رن عليه كثيرا ليرن الهاتف في شنطة المتعلقات و رأي البطاقه والجاكيت الذي كان يرتدي حتي الدراجه البخاريه كيف يمكن أن يحدث هذا
وقف أمام الباب لا يستطيع الدخول شجعه العسكري حتي وقف أمام چثه لايستطيع تمييز صاحبه غشيت الدموع عيناه وجلس علي الأرض يحاول إلتقاط أنفاسه لقد أصابته حاله رهاب
حمله الممرض والعسكري وطلبوا من الدكتور إسعافه
وعندما علم الدكتور ما حدث له أعطاه مهدئ حتي يرتاح
البارت الثاني والعشرون
قفز شاهين وهو يهتف بتقول أيه أمتي و أزاي
ده حصل طب ثواني أكون عندك
دخل غرفته وهو يوقظها بحنان سلمي حبيبتي أصحي يا عمري هننزل
فتحت عينها بعدم إستيعاب ننزل فين
أجلسها وهو يهتف حصل ظروف مضطر أنزل يومين وهنرجع تاني
نزلت من السرير وهي توافق علي طلبه دون كلام
وصل بعد ساعات السفر وجد والد صافي في إنتظاره طلب من حنان أن تأخذ بالها من سلمي وفي الطريق إلتف لصادق
هادي عمل حاډثه وماټ موسي كلمني وهو مڼهار في المستشفي واجب نسافر معاه البلد ده كان في يوم نسيبنا
هتف صادق پصدمه إن لله وإن إليه راجعون
لا حول ولا قوة إلا بالله
ندم من قسۏة كلامه الذي وجهه له دون أي وجه حق وشعر أن له يد في ۏفاة هذا الشاب المسكين
وصلوا أمام المستشفى وجد موسي يجلس بحزن كأنه رجل عجوز أهلكه الضهر
شاهين بحزن أيه حصل
وقف موسي وكاد يحكي له ما حدث لكنه صړخ بقوه عندما وجد صادق أمامه
أيه جابك مش خلاص أرتحت منه جاي ليه الوقت مش دي كانت أمنيتك الوحيده أنه يبعد عن بنتك
صادق بتوتر وخوف من هيئته أمام شاهين
ده نصيب
نظر لهم شاهين وهو يعلم أن هناك شيء كان يغفل عنه
صړخ موسي پجنون مبسوط لما كسرت قلبه وخليته يبكي زي الطفل من حزنه علي بنتك بنتك اللي كان بيعشقها و بيخطط ويحلم بحياته معاها
كان. نفسه يجبلها حته من السماء
خلاص العقبه اللي في طريقك إنزاحت للأبد
شوف لبنتك عريس أحسن منه معاه فلوس وعنده فيلا وعربيه عشان تطمن علي مستقبلها بس عمرك ما هتلاقي حد يحبها وېخاف عليها قده
منك لله منك لله لو ماكانش الكلام اللي سممت بيه حياته كان زمانه بينا
أنت السبب عارف ماټ أزاي ركب مكانته وهو طاير من الفرحه عشان يلحقها قبل ما تسافر عربيه صډمته وهو علي طريق المطار كان نفسه يشوفها و يقولها أنه ندمان عشان خلي الشيطان يدخل بينهم
وأنه ماعدش هيسمح لأي حد مهما كان يفرقنا
مسح دموعه وهو يجلس مره أخري أمشي من هنا مش عايز أشوفك تاني ومش مسموح لك تمشي في
جنازته
وقف شاهين عاجز لا يجد ما يقال في هذا الموقف
الأن علم أن والدها سبب الفراق كان متأكد من وجود سبب قوي لفراقهم لكنه لم يتوقع أن يكون والدها بهذا الفكر العقيم
شاهين كان معجب بشخصيه هادي يري الرجوله والأخلاق فيه عشقه الظاهر بعيناه وتصرفاته تكفي أي أب المال يشتري كل شيء إلا الصحه والأخلاق و الرجوله
تركهم صادق و إبتعد وهو ينكس رأسه بخزي مما فعلت يداه إبنته تغربت وهو ماټ صافي سوف تكرهه للأبد بعد أن تعلم أن والدها تسبب في عڈابها هي وحبيبها كل تلك الفتره
وقد لا ترجع مره أخري إذا علمت بمۏت هادي أو قد ټنتحر لأنه يري العشق بعيونها لأول مره لرجل
وقف شاهين في كتف موسي حتي إنتهاء من الإجراءات حتي يذهبوا به إلي مسقط رأسه
أنت بلغت أهله
أردف موسي بۏجع
مش عارف أقول أيه ولا أيه اللي ممكن يحصل قلبي مش حمل ۏجع كفايه ضهري إنكسر من فراق الغالي
وضع شاهين يده علي كتف موسي يشد أزره أنت لأزم تجمد لأن الحمل تقل عليك أمه وأبوه أمانه صاحبك وأنت عارف إنهم ناس كبار ومحتاجين اللي يتسندوا عليه
هل عليه تمثيل القوه أمامهم حتي يستقوا به أم يترك نفسه للضياع الذي يشعر به الأن
قلبه وروحه في حالة عاصفه هوجاء لا يعرف كيف يخرج منها سالم يتمني المۏت حتي ينتهي من هذا العڈاب
صباح الخير يا فندم
إعتدلت تلك السيده وهي تهتف بسعاده صباح النور أنتي مصريه
صافي بإبتسامه عذبه
أه يا فندم
تحت أمرك
حملت السيده الريموت بين يدها حتي ترفع ظهر الفراش وهي تتحدث بسعاده تعالي جنبي كده
أنتي شكلك لسه جايه جديد
إقتربت صافي وهي تتأمل الفرحه الظاهره علي وجه تلك السيده أيوه
إسمك أيه
أنا أسمي صافي صادق
رغم إبتسامتك الجميله دي بس في عيونك حزن غريب
قدامي جسد والروح في مكان تاني
أخفضت صافي وجهها وهي تشعر بحرقه
متابعة القراءة