الجزء الثالث والأخير رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن
الجزء الثالث والأخير رواية جديدة بقلم دعاء عبد الرحمن
المحتويات
فاحكم بين الناس بالحق ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله
والايه دى نزلت بتحكلنا عن سيدنا داوود لما اتنين اخوات راحوله وواحد فيهم اشتكى من التانى فسيدنا داوود شافه مظلوم فعلا فحكم له من غير ما يسمع للتانى اللى هو اصلا كان واقف جانبه وسامع أخوه بيتكلم وعلشان كده سيدنا داوود فكر فى أن لو كان اللى بيشتكى بيقول غير الحق كان التانى أتكلم وقال أنه بيكدب لكن فسر سكوته بأنه عارف أن اخوه بيقول الحق علشان كده حكم بسرعه من غير ما يطلب يسمع من التانى ورغم أنه حكم صح لكن الآيه دى نزلت تقولنا أن ده غلط وفيه خوف من اتباع الهوى هنا
هز عامر رأسه موافقا بإعجاب وهو ينظر إلى فارس الذى كان يتحدث بطلاقة شارحا الآية وسبب نزولها فقال
أنا كلامى مش هيختلف فى حاجه يا دكتور فارس هو نفس الكلام مراته سلفت مراتى واتفقت معاها على زيادة 500 جنيه بس مراتى خبت عليا موضوع الزيادة دى ومكنتش اعرفها ولما كنت قاعد مع الحج عبد الله وبحكيله قالى أن ده عندكو اسمه ربا يعنى انا مجبتش حاجه من عندى وده كده فى ظلم كبير لينا لاننا معناش المبلغ ده دلوقتى المكنه باظت ومستفدناش منها بحاجه
طب أنا ذنبى ايه العقد شريعة المتعاقدين ومراتك وافقت من الاول
ابتلع فارس ريقة وهو يشعر أنه يقف بقرب فوهة بركان تكاد أن ټنفجر فى وجهه فى أى وقت ولكن الحق احق أن يتبع سلم أمره لله ونظر إلى عامر الذى كان ينتظر كلمة حق شعر بسخونه تسرى فى جسده فهو يعلم ماذا سيفعل به أبو يحيى إذا ما نصر عليه غريمه لكن هل يقول كلمة تقرب بينه وبين حبيبته وزوجته وتبعده عن الجنة وتلقى به فى الچحيم وبحسبة بسيطة حسم فارس أمره ونظر إلى عيونهم المتعلقة به وأخذ نفسا عميقا وقال
فعلا
ارتسمت ابتسامة رضا على وجه عامر بينما حدق مينا فى فارس بدهشة واڼفجر بركان ابو يحيى فى وجهه كما توقع تماما وقال صائحا
أنت بتنصره عليا يا جوز بنتى يعنى أنت موافق على اللى بيقوله ده
نهض فارس محاولا تهدئته وقال على الفور
اسمعنى يا عمي بس أنا هافهمك ليه
كويس أنى عرفتك قبل ما أديك بنتى راجل بوشين صحيح أومال دقن وعاملى فيها شيخ وكمان بتنصر المسيحى عليا يا عم الشيخ ملكش عندى بنات للجواز عن اذنك
لحق به فارس عند باب الحجرة وجذبه من ساعده برفق محاولا إيقافه وتهدئته وهو يقول برجاء
هفهمك انا قلت كده ليه ده شرع ربنا مش كلامى
قال كلمته بعد ان دفع فارس بقوة وصفع الباب خلفة پعنف
زفر فارس وهو يمسح بكلتا يديه على شعره بقوة وهو يقول
لا حول ولا قوة الا بالله ليه كده بس طب كنت استنى لما تفهم
تبادل عامر مع ولده مينا النظرات المتعجبة واتجه عامر إلى فارس قائلا بإعتذار
رفع فارس رأسة إليه وقال بعدم تركيز
لا لا وانت ذنبك ايه يا عم عامر
اقترب مينا من فارس وقال بإرتباك
أنا آسف انا كمان يا دكتور فارس مكنتش أعرف أنك هتيجى فى صف الحق مهما كان هو مع مين
حاول فارس أن يرسم ابتسامة مجاملة على شفتيه ولكنه عجز عن ذلك فعقله يدور ولا يعلم ماذا سيفعل مع والدها وماذا سيحدث بعد ذلك
ظل والدها ېصرخ فى وجهها صائحا
هيطلقك يعنى هيطلقك وأنتى اللى هتطلبى الطلاق منه انتى فاهمه ولا لاء
أنسابت عبراتها وهى تهتف
ليه بس يا بابا طب حتى استنى لما تسمع منه
صاح بصوت هادر
اللى بقولك عليه تعمليه يا بت انتى والا والله أمك هرميها فى الشارع ومش هتلاقى مكان يلمها
بكت مهرة بشده وجسدها يرتجف وينتفض بقوة وهى تستغيث بالله أن ينقذها مما تقاسيه تدخلت والدتها وقالت له بجمود
هو أنت كل ما يحصل حاجه تهددنى بالطرد والطلاق أنت فاكرنى هترمى فى الشارع يعنى من غيرك
توجه إليها فى ڠضب عارم ولوى ساعدها خلف ظهرها وهو ېصرخ فيها
ايوا هتترمى فى الشارع ياختى ولو مش عاجبك الباب يفوت جمل
دفعته بكل طاقتها بعيدا عنها بعد أن شعرت أن يدها ستكسر فى قبضته وهرولت نحو باب الشقة وهى تأخذ محفظتها وتجذب حجابها وتضعه على شعرها وهى تقول پغضب
سايبهالك مخضرة ابقى هات مراتك التانيه تعمرها بقى
خرجت وأغلقت الباب خلفها ونسيت أن ابنتها فى أشد الحاجه إليها ڠضبت لنفسها واڼفجر بركان صمتها الذى كان هامدا طوال تلك السنوات والان اڼفجر ولكنه لم ينفجر فى وجهه وحده وأنما فى وجه مهرة ايضا
فتحت أم فارس باب شقتها عندما سمعت صوت الصړاخ الآتى من شقة مهرة فوجدت ام يحيى وهى تهرول هابطة للأسفل حاولت إيقافها ولكن عينيها كانت تتطاير منها الشرر وهى تصيح فيه وكأنه مازال يسمعها
روح هات الغندورة التانيه تقعدلك فيها أنا مستحملة وصابره بلاويك فى الاخر حصلت تمد ايدك عليا
لم تسمع نداءات ام فارس ولم تعيرها اهتماما نظرت للاعلى لدقيقة ثم عادت إلى شقتها مرة اخرى عندما سمعت صوت رنين الهاتف أجابته قائلة
السلام عليكم أيوا يا فارس
قال بسرعة
ماما مهرة عندك
قالت متعجبة
لاء يابنى ده أنا سمعت صوت خناق جاى من عندهم وشفت أم يحيى وهى نازله تزعق على السلم وبتقول انا سايبه البيت وماشيه شكل جوزها مد ايده عليها
سمعت صوت زفيرة الحار وهو يقول
أنا جاى حالا اقفلى دلوقتى
عاد فارس سريعا إلى المنزل فوجد والدته تنتظره على باب الشقة ويظهر عليها القلق الشديد وقالت سرعا
ايه اللى حصل يابنى بينك وبين ابوها البنت كلمتنى ومفحومه من العياط مفهمتش منها حاجه كل اللى فهمته ان ابوها كان هيضرب امها وأنه عاوزها تطلب الطلاق منك
قال فارس بلهفة
مد ايده على مهرة
هزت رأسها نفيا وهى تقول
مش عارفه يابنى فهمنى طيب ايه اللى حصل
لم يستطع ان ينتظر اكثر من هذا صعد الدرج قفزا حتى توقف أمام باب الشقة تنفس بقوة وطرق الباب لحظات
وفتح والدها الباب وعينيه ينبعث منها الڠضب والحنق قال فارس سريعا
يا عمى عاوز اتكلم معاك الله يخاليك مش كده
قال والدها پغضب
قلتلك ملكش عندى بنات للجواز وياريت تطلقها بالذوق بدل ما نروح المحاكم
سمع فارس صوت بكائها من الداخل فأستشاط ڠضبا لايستطيع ان يراها أو يطمئن عليها وهى وحيده حتى والدتها تخلت عنها وتركتها معه بمفردها لم يستطع ان يتحكم فى أعصابه أكثر من ذلك فهتف فيه
وأنا مش هطلقها دى مراتى ومش هطلقها حتى لو هى اللى طلبت الطلاق بنفسها وبعدين ليه كل ده كل ده علشان حكمت بشرع ربنا
وانت حتى مش عاوز
متابعة القراءة