رواية دمار قلب بقلم ميادة مأمون

رواية دمار قلب بقلم ميادة مأمون

موقع أيام نيوز


زوجته
سوف تكون معه في المشفي بعد بضع ساعات قليله
اذا سوف ابعث لهم طائره طبيه خاصه تحضرهم الي لبد ان احضره معي هنا لن أأمن عليه في ذلك البلد مره ثانيه
حسنا سيدي نحن تحت امرك
هل عرفتم من فعلها
لا لا نعرف حتي الان
لا انتم تعرفون ولكن لبد انه امركم بعدم الحديث
اغلق الهاتف وسوف اكون علي اتصال بك في اي وقت
بأمرك سيدي

اغلق الهاتف وهو يستشعر بالخۏف علي وحيده
قرر ان يجري اتصالته سريعا حتي يبعث له تلك الطائره مع بعض الرجال لأحضاره
اللهم اني اسألك علما نافعا
وبعد ساعات طويله مرت عليها كالدهر
ظلت حبيسة تلك الغرفه بعد ان حضرت الي المشفي حتي اخرجوه من غرفة العمليات
وفتح الباب اخيرا ودلف اليها خادمهم الامين ليخبرها بأخر التطورات
هاه ايه الاخبار يا عم عبدو طمني ده بقالو كتير اوي
خرج الحمد لله وهو دلوقتي في غرفة العنايه
طيب انا هاروحله
همت لتذهب من امامه ولكنه امسكها من عضددها قبل ان تتخطاه
تروحي فين تعالي هنا اسمعي انتي مش هاتتحركي من الاوضه دي
ومش هاتقلعي النقاب من علي وشك نهائي
يعني ايه مستحيل ابقي جنب جوزي ومش عارفه اطمن عليه
چانا اطمني واعقلي ابوس ايدك هو كده كده لسه مافقش
وفي حاله غريبه ووجوه غريبه ماليه المستشفي
انا ماليش دعوه بكل ده خليني اشوفه يا عم عبدو ابوس ايدك
حاضر بس اصبري شويه ساعه كده لحد الدنيا ما تهدي وهاخليكي تشوفيه
طيب هاصبر مافيش في ايدي غير كده
وياريت تكلمي ولدتك كفايه اننا سافرنا من غير ماتعرف
حاضر يا عم عبدو
ربي اني ماسني الضر وانت ارحم الراحمين
دقت باب غرفتها بهدوء ودلفت اليها تستفهم عن سبب تأخره
اميره هو مازن اتأخر كده ليه
ماعرفش
هو ماتصلش بيكي النهارده ولا انتي حتي كلمتيه
لاء
استشعرت ضيقها من الحديث معها فقررت ان تجلس تتحدث معها
اميره افتحيلي قلبك انا من يوم ما اتجوزتي مازن وانا بعتبرك زي بنتي
وعمري ماكنت اتمني لابني الا واحده متعلمه ومتربيه وبنت اصول زيك
اكيد طبعا عشان تكملو بيا الواجهه اللي ظهرنها للناس عنكم
يابنتي احنا طول عمرنا سمعتنا كويسه والتهم اللي اتهمو
عمك ياسين بيها دي كلها ظلم في ظلم
ظلم ولا مش ظلم بقي الله يرحمه
ايوه سيبي ربنا هو اللي يحاسبه هو عنده دلوقتي وربك مطلع علي كل شئ 
انا اللي يهمني دلوقتي انتي وابني
مازن بيحبك يا أميره واللي هو فيه مش شويه ماتزوديش همه وحسسيه انك جنبه
وقفت بدون شعور تصرخ في وجهها
ا حسسه اني جنبه دا علي اساس ايه هو انتي ماتعرفيش ان ابنك خطڤني من بيت اهلي
وحبسني شهر كامل في اوضه حقيره في بيت مهجور
ولا ماعرفتيش اني كنت حامل والبيبي نزل من ضربه فيا وانا ماكنتش اعرف اني حامل اصلا
عرفت بس ماسألتيش نفسك هو ليه عمل كده مش ممكن يكون رد فعل لطريقتك معاه
دانتي حتي ماحولتيش تستني لما تفهمي ايه اللي بيحصل حكمتي علينا ان احنا عصابه وخونه قبل حكم القاضي نفسه
احنت رأسها بخجل وحزن وجلست امامها في هدوء 
يمكن اكون اتسرعت في اللي عملته
ويمكن يكون مازن مالوش زنب في ده كله لكن هو برضو غلط وماكنش لازم يعاملني كده
ابتسمت لها وامسكت يدها بين كفيها
انتي بتحبيه ولا لاء
طبعا بحبه تعرفي انه سألني السؤال ده
ولما مارديتش عليه اتغير وضړبني
يمكن لو كنتي قولتيها ليه كانت كل حاجه اتغيرت
وكان زمان خبر حملك مهون علينا اللي احنا فيه دلوقتي
بس معلش قدر الله ومشاء فعل وتعوضوه ان شاء الله
ان شاء الله يا ماما بس ربنا يطمنا عليه
بصراحه هو لما صحي الصبح كان شكله متغير وماحاولش يتكلم معايا زي كل يوم
ربنا يطمنا عليه احنا الاتنين مالنش غيره دلوقتي
بقلمي ميادة
انها الثانية عشر مساء انتظرت لساعات طويله داخل الغرفه وها هي الان تقف تنتظره حتي يأتي لها ويأخذها اليه لتراه
دق بابها ودلف اليها وهو ينظر خلفه بريبه
چانا انتي كويسه
ايوه مالك يا ياعم عبدو في ايه
لازم نمشي دلوقتي لازم ارجعك الواحه تاني
انا مش هامشي قبل ما شوف صقر واطمن عليه مش بعد الانتظار ده كله تيجي تقولي يلا نرجع
اسمعيني يا بنتي رجالة جده مالين المستشفي انا مش قادر اأمنه هو شخصيا وخاېف عليكي
انت بتقول ايه ايه ده النور قطع ولا ايه عم عبدو انت فين انا خاېفه
استني هافتح كشاف الموبايل خليكي انتي جانبي بس
استمعت الي خطوات واصوات كثيره خارج الغرفه وحالة من الفوضي تحدث
انفتح الباب ودخل اليهم رجال ملثمون
وقبل ان تصرخ او يدافع هو عنها
وجد من ينثر علي وجوههم ماده مخډره
ليفقد الوعي امامها وتغمض هي ايضا عيناها مغشيا عليها بين ايديهم
عبدو فوق ياعبدو رد عليا انت سامعني حاسس بحاجه طيب
فتح عينه وجد نفسه ممدد علي الفراش وذلك الطبيب يقف امامه
دكتور فؤاد هو ايه اللي حصل
اوف الحمد لله انك بخير خضتنا عليك يا راجل
انفزع من رقدته يبحث عنها
هاه هي فين راحت فين
هي مين يا عبدو هو كان في حد معاك هنا في الاوضه
ايوه چانا هانم مرات صقر باشا كانت مستخبيه هنا عشان تعرف تشوفه
وايه اللي يخليها تستخبي هنا وايه اصلا اللي هيجيب صقر هنا
ازاي الكلام ده هو انت مش كنت لسه عامل ليه عمليه وامرت بنقله العنايه
انت بتخرف بتقول ايه يا راجل انت عملية ايه دي اللي عملتها لصقر وازاي هاعمله عمليه وهو مادخلش المستشفي اصلا
مادخلش المستشفي !
انت بتقول ايه يا دكتور فؤاد صقر كان جاي هنا
ودخل العمليات وقعد فيها زياده عن اربع ساعات وانا جيت انا ومراته عشان نطمن عليه يبقي ازاي حضرتك تقولي مادخلش المستشفي اصلا
بس يا راجل يا مچنون
انت اللي من امبارح مش في وعيك وبنعتني بيك تقوم تخترع حكايه ماحصلتش اصلا انت جالك زهايمر ولا ايه يا عبدو
كاد ان يصيح في وجه وينفي ذلك الكلام
انا اااا 
الا انه نظر اليه نظرة لأام وصمت وأحني رأسه
ان الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا
مخزن ممتلئ بقطع السيارات وبأخره غرفه صغيره بها فراش صغير وبابها اشبه بباب حديدي لزنزانه في قسم شرطه
لا يوجد بها نافذه فقط طاقه صغيره اعلي جدارها يدخل منها الهواء وخيط رفيع من خيوط الشمس
كان يحصد تلك الغرفه الصغيره ذهابا وايابا يكاد يجن من كثرة التفكير
الي ان دخل عليه رئيس الحرس يحمل علي يده الطعام له
اتفضل الغدا يا مازن باشا الله انت بردو مافطرتش
مش عايز زفت انا عايز اخرج من هنا افتح الباب ده وسيبوني امشي وألا مش هايحصل ليكو طيب
هتعمل ايه يعني بقولك ايه يا باشا ماتهددناش انت عارف كويس لولا
الاوامر اللي خدناها من صقر باشا ويمين الله كان زمانك محصل ابوك دلوقتي
رفع يده وبكل قوته انزلها علي وجنته وهو ېصرخ فيه
انت بتطاول عليا يا حيوان اقسم بالله لدفعك تمن كلامك ده
استشاط الآخر منه وكاد ان يرد له تلك الصفعه الا انه تذكر تنبيهات رئيسه واخذ نفسه بهدوء
مقبوله منك بس عشان خاطر صقر باشا اللي وصانا ان ماحدش مننا يقربلك لحد ما يشد حيله ويجيلك بنفسه
وانا مستنيه والمره الجايه مش هاسيبه لغاية مانهي حياته
هانشوف مين اللي هينهي حياة التاني باﻻذن يا باشا
حسبك ربي
 

تم نسخ الرابط