رواية في قبضه الاقدار بقلم الكاتبة نورهان العشري
المحتويات
و أوشكت علي إخراج النقود من حقيبتها فأتاه صوته معاتبا
بتعملي
إيه يا بنتي ! أنتوا زي ولادي. و بعدين حازم الله يرحمه أنا إلي كنت مربيه .
شعرت الفتاتان بالخجل من كرم ذلك العجوز اللطيف و شكرته فرح بلطف فنظر إلي
جنة قائلا بحنو
لو حابه تقريله الفاتحه المقاپر علي أول البلد هنا
شعرت بخفقه قويه داخل قلبها و تدفق الدمع بمقلتيها فهزت رأسها بموافقه و يدها ن بطنها المسطحه فهي للآن لا تصدق بأنه قد ټوفي .
توقفت السيارة أمام مقاپر العائله و ترجلت منها جنة و بجانبها فرح التي توقفت عندما قالت شقيقتها برجاء
خليكي يا فرح . محتاجه أكون لوحدي ... معاه !
يااااه يا حازم . مكنتش أتخيل تبقي النهايه كدا أبدا !
خرج الكلام متحشرجا من بين شفتيها المرتعشه و التي أضافت بإستنكار و عدم تصديق
أختتمت جملتها و أجهشت في بكاء مرير نابع من قلب محطم دهسته الحياة تحت أقدامها بلا رحمه و لا شفقه و لم تكتفي بذلك فقط بل وضعتها أمام بركان ثائر يغذي الإنتقام نيرانه التي كانت قادرة علي سحقها في ثوان لولا وجود ذلك الجنين بين أحشائها و الذي منع يد الظلم من أن تطالها و لكنها كانت تتوعد بإذاقتها الچحيم ما أن تضع مولودها .
هكذا كان يطالعها سليم الذي هرب من لقاءه بهم وتوجه إلي حيث يرقد أخاه الذي ترك الحياة بأكملها و ذهب إلي موطنه الدائم فقد كان ېخاف زيارته طوال الثلاث اشهر المنصرمه و لكنه الآن وجد قدماه تأخذه إليه دون إرادته و أخذ يتلو عليه ما تيسر من أيات الذكر الحكيم و يردد الدعوات بأن تتغمده رحمه الله الواسعه و لكنه توقف إثر سماع أصوات قادمه من الجهه الآخري و حبس أنفاسه عند سماعه صوتها الباكي و قد شعر للحظه بمدي معاناتها و ألمها لفقده و لكن جاءت كلماتها الأخيرة لتجعل عقله يتيقظ و غضبه يستعر رغما عنه و خاصة حين وجدها تقول من بين دموعها بأسف بالغ
أنهت كلماتها و تابعت وصلة نحيبها التي يغذيها آلام الذنب و الفقد و الظلم !
أنتشلها من بئر العڈاب الخاص بها صوت اقدام بثت الړعب بأوصالها فرفعت رأسها لتصطدم ببركه من الډماء المحتقنه تحدق بها پغضب من يراها يقسم بأنها قد إرتكبت أعظم جرائم السماء و بأنها هالكه لا محاله .
تسارعت أنفاسها و هي تناظره بعينان حاولت رسم القوة بهم و إخفاء ذلك الذعر الذي أجتاح أوصالها لدي رؤيتها له فقد كانت تحمل هم رؤيته كالثقل في قلبها الذي يؤلمه كل تلك الإتهامات التي توجهت إليه قهرا
أقتحمت لهجته الباردة صراعها الداخلي فاهتزت حدقتيها لبرهه قبل أن تحاول رسم قناع القوة و الجمود علي ملامحها و قالت بصوت مبحوح
و إيه يمنعني آجي أزوره
لاحظ محاولتها لرسم قوة واهيه لا تتمتع بها و أيضا بحه صوتها التي تظهر كم عانت حتي تخرجه و جسدها الذي كان يرتجف و كأنها ورقه شجر عصفت بها رياح خريفيه فزعزعتها من مكانها . و لكن غضبه كان يطمس كل الحقائق أمام عيناه و لم ينتبه سوي لكلماتها التي جعلته يرفع إحدي حاجبيه و يقول بإزدراء واضح
تصدقي نسيت أن إلي زيك يعمل أي حاجه عادي .
كان الإحتقار الذي يتساقط من بين كلماته ېقتلها فلم تكن تكفيها معاناتها و حملها الثقيل حتي يأتي هو
ليزيده أضعافا مضاعفه ! لا تعلم ما مشكلة هذا الرجل معها و لكنها ستحاول مقاومه طوفان غضبه و لن تجعله ېهينها أبدا
و هنا إستعادت بعضا من صوتها الهارب و قالت بجمود
و مالهم إلي زيي !
أقترب منها بخط سلحفيه و هو يتابع محاولا تتضمين لهجته أكبر قدر من الإحتقار
ميعرفوش يعني إيه أدب و لا أخلاق و لا ضمير ! يقتلوا القتيل و ييجوا يعيطوا عليه عادي !
كان يقذف الكلمات بوجهها دون أن يهتز له جفن من الرحمه و لا الإشفاق علي ضعفها أبدا و قد بدا أمامها كمسخ مجرد من الإنسانيه وظيفته إلقاء الإتهامات فقط و لكنها لن تسمح له و هنا خرج صوتها قويا إذ قالت بعنفوان
لو كان
دا رأيك
متابعة القراءة