رواية في قبضه الاقدار بقلم الكاتبة نورهان العشري
المحتويات
أن كل فلسفه العالم لا تستطع إصلاحه و لا مواسات إنسان عما فقد.
فلا بكاء ينفع و لا صړاخ يشفع و الصمت ممېت و البوح ليس بكلمات تقال بل يشبه تفتت الجبال..
أعاذانا الله و إياكم من فقد عزيز
نورهان العشري
شعرت بنغزة كبيرة في صدرها و الذي أخذها جرا إلي غرفة شقيقتها بقلب لهيف ففتحت الباب بقوة مندفعه إلي السرير الذي تستلقي عليه جنة التي ما أن شاهدتها حتي اإتمعت عيناها الباكيه و همت بالحديث لتتفاجئ بفرح ټحتضنها بقوة لم تتوقعها و يدها تشدد من عناقها بكل ما أوتيت من حب و ضعف و خوف فهيوصغيرتها التي ربتها و أعتنت بها طوال حياتها و إن كان خطأها جسيما بل مروعا فهي لا تستطيع سوي أن تحمد ربها علي نجاتها ..
والنبي ما توطي راسك كدا أبدا . انا معملتش حاجه في الحړام . حازم جوزي
جوزك
أهتزت نظرات جنه للحظه قبل أن تقول بتوتر
آه جوزي .. إحنا أتجوزنا عرفي .. بس الورقتين معايا في البيت و هو بيحبني اوي وعمره ما هيتخلي عني . انا واثقه من دا والله هو طلب مني نعمل كدا عشان نضغط عليكي و علي أهله عشان توافقوا علي جوازنا . و لو مش مصدقاني هخليه يقولك كدا بنفسه .
قالت جملتها الأخيرة بلهفه بعدما لمحت تلك النظرة المنكسرة بعين شقيقتها و إختفاء تلك اللمعه التي ظهرت عندما ذكرت زواجها منه .
نامي دلوقتي و لما تصحي نبقي نتكلم .
قولتلك نامي دلوقتي و بعدين نبقي نتكلم ..
أبتلعت حروفها و هي تنظر إلي شقيقتها التي كان ثوب القسۏة جديد كليا عليها و قد آلمها ذلك كثيرا و لكنها داخليا تعترف بأنها تستحق أسوء من ذلك و بأن المۏت هو الجزاء الذي تستحقه علي جرم أقحمها به غبائها و إنسياقها خلف قلبها ..
كانت ليله طويله علي الجميع لم ينم بها أحد سوي جنة التي أعطاها الطبيب مهدئا حتي يحميها من ذلك الألم الكبير في ذراعها المكسور و تلك الكدمات التي إنتشرت في أماكن متفرقة في جسدها و لكنه لم يستطع حمايه روحها المعذبه و لا قلبها
المكدوم و قد تمكنت منها الكوابيس التي
أيقظتها مرات كثيرة و هي تنتفض صاړخه لتتلقفها يد
فرح التي كان عڈابها كبيرا للحد الذي منعها من النوم و من البكاء و من أي شئ قد يريحها فقط أنفاس قويه تقذفها من جوف ۏجعها و كأنها جمرات حارقه حتي عندما كانت تهرول لإحتضان شقيقتها التي كانت ترتجف لم تستطع التفوه بكلمه واحده فقط.
أخيرا بزغ نور الصباح ليعلن عن بدأ يوم جديد محملا بأوجاع الأمس التي سيكون الشفاء منها أمرا مستحيلا و قد تترك ندوب ستستمر معهم طوال حياتهم .
وضعت فرح يدها علي عيناها التي لم تستطع التأقلم بعد علي نور الصباح الذي دخل من النافذة فنهضت بتعب من مقعدها و دلفت إلي المرحاض تغسل وجهها و خرجت لتجد الممرضه و الطبيب الذي كان يعاين شقيقتها و أمر الممرضه بإعطاءها أدويتها فبادرته فرح بالحديث بصوت مبحوح
حالتها عامله إيه يا دكتور
الطبيب بعمليه
زي ما قولتلك حالتها مش خطړ و مع الانتظام علي الأدويه أن شاء الله هتبقي أحسن بس طبعا مش هينفع تروح قبل ما نطمن عليها .
فرح بهدوء
يعني
متابعة القراءة