رواية جوازة ابريل مشوقة جدا بقلم الكاتبة نورهان محسن
رواية جوازة ابريل مشوقة جدا بقلم الكاتبة نورهان محسن
المحتويات
بتقنع بيها نفسك عشان تريح ضميرك .. مطلع نفسك الضحېة قدامه عشان مايفكركش انك مابتمسكتش بيا واتخليت عني
الجملة ترددت في رأسه عدة مرات ليهدر بخشونة مبررا موقفه ماتخليتش عنك يا ابريل .. انتي اللي ماستنيش الموضوع يهدي عشان نفتحو تاني ونرجع لبعض .. ماصدقتي تسمعي كلام ابوكي اللي قالك تعالي عيشي معايا قومتي سافرتي معاه القاهرة ومابصتيش وراكي
رسمت شفتيها ابتسامة كبيرة معزولة عن المرح وظهرت في لهجتها نوعا من التساؤل الساخر انت لسه بتقاوح في ايه بعد اربع سنين !
أخذت ابريل نفسا عميقا ثم واصلت حديثها بثقة تامة ونبرة مليئة بالإزدراء انا سافرت القاهرة ماهجرتش .. ولو فارقة معاك كنت حاولت تكلمني زي مابتقول .. ماكنش رد فعلك هيبقي انك تروح تتجوز صحبتي .. بس انت جبا ن يا احمد وضعيف .. وانا من لحظة ما اخدت رأي امك في موضوع دراستي وهي قررتلك وانت وافقت .. عرفت ان مهما باعوا واشتروا فيا انت مش هتكونلي ضهر يعرف يحميني وياخد حقي .. ولا ليك صوت من دماغك دايما مستني الناس تقررلك
صمتت ابريل أو بالأحرى إنعقد لسانها عن الرد ولم تعرف ماذا تجيب عليه أما أحمد شعر بأفكارها تتعثر فاستأنف الحديث بصوت مرتجفا لوعة ولهفة انا تعبان يا ابريل .. ذكرياتنا مع بعض .. صورتك مابتفرقنيش حتي وانا مع نادية...
أوصدت فيروزيتها بقوة محاولة السيطرة على ڠضبها قدر المستطاع فكلماته تجعلها تائهة بين الصواب والخطأ حيث يحثها جزء من قلبها على الاستماع إليه لكن عقلها أوقظها عندما سمعته ينطق اسم نادية لتعود إلى الواقع المؤلم.
شددت ابريل على الكلمة الأخيرة بقوة لتؤكد له مصداقيتها مم أثار بداخله مشاعر متأججة صائحا بصوت يملأه العڈاب انا مخڼوق يا ابريل .. مش متخيلك تكوني مع واحد غيري .. هيكون له كل الحق فيكي .. بعد ما كنت انا اللي هتعيشي معاه بقية عمرك .. انتي فاهمة
صمت أحمد لوهلة ثم سألها مستنكرا وانتي فاكراني عايش مبسوط ومستريح .. انا بعض صوابعي من الندم عشان ضيعتك مني يا ابريل ..
سحب أحمد نفسا عميقا وأضاف هامسا بنبرة رجاء يستوطنها الوهن ماتتجوزيهوش يا ابريل .. فكري كويس عشان خاطري .. انتي كمان مش هتعرفي تعيشي مع حد غيري .. محدش هيقدر يفهمك وېخاف عليكي قدي
قالت جملتها الأخيرة بصوت حاد لكن شيئا واحدا فقط لفت انتباهه تلاه رده السريع انا علي استعداد اطلقها ونتجوز يا ابريل وامي مش هتعترض انتي خلاص خلصتي دراستك ومابقاش في مشكلة قدمنا
ارتجف جسد أبريل من الصدمة وهزت رأسها دون وعي مستنكرة ما سمعته وهي تتمتم بإنشداه تطلق مراتك .. انت اكيد اجننت !!
أخبرها أحمد مؤكدا ببرود وفيها ايه !! انا مش هظلمها وكل حقوقها هتاخدها
ازداد نشيج صدرها نتيجة الضيق الذي أجتاحها فهذه هي المرة الثانية التي تشعر فيها بخيبة أمل فيه لتخرج كلماتها متقطعة مليئة بالفتور قد كدا سهل .. عندك تبيع وتشتري في الناس !! مش مهم عندك لا مشاعرهم ولا حياتهم .. المهم راحتك انت .. مش كدا بجد خسارة يا ابن خالي .. عشان رغم اننا متربين مع بعض وكبرت قدام عينك .. بس ماقدرتش تعرفني كويس..
أغلقت المكالمة دون
إعطائه فرصة للرد عليها فلا يمكنها سماع المزيد من هذا الهر اء بعد الآن إذ أنه عاد بأنانية إلى فتح ستائر الماضي والتي مهما حاولت نسيانه لا تزال هناك بقايا مظلمة تطارد روحها الضائعة بين الطرقات متسائلة
متابعة القراءة