روايه عيون الذئاب بقلم ډفنا عمر
روايه عيون الذئاب بقلم ډفنا عمر
المحتويات
أنا كده الفواتير والعقود وفاضل استاذ جسار يظبط وضعنا القانوني
تناول
الأخير طرف الحديث ده اللي هيحصل هحط كل الشروط الجزائية اللي تثبت حقنا
تمام طيب عايز مني حاجة تاني يا عمي
ابتسم بود لا ياشمس كده تمام روحي مكتبك
أستأذنت وهي توميء لكليهما وتبعها الأخر بقوله
أنا كمان استأذن حضرتك أمين بيه
تحت أمر حضرتك
أمر بإحضار قهوتهما ثم قال قولي بقي انطباعك ايه في الشغل معانا مرتاح
غمغم بصدق مرتاح بس أنا بجد محظوظ بانضماني للصرح العظيم ده ماشاء الله حضرتك واخوك وولاده والأنسة شمس وسارة بجد في تناسق رائع بينكم وكله بيجتهد لمصلحة الشركة مافيش دلع ولا تهاون كله قلب واحد وبيحب شغله حتى الموظفين نفسهم
ربنا يبارك فيهم وفيكم يا امين بيه
وفيك ياجسار الحقيقة انا معجب جدا بشغلك حتي من قبل ما تيجي انك في العمر الصغير ده وأسمك يتردد في عالم المحاماه بالشكل ده أكيد دي عبقرية منك
تعجب قوله معقولة ازاي
معرفش في فترة من حياتي كنت مشتت ومش لاقي حافز
ودلوقت لقيت نفسك وحققت اللي بتتمناه
نظر أمامه صامتا برهة بشخوص ثم قال ياريت اقدر احققه للأسف صعب اوصل للي بتمناه
ليه صعب مش يمكن انت متوجه غلط
ماهو بالعقل كده لو حاولت توصل لحاجة وماوصلتش يبقي الطبيعي تغير طريقك عشان تلاقي نتيجة مختلفة
كلام حضرتك مظبوط يمكن وجهتي فعلا غلط
طيب أشرب قهوتك هتبرد حاضر
ارتشفها سريعا ثم نهض قائلا استأذنك أروح مكتبي
اتفضل
منذ أتاه الجد وهو يتفقد كل التفاصيل بضيق أما توفيق طغى عليه الحزن كأنه يلوم نفسه لموقف زوجته أما رائف كان شارد بعض الشيء فاقد لمزاجه ومرحه فغمغم لهم
رحل ليترك لهم مجالا لأفراغ دهشتهم من مسكنه المتواضع راجيا ألا يضغط عليه الجد بالعودة فلا يود أن يخذله وهذا مع سيحدث قطعا لو طرح عرض عودته ثانيا
ايه يا ابني ماطلعتش ليه الأكل هيبرد
معلش يا جسار
اعفيني خليكم براحتكم أكيد هيحبوا يكلموك وانتوا برضو عيلة في بعض
صدقني مش هينفع علي الأقل المرة دي لو اتكررت زيارتهم تاني والله لاكون موجود روح لضيوفك بقي عيب تسيبهم ولو احتاجت حاجة عرفني
أومأ له برضوخ ولو انك مش غريب بس خلاص براحتك أشوفك بالليل
إن شاء الله
نهض يتجول في المنزل المتواضع بحسرة جدرانه دون طلاء أثاثه زهيد صحون مطبخه الصغير
تكاد تعد على الإصبع كيف يحيا حفيده في هذا الوضع المؤسف بعد حياة الرفاهية لمح باب غرفته موارب فتقدم بفضول ليجد فراش صغير وخزانة ملابس وكومود يعلوه برواز ما التقطه ليراه ترقرقت عينه وهو يبصر صورته هو وجسار حين كان خمس سنوت تحسس ملامحه البريئة بحنان وحب لتسقط دمعته فوق البرواز ليباغت بيد حانية تجفف دمعته ليلتفت لجسار الذي أتي لتوه قائلا كل يوم ببوس صورتك قبل ما انام ياجدي عشان تعرف ان مفيش حاجة هتفرقنا ولا تنسيني انك ربتني وكبرتني وعلمتني
عانق وجهه براحته المرتعشة وهمس برجاء عشان خاطري ارجع معايا تاني مش هقدر اسيبك في المكان ده وامشي بقي بعد العز اللي عشت فيه تعيش هنا
بابا عنده حق ياجسار
قالها توفيق الذي انضم إليهما واقفا علي عتبة غرفته بينما صاح رائف أنا أصلا مش عارف انت ليه مشيت ماشي اكتشفت الحقيقة بس كمان انت عشت عمرك كله معانا ومع جدي واحنا بنحبك ليه تسيبنا ياجسار
جالت عينه بينهما ثم دعاهم للجلوس في الردهة قال ناظرا لأحداقهم بقوة وثقة والرضا يملأ قلبه رجوعي تاني هناك وكأن معرفتش حاجة ده صعب مش من حقي أعيش حياتكم لأنها مش ليا أنا دايما كنت بحس بغربة هناك قولولي
ايه هيبدل المكان الغريب ده لوطن بالعكس رغم سكني المتواضع هنا بس حاسس انه مكاني تمنه بعرقي مرتاح فيه أكتر من القصر اللي عشت فيه هناك
يااااه للدرجة دي كنت تعيس معايا
أنا لو في حاجة صبرتني علي غربة روحي وخلتني اتحمل فكرة أن بابا وماما مش بيحبوني هو انت ياجدي حبك وحنانك وخۏفك عليا الفكرة أني هنا مستقر نفسيا وراضي فوق ماتتصورا ولعلمكم
متابعة القراءة