روايه عيون الذئاب بقلم ډفنا عمر
روايه عيون الذئاب بقلم ډفنا عمر
لازم احافظ علي اسرارنا
لا طبعا وكلامك مظبوط
يابنات الأكل جاهز تعالوا
حاضر يا ماما جايين
ونهضت وهي تقول يلا يا سيرو وبعدين نكمل كلامنا
ماشي ياقلبي
انقضت أمسيتهم القصيرة في بيت والدي شمس ثم غادرت الأخيرة مع زوجها لمنزل الزوجية
خليكي هنا ثواني هدخل الشنط بس
تعجبت طلبه ومكثت قرب باب شقتها تنتظره فعاد لتري قامته تنحني ليحملها كأنه يحمل عصفورة صغيرة هامسا دي أول مرة ندخل شقتنا بعد الجواز ولازم تدخلي وانتي على دراعي
تغمض عيناها وصوته ينفذ إليها ويتغلل بروحها كلماته تخبرها عن مقدار شوقه لها لتسقط بلحظات أسيرة هذا الشوق راضية كل الرضا بهذا الأسر
ايه أخبار المكتب يا أشرف
هتف بها جسار وهو يأخذ موقعه خلف مكتبه ليجيب الأخير أطمن الدنيا ماشية وكسبنا كذا قضية وفي زباين منتظرينك بيقولوا عايزينك تتولي قضاياهم بنفسك
تمام خلي السكرتيرة تحدد لهم مواعيد بكره وآدم اخباره ايه معاك
الحقيقة بيشتغل بمنتهي الجدية والتفاني
ده من حظي يا أشرف انكم بتساعدوني لولاكم كان المكتب اتقفل من زمان خصوصا مع شغلي في شركة أمين بيه
ده حقكم يا أشرف
واستطرد باهتمام خلينا بقي في الأهم يا صاحبى عايزك تاخدلي معاد من والدك في أقرب وقت زي ما اتفقنا قبل كده عشان هناخد البنت الحلوة اللي عندكم لأخويا رائف قلت ايه
ابتسم أشرف ده انتوا تنوروا يامتر ونسبكم يشرفنا أكيد خلاص هاخد معاد من بابا وهبلغك يا صاحبي
قهقه صاحبه لا معلش ابنكم مچنون من الأول
فبادله جسار ضحكته في دي عندك حق بس تعرف يا أشرف مبسوط اوي ان رائف فكر في أريج وعلاقتنا هتكون أقوي والله كأنه هياخد أختي
غزاه شعور قوي بالامتنان لأن رفيقه لم يغيره شيء مازالت أواصر صداقتهم بنفس متانتها بل تزداد يوما عن يوم قوة
انه هيقربنا سوا ربنا يديم صداقتنا العمر كله
اللهم امين يا صديقى
وواصل مستعيدا مزاحه امتى بقى هتعزموني انا ومراتي عندكم شمس نفسها تشوف والدتك جدا دي حاجة بعيدة عن موضوع زيارة الخطوبة
يا سلام ده انت تأمر شوف لو يوم أجازتكم الجاية فاضين هنحضر المحاشي من دلوقت
عيوننا ليكم يا متر
راقبها وهي منهمكة بطهو الطعام وشعرها معقوص لأعلى گ ذيل الحصان وبيجامتها الزرقاء تعطيها مظهر طفولي محبب فابتسم مقتربا لها
حبيبتي تعبت من الصبح وانشغلت عني خالص
الټفت له مبتسمة وهي تقبل جديه هاتفة حقك عليا يا حبيبي والله أنت عارف دي أول مرة أعزم أهلي في بيتنا وأول مرة يدوقوا أكل من ايدي ولازم أبهرهم
غمغم بحنان واثق انهم هينبهروا من أكل مراتي حبيبتي طب مش عايزة مساعدة في حاجة
لا يا عمري لو احتاجت هقولك وماما زمانها جاية وهتساعدني
تنهد برضوخ براحتك
يا مشمش ثم مال ولثمها سريعا وتمتم تصبيرة بقا
ضحكت وهي تبتعد بدلال بطل دلع بقا وروح أجهز أنت عشان تستقبلهم
كلامك أوامر يا أستاذتنا
يلا ياجماعة الأكل جاهز
تهتف شمس لأسرتها وهي ترص أطباقها علي منضدة الطعام ووالدتها خلفها تجلب المعالق
جسار الله الأكل شكله يشهي تسلم ايديكم
جمانة مراتك اللي عملت كل ده
حمزة مشمش بقيت
تطبخ دي معجزة
رضوان مفيش حاجة بعيدة عن ربنا
جمانة قولي يا جسار كنت بتحب تاكل ايه من ايد مامتك ونفسك شمس تعملوا ليك عشان اعلمها
تلجم جسار وهو يرمق والدة زوجته بصمت شارد لا يذكر أي شيء فعلته له إلهام ليحبه لا ذكرايات بينهما سوى الجفاء طال صمته فأجابت عنه شمس مامته وباباه كانو متغربين دايما وهي مش بتحب تطبخ
غمغمت جمانة بتفهم أيوة فهمت
نظرة امتنان نالتها منه لتكمل وده في صالحي لأنه هيحب أكل مراته حبيبته وبس
رمقها جسار بحب لاحظته والدتها هاتفة بحنان
ربنا يسعدكم يا حبيبتي ثم صاحت تنادي
يلا يا ريان الأكل جاهز
صاح الأخير وهو يقدم عليهم طب مين اللي طابخ
مراتي
بفخر قالها جسار ليمزح الأول يبقي مش هاكل إلا لو فيه عندكم مطهرات للمعدة
ضړبة علي رأسه نالها من والدته وهي تعاتبه طب استر اختك قدام جوزها وبلاش فضايح
سيبيه يا ماما سيبيه مايبقاش ريان أخويا شايف يا بابا اخويا مش واثق في أكلي ازاي
قال
معاتبا بطل رخامة علي أختك يا ريان
جسار طب يلا ياجماعة ابدؤا ونحكم بعدها بس خدوا بالكم أحسن تاكلوا صوابعكم من حلاوة الأكل
ضحكت شمس لزوجها قائلة يسلملي دعمك ياغالي
ريان طب نجيب اتنين ليمون وشجرة ونقوم نمشي
عادت والدته تضربه من جديد مع قولها وبعدين معاك وبعدين
جسار بكره اشوفك مع مراتك يا استاذ ريان يالي عمال تتريق علينا
لا هتلاقيني أسد في نفسي
جمانة اتجوز الأول وبعدين نشوف موضوع الأسد ده
تفائلي يا ماما تفائلي
لاك ريان شيء من الطعام وبدا عليه استحسان وهو يقول ايه ده يا مشمش
ردت بقلق ايه الأكل وحش يا ريان طمني
مش عارف اقولك ايه بس ده طلع حلو
للمرة الثالثة تضربه
والدته خضيت اختك يا شيخ
جسار أخيرا اعترفت بشطارة مراتي
أضطريت ياجوز اختي الأكل فعلا يجنن
ابتسمت شمس بظفر وقالت دي شهادة من المچنون اخويا اعتز بيها ضحكوا لقولها واستأنفوا الطعام بمدح الجميع في الوليمة التي صنعتها لهم شمس للمرة الأولى
غادر عائلة شمس ووقفت هي ترص الصحون النظيفة في خزانة المطبخ بعد رفضها أن تساعدها والدتها سعيدة هي بتلك الحياة البسيطة التي تختبرها للمرة الأولي وهي تتشارك كل شيء مع جسار الذي يتعاون معها الآن بتمشيط السجاد من بقايا الطعام والأتربة بالمكنسة حيث كانوا يجلسون ليفزع بغتة علي صوت ضجيج سقوط بعض الصحون هرول إليها فوجدها ملقاه أرضا بحالة إغماء حملها پخوف ثم استنجد بطبيب يعرفه سابقا عن طريق الجد نادر وبعد وقت قصير أتى ليتفقد حالة زوجته ويطمئنه عليها
الهلع يأكل روحه منتظر بفارغ الصبر خروح الطبيب وطمأنته على زوجته ليستجيب الأخير لخاطره وهو يخرج معدلا وضع عويناته قائلا مبروك يا سيد جسار المدام حامل
جحظت نظراته وتجمدت بذهول
زوجته حامل بهذه السرعة يتحقق حلمه
بعد أشهر سيحمل طفله بيديه
لا يدري كيف أنقد الطبيب أجرته و ودعه للباب
رفع وجهه الباكي مع همسه فرحان دي ماتساويش احساسي دلوقت شكرا انك بتشاركيني حلمي وكل مادا بتسعديني أكتر أنا بحبك اوي انتي زي اسمك بالنسبالي شمس نورت حياتي وحولت برد روحي لدفى وهونتي عليا أوجاع العمر اللي فات ثم غفى كلا منهما جوار الأخر روحا وجسد