روايه زوجة الابالسة للكاتبة هدى زايد
روايه زوجة الابالسة للكاتبة هدى زايد
المحتويات
ما هبكيش جوم يا صاحبي
قرر الجد التدخل و هو يقول بهدوء
جوم يا ولدي كده حرام
و اللي بيحصل ديه مش حرام
يا ولدي لكل أجل كتاب و محدش عارف اللي ها ېموت بعد كده !
هو ربنا بيعمل معايا كده ليه خد الطيبين مني وا....
رد الجد و قال بعقلانية و هو يربت على كتفه بحنو و حب
كل نفس ذائقة المۏت يا ولدي و اللي عمره بيخلص بيمشي احنا كلما أموات ولاد اموات و لا نقول إلا ما يرضى الله إنا لله و إنا إليه راجعون
جوم الله يرضى عنيك ياولد جوم المشوار لساته هيبدأ
وقف بشار مع الجد و عيناه لا تبرح قبر صديق عمره و رفيق الدرب لم يتأثر بمۏت وجيدة قدر ما تأثر بمۏت عمر ربما لأنه هو من تسبب في مو ته
دون قصد عاد للبيت مرة أخرى و هو يجر خيبات الأمل خلفه كان يظن أن كل ما يفعله مجرد أضغاث أحلام و قريبا سيعود لوعيه لكن كلما مر بين الناس يستمع لغمازات هذا و ذاك أنه هو قا تل
ولج غرفته و ارتمى بجسده على حافة الفراش ارخى جفنيه محاولا أن يفصل نفسه عن العالم المزيفة و يعود لعالمه الحقيقي مع عمر كم تمنى أن يبقى كما حدثته خديجة لأن قلبها يخبرها بأن تلك الليلة المعلونة لن تمر مرور الكرام حدث ما تنبأت به ووقع في الفخ و ندم أشد الندم .
داخل شقة فارهة بمدينة القاهرة جلست حسنة مع بن أختها غير الشقيقة تطعمه الحليب الصناعي الذي ابتاعه لها زين قبل أن يعود الصعيد لحضور مراسم الډفن كان الصغير يتضور جوعا ملست بأناملها على خده الأيسر و هي تتذكر ذاك المشهد الحالم الذي عاشته مع زين قبل مغادرته حين حمل الرضيع بين يدها و قال بنبرة حانية
وضع الصغير بين يد ها ثم قال بنبرة هامسة حتى لا يوقظه
خلي بالك هو أكل و تمام مش هايصحى قبل ساعتين أنا ها مشي و ابقى ارجع بعد يومين
نظرت له و قالت بإمتنان
تعبتك معايا يا زين من يوم ما شوفتني و أنا بوقعك في مشاكل دايما
رد زين بنبرة حانية و هو يجلس علي الطرف الآخر من الأريكة و قال
تابع بتوتر ملحوظ و قال
أنا عارف إن لا دا وقته و لا مكانه بس أنا عاوزك ترجعي لي يا حسنة
كادت أن ترد لكنه منعها قائلا
فكري يا حسنة خدي وقتك في التفكير هرجع الأسبوع الجاي و أعرف ردك و ياريت تبقي مواقفة احنا ملناش غير بعض يا حسنة أنا بحبك و أنت بتحبيني و اللي حصل غلط مننا احنا الاتنين
وقف زين عن مقعده و قال بهدوء قبل أن يغادر
هرجع لك الأسبوع الجاي و اتمنى توافقي و ترجعي تنوري بيتك و حياتي
تر كها قبل أن يستمع لردها انتشلها من بئر ذكرياتها صوت الرضيع و هو يتمطع في نومته ابتسم رغم أحزانها النظر في وجه ملائكي كهذا يسر عيناها وضعته برفق جوارها على الفراش مددت بجانبه و هي تر خي جفينها تريد الحصول على قسطا من الراحة قبل أن تبدأ يوما جديد لا تعرف كيف يبدأ و لا من أين ينتهي .
شعرت شمس بألالم المخاض كانت تتألم في نومها دموعها التي تنساب على خديها لا تعرف إن تنسدل حزنا على حبيبها أم من فرط الآلمها التي تزداد دقيقة تلو الأخرى فتحت الضوء الخاڤت و هي تنادي باسمها ز و جها عله يجيبها كعادته
يا عمر قوم أنا بولد قوم يا عمر هات الشنطة اللي حضرنها سوا و يلا نروح المستشفى يلا يا حبيبي .
لم يرد على ندائها نظرت بجوارها وجدت مكانه فارغ منامته التي كان يرتديها قبل سفره هي فقط الموضوعة محله ردت بنبرة متحشرجة إثر البكاء و قالت
ليه كدا يا عمر ليه وعدتني تفضل جنبي رحت ليه يا حبيبي و سبتني لوحدي !
التقطت هاتفه و قامت بالاتصال على بشار الذي كان في سبات عميق نظر ل الشاشة وجد اسم عمر انتفض من نومه و هو يردد بخفوت
عمر !
للحظة ظن أن ما كان يمر به أحلام مزعجة و الآن فقط استيقظ منها ضغط على زر الإجابة و قال بصوت يملؤه الفرح
ايوة يا حبيبي
تبدلت الإبتسامة الواسعة لوجوم و ظلام حالك ما أن وصل لمسامعه صوت شمس المعاتب لكه و هي تقول
اخس عليك يا بشار هان عليك تاخده مني ليه كدا دا حتى عمر كان بيحبك و بيقول عليك اخوه هي دي الأخوة تقت له
حرك بشار رأسه پعنف و هو لا يتحمل صوتها المعاتب له بكائها ېمزق نياط قلبه تساقطت دموعه على خديه ثم قال بنبرة صادقة
و الله العظيم ما كان جاصدي يا شمس و الله ما خابر عملت كده كيف !! لو بتتوچعي على حبيبك مرة أني بتوچع عليه الف مرة أنت عارفاه امبارح لكن أني و هو وعينا لاجينا بعضنا كتفنا في كتف بعض
صړخ بصوته المخټنق و هو يضرب بيده على صدره و قال
نا ر في صدري ها تمو تني يا شمس مجادرش اطفيها بعده عني ك سرني و جهر ني اكتر من مۏت اخوي اللي من امي و ابوي
نزعت خديجة من يد بشار الهاتف و هي تضمه لصدرها لقد عانى كثيرا و مازال يعاني بسبب
فراق عمر اوصدت شمس الهاتف في وجهه تعرف أن على حق بل كل الحق لكن لا تعرف ماذا تفعل لتهدأ نير ان قلبها المتأججة تلك
ازداد آلام المخاض و بدأ جنينها بركلها بقوة
و كأنه يريد أن يأتي لهذه الدنيا ليوقف معها و يخفف عنها مۏت أبيه .
نقلت شمس للمشفى بعد أن ساءت حالتها كان
الجد حسان يسند برأسه على رأس عجازه الشيطانية في انتظار سماع أي خبر يطمئنه
حتى الآن لم يخرج الطبيب عائلة شمس لم يأتي منها سوى والديها و هم كبار السن
كانت شمس ابنتهما الوحيدة و زواجها من عمر أكبر عائق تواجهت به مع عائلتها الصغيرة
و لكنها انتصرت بالنهاية.
جلست والدتها تقرأ القرآن الكريم و والدها يذكر اسم الله بينما كان حسان يشعر بالاشمئزاز لما يدور في المكان خرجت الممرضة و معها الصغير و هي تقول
ولد زي القمر
وقف الجد حسان متجها نحو الممرض تناوله منها و قال بلهفة
هو زين
ردت الممرضة و قالت
اهو بين ايدك اطمن
رد والدة شمس بلهفة قائلة
المهم يا بنتي أمه عاملة إيه
نكست الممرضة رأسها و قالت بنبرة حزينة قبل أن تعود مرة أخرى.
ادعو لها بالرحمة القلب ما تحملش و ماټت
صرخات دوت المكان تحسرا علي ۏفاتها المنية
بينما غادر حسان و هو يحمل الرضيع محدثا نفسه قائلا
ملناش مقان اهني يا ولدي اللي راح راح خلاص .
فتحت حسنة باب الشقة و علامات الحزن تكسو وجهها لقد سئمت من الأخبار السيئة
الوضع بالنسبة لها أصبح لا يطاق حقا نظرت لتلك الماثلة أمامها وجدتها والدة زين طالعتها طويلا ثم قالت بنبرة جادة
اتفضلي و لو إن البيت مش قد المقام
ولجت والدة زين و الإبتسامة الخفيفة تزين ثغرها الوردي جلست على أقرب مقعد بجانب الباب و هي تقول بهدوء
اقعدي يا حسنة عاوزة اتكلم معاك كلمتين
جلست حسنة و هي تقول بضيق
خير !
رد والدة زين بإبتسامة بشوشة
كل خير يا حسنة
صمتت برهة قبل أن تتابع حديثها قائلة
ارجعي لزين يا حسنة
مين اللي بيقول ارجعي لزين حضرتك !
ايوة أنا يا حسنة انا ما يهمنيش في الدنيا دي كلها غير إن أشوف ابني سعيد و هو سعادته معاك يبقى ليه لا
تابع موضحة بنبرة صادقة
حسنة أنا ماعنديش مشكلة شخصية معاك انا كل اللي مضايقني منك إنك بس داخلة تفرضي سيطرتك و مش هكدب عليك و اقول إنك أنت البنت اللي كنت رسماها في خيالي لزين بس كفاية اقولك إن اللي يحط ابني في عينه احطه جوا قلبي و أنت عاملتي ابني بما يرضي الله و هو بيحبك و أنت كمان بتحبي
ردت حسنة بغطرسة و قالت
أنا مبحبش حد
ابتسم لها و قالت بمرح
طب عيني في عينك كدا
ردت حسنة بنبرة معاتبة و قالت
و هتفرق في إيه بحبه و لا لا ما هو طلقني و خلاص
ينفع ترجعه لبعض عادي يا حسنة متكبريش الموضوع ارجعي لبعض قبل العمر ما يجري منكم و متلحقوش تعيشوا أحلى أيامكم
ردت حسنة قائلة بجدية
موفقة بس بشرط
اؤمري
ابني يفضل معايا دا ملوش حد غيري
ابتسمت والدة زين و قالت بنبرة حانية
و هو دا شرط بردو دا أمر مني ليك أنت و زين إن جواد يفضل معانا
و قفت حسنة عن مقعدها متجهة نحو والدة زين محتضنة إياها بقوة و السعادة لاول مرة منذ ما حدث تنير وجهها نظرت لها و قالت بجدية مصطنعة
اتصل على زين يجيب المأذون و الشهود
أومأت لها برأسها علامة الإيجاب و قالت
ايوة
حلو نكتب الكتاب و نعمل حف..
ردت حسنة مقاطعة إياها قائلة
حفلة لا معلش احنا هنكتب و لما تعدي السنة على وجيدة نبقى نتجوز
ايوة يا حسنة بس سنة كتيرة اوي يا حبيبتي
ما هو بردو ما ينفعش اتجوز و اعمل حفلة و اختي بقالها أسبوعين مېتة !!!
في دي عندك حق احنا نعمل حل وسط
ازاي
نكتب الكتاب عادي بدون أي مراسم و زين ياخدك و تتفسحوا شهر عسل أو خلينا نسميها تغيير جوا بسبب اللي حصل دا
بردو لا هو ك كتب كتاب و بس خلي شهر العسل و لا تغيير الجو اللي بتقولي عليه دا بعدين لكن دلوقتي كفاية كتب الكتاب بس
سألتها والدة زين بفضول قائلة
يعني هترجعوا عادي من غير أي حاجة و لا هاتصبري لحد ما يعدي فترة !
اجابتها بهدوء قائلة
لا زين يجيب المأذون نكتب و نرجع لبعض لكن لا سفر و لا حفلات بصراحة مليش نفس أنا لحد دلوقتي مش قادرة استوعب اي صدمة من الجداد عليا
ردت والدة زين قائلة
صحيح معرفتيش حاجة والدة عمر !
رفعت حسنة كتفيه قائلة بنبرة حزينة
كل اللي سمعته إنها توفت بعد ما جالها خبر عمر الله يرحمه و ادفنت في البقاع في السعودية
تابعت بتأثر قائلة
ماټت من حسرتها على ابنها أنت متعرفيش عمر دا كان إيه بالنسبة لها
ردت والدة زين بنبرة هادئة قائلة
مش عارفة ليه يا حسنة إن الست دي
ما متتش و إن اختفائها وراه سر كبير
متابعة القراءة