روايه زوجة الابالسة للكاتبة هدى زايد
روايه زوجة الابالسة للكاتبة هدى زايد
المحتويات
!
الفصل الحادي و العشرون
قاط عت حسنة نفسها و هي تقول بقلق شديد
يا نهار أبيض أنا ازاي مأخدتش بالي إن جدي هو اللي رد على تليفونها أربع مرات في الأسبوع كدا فعلا مرات عمي ما متش و أكيد هو السبب ورا اختفائها !!
ردت والدة زين متسائلة قائلة
ها تعملي إيه
هاكلمه و أعرف منه هي فين
رد والدة زين باسمة
اومال ها عمل إيه !
دام الصمت لثوان قبل أن تفكر في حلا عبقريا
طر قعت أناملها و هي تقول بهدوء
لاقيتها
هي إيه !
أنا هرن عادي على تليفونها و لو رد هو ها قول بعزيها و كدا و لو قال حاجة تاني غير اللي قالها ليك يبقى ساعتها نشوف هنتصرف ازاي
بدأت والدة زين في تنفيذ خطتها التي رسمتها للتو ظلت تحاول مرة تلو الأخرى حتى جائها الرد تحدثت بشكل طبيعي حتى لا تلفت الأنتباه لكن تحذيرات الجد دبت في أوص الها الر عشة و الخۏف حين قال
من فرط خۏفها القت بهاتفها أرضا تشبثت في والدة و بدأت تتلعثم في كلماتها لقد نجح الجد في إيصال رسالته المحذرة لهن حاولت أن تستجمع شجعتها و هي تسألها پذعر قائلة
هو هو عرف عرف ازاي إننا بنتكلم عشان كدا
تسألت والدة زين و هي تلملم أغراضها پخوف شديد
لا استني معايا أنا خاېفة
و أنا مړعوپة أكتر منك
طب اتصلي على زين يجي لنا
آآآآآآه
دوت صرخاتهن و اج سا دهن ترتجف إثر قرع ناقوس الشقة طرقت زين الباب و هو يسأل بقلق
حسنة مالك في إيه
هرولت حسنة
تجاه الباب قامت بفتحه و هي تحمل جواد بن اختها وضعته بين ذر ا ع يه
امسك جواد اعصابي مش قادرة تتلم على بعضها و خدنا و خلينا نمشي من هنا بسرعة
نظر زين لها بنظرات متعجبة بينما تمتم بخفوت
ماما !!
ردت حسنة بنبرة مرتجفة و هي تخبره قائلة
مرات عمي مطلعتش مېتة و مدفونة في البقيع دي دي دي
هرولت والدته مقاطعة حسنة پذعر تح ثه على الخروج من الشقة على الفور و هي تقول بتلعثم
في إيه يا جماعة مالكم !!
بعد مرور ساعتين
داخل شقة خالد بالقاهرة كانت تستمع حسنة لحديثه و نظرت الدهشة و الذهول لا تبرح وجهها وقفت عن مقعدها و قالت
يعني هي ماټت فعلا !!
رد خالد بعدم إكتراث
مخابرش و الله يا حسنة بس الله يرحمها وچيدة جالت إن چدك ورا اختفائها كيف ربنا وحده اللي يعلم !
طب هو ها يعمل كدا ليه يعني يا خالد
عشان كانت ما نعة عمر يشتغل مع چده و اللي دريت بيبعد كده إن حارس المدافن جالك إن في ناس چم يدفنوا واحدة و كانت تصاريح الډفن وياهم لحد ما حصل اللي حصل
سألته حسنة بنبرة فضولية قائلة
و إيه اللي حصل يا خالد
أجابها بهدوء رغم ضيق صدره لذكر هذه التفاصيل لأنه عرفها عن طريق ز و جته
حارس المدافن سمع حس حد عيس تنچد و راح عند المجبرة و فجأة طب ماټ
ختم حديثه قائلا
ناس يجولوا من الخۏف و ناس تانية يجولوا ديه ماټ مخنوج
سأله زين بعد فهم
ايوة بردو إيه اللي خلاك ربطت إن الست اللي ماټت و اندفنت دي تبقى والدة عمر
أجابه بهدوء
عشان لما النيابة طلبت تشوف التصريح اللي جالوا عنها مرت الحارس و عياله لا لتجيوا التصريح و لا الچثة نفسها بس لاجيوا سلسلة عليها إسم وچيدة
استكملت حسنة حديث خالد قائلة بشرود
و طبعا الناس فكرت إن دا اسم الست اللي كانت موجودة بس اللي ها يسمع عن القصة هيعرف إن دي واحدة تبع بيت الدهشورية صح !
تابعت حسنة و هي ټضرب بكف على الآخر
السؤال المهم بقى فين هي ج ثة مامت عمر
رد خالد على سؤالها بسؤالا آخر قائلا
و السؤال الأهم و الأهم يا حسنة ليه عمر يبعت لك رسالة عشان تتچمعوا و هو خابر زين إن أنت ما ها ترچعيش الصعيد تاني واصل و ليه ما تحددتش في التليفون مثلا
ليه رسالة مكتوب
عقدت ما بين حاجبيها قائلة بدهشة
قصدك يا خالد
ابتسم و قال بهدوء
جصدي إن ديه كان فخ من چدك و لما فشلت محاولته الأولى بعت اللي يحر ج شجتك
هوت حسنة على مقعدها و فاها فارغا إثر الصد ماټ التي تتساقطت فوق رأسها واحدة تلوى الأخرى نظر لها زين و قال برجاء
حسنة عشان خاطري كفاية لحد كدا بقى خلينا نرتاح من كل اللي بيحصل حولينا دا
طب فين مامت عمر عايشة و لا مېتة !
رد خالد بهدوء
صدجيني يا حسنة إجابة سؤالك حاولت الله يرحمها تتدور عليها جبلك و كانت هي ضحيتها بعدي عن الشړ و غني له ربي واد أختك و عيشي مع چوزك كل ديه ما هيفيدش بحاچة واصل .
كبرت يا چبل و بجيت راچل
قالها الجد حسان و هو ينظر ل جب لقد مرت الأعوام ك البرق في سرعته اليوم زيارة جبل لجده تلك الزيارة السرية الوحيدة التي يفعله دون علم بشار إن علم بذلك ل جعل لحياته لونا آخر لا يود أن يعرفهو ينبذ من العائلة الجميلة تلك ابتسم جبل له و قال بهدوئه المعتاد
لساتك كيف الأسد يا چدي كيفك و كيف حالك !
حالي مبجاش هو الحال يا ولدي جل لي كيفه بشار و كيف بته !
سأله جبل بهدوء ظاهري و قال
جول يا چدي رايد إيه من عمي و بته
رد الجد على سؤاله بسؤالا آخر و قال
عشجتها يا چبل
لم يرد جبل على سؤال جده لكنه عاد من جديد لمكره و قال
جل لي يا چبل ابوك ماټ كيف !
البيت اتربطج عليه يا چدي
زفر الجد ضاحكا ثم قال بنبرة خبيثة
و الله و عرف بشار كيف يضحك عليك يا چبل بس معلاش ما هو عمك برضك و رايد مصلحتك
مصلحة إيه !
تبجى خدام تحت رچليه
بس عمي بيعتبرني ولده يا چدي اطلع أنت منيها و حتى لو عاملني خدام أني راضي
رفع الجد حسان كفيه المجعدتان و قال
اديني طلعت يا خويا عجبال ما تطلع أنت منيها
سكت لبرهة ثم قال بهدوء
الډم الډم يا ولدي هو اللي ها يبرد الن ار اللي في صدري
ډم إيه يا چدي رايد تاخد تارك من مين إذا اللي عملوا كده ماتوا خلاص
سيبك يا چبل من الحديت ديه دلوجه و جل لي بت عمك بشار بجى عندها كد إيه كده !
رد جبل و قال بإبتسامة خفيفة
خمسة و عشرين سنة خمس شهور و عشرين يوم و خمس الساعات
وه لدرچة ديه حاسب لها سنها
طبعا يا چدي مش خيتي و اتولدت على يدي
سأله الجد حسان و قال
خيتك برضك يا چبل
رد جبل على سؤاله بسؤالا آخر و قال
أنت بعت لي ليه يا چدي دلوجه! أنت خابر زين إني باچيك من ورا عمي عشان ما ياخدش على خاطره مني و خابر قمان إن أني بوصل رحمي و بس الله يرضى عنيك تهملني لحالي بجى
حرك حسان رأسه و قال بهدوء
حاضر يا ولدي ها همل لك لحالك بس چاوبني على سؤال واحد و بعدها روح لحالك
خير يا چدي
بت عمك بشار
مالها يا چدي
رايد أشوفها اخدها في باطي اشم فيها ريحة بشار يا چبل
رد جبل بصوت مرتفع قائلا
لا مستحيل يحصل ديه أنت خابر زين إن الطلب ديه من رابع المستحيلات يحصل
عشان خاطر يا ولدي مرة واحدة ما أنت اهو بتاچي و بتطل علي من وجت للتاني و بتروح في أمان الله
أني غيرها أني خابر الالعيبك ديه و مش هتخيل علي انما هي لا هي ما هتچيش اهني و لو إيه اللي حصل
هبط شبل على سلالم الدرج بخطواته الواثقة
و الإبتسامة الخفيفة تزين ثغره و قف أمام جبل بعد أن تناول يد جده و طبع ق بلة هادئة عليها ثم عاد ببصره و قال
ما تخليها تاچي يا چبل و اهي تاخد بحسنا أني و چدك
رد جبل و هو يكز على أسنانه بغيظ شديد و قال
بعد أنت عن الحديت ديه يا شبل أني و چدي بنتحدته وياي بعضنا خليك بعيد أحسن يا شاطر
اقترب شبل و قال بإبتسامة واسعة
مش شبل الدهشوري اللي يبعد
عن حاچة رايدها ڠصب عنيه أني ابعد عنها بمزاچي
دب الجد حسان و قال بإبتسامة بتباهي
زمان كنت بجول بشار هو ولي العهد بس دلوجه أجدر اجول بكل فخر و اعتزاز إن شبل عمر الدهشوري هو ولد الأبالسه بحج
تنفس جبل بعمق و هو ينظر لكلاهما نظرات ذات مغزى سار شبل بخطوات واثقة تجاه المقعد الوثير و هو يرفع عبائته السوداء على كتفيه هوى عليه ثم وضع سا ق فوق الأخرى
قام بإشع ال لفافة التبغ سحب نفسا عميقا منها ثم قام بإفراغه في سقف البهو عاد ببصره و قال باسما
تاخد لك سچارة يا چبل !
رد جبل بهدوء
لا الحمد لله صايم
صايم ليه !
صايم ليه ! عشان النهاردا أول يوم رمضان و لا أنت رمضان ما چاش عندك !
لم يرد شبل على سؤاله و اكتفى بسحب نفسا عميقا و كرر نفس العملية نظر له و قال بنبرة متعجبة
يا أخي و الله الواحد ما خابر كيف يتحملك و يتحمل يطل في سحنتك العفشة ديه كيف أني لولا الحشېش ديه مكنتش اتحملك دجيجة واحدة
ربنا يهديك يا شبل
رد شبل بإبتسامة واسعة قائلا
لا جول ربنا يطول في عمر بشار لحد ما الوشوش تتجابل من تاني
تابع بتذكر قائلا
صحيح هي بت عمك اسمها إيه
رد جبل بإبتسامة واسعة و قال
سبحان الله يا اخي اسمها على اسم المرحومة أمك شمس و هي فعلا شم.....
لم يكمل جبل عبارته بسبب ق بضة شبل له
كان يكز على أسنانه بقوة شديدكاد أن يجزم جبل أن وصل لمسامعه صوت طحن أسنانه و كأنها تفرم داخل ما كينات بحركة مباغتة منه استطاع و بجدارة أن يسيطر عليه و يصبح هو مركز القوة لم تدوم السيطرة طويلا ليعود
شبل المسيطر كان الجد يتابع بإبتسامته التي كشفت عن نواجزه كاد أن ينهي حياة جبل لكنه تركه في اللحظة المناسبة و هو يخبره من بين أنفاسه
الظاهر إن أمك كانت عتحبك كانت روحك ها تطلع في يدي بس مش مشكلة المرة الچاية فكر فكر بس كيف تضايجني و أني اريحك من الدنيا كلتها .
هدأت أنفاس جبل قليلا نظر لجده و قال
بعد
متابعة القراءة