شبح حياتي بقلم نورهان محسن
شبح حياتي بقلم نورهان محسن
المحتويات
انت بدر زي ماقولت .. وانا الوحيدة اللي شيفاك معني كدا ايه!!
أشاح بدر بنظره بعيدا عنها قائلا بخفوت معنديش اجابة
ثارت أعصابها بسبب برودة كلماته فتوقفت عن المشي والتفتت إليه مسرعة حتى واجهته تنظر في عينيه الداكنتين بينما قلبها ينبض بقوة غير مفسرة ولم تعط نفسها مجالا للتفكير متسائلة بإستنكار ايه هو دا اللي معندكش اجابة .. اومال مين هيجاوبني ها!!
نهاية الفصل الرابع
نورهان
الفصل الخامس شبح حياتي
أسوأ المتاهات التي من الممكن أن يمر بها المرء هي متاهة العقل أن يكون ساكن جدا من الخارج وبداخل عقله يركض في تلك المتاهة ليجد آخرها
تطلع بدر حوله ولاحظ التحديق المستنكر للمارة في شارع على حياة التي فعليا كانت تتحدث إلى نفسها في شارع مليء بالناس ودمدم جازا على أسنانه وطي صوتك وامشي .. الناس بتتفرج عليكي!!
ڠضب بدر مما قلته وهمس من بين شفتيه طاحنا أسنانه بقوة من الغيظ فما يحدث له أصبح يفوق قدرته على التحمل أيضا بطلي تقولي الجملة دي
بدأ الحزن والإحباط يطغى عليها تماما وتطايرت الأسئلة والاستفسارات مثل طائر فوق رأسها ليزيد من ارتباكها الذي ظهر في نظراتها الضائعة وهي تقول بتشوش مش دا كان كلامك ليا الصبح .. مفيش تفسير غير كدا .. رغم ان دا اصلا مش منطقي برده!!
ومضت عيناه ببريق حزين عندما استمع إلى كلماتها المترجية إليه أن يتركها وشأنها لكنه لا يفهم سبب حزنه !!
بل يفهم سبب هذا الحزن و لا يمكنه إنكاره بدونها سيضيع في هذا العالم وحيدا.
قطبت حاجبيها بإستغراب عندما رأت امرأة تنظر إليها بشفقة حيث إنتبهت فقط الآن أنها تتحدث إلى شبح غير مرئي في وضح النهار فأخرجت هاتفها من حقيبتها الصغيرة المعلقة على كتفها وقالت بحسرة انا بقيت مچنونة بجد الناس فعلا بتتفرج عليا .. فين تليفوني!!
لا يعرف بدر كيف وجد نفسه دون سابق إنذار يضحك من كل قلبه على فعلتها التي جعلته ينسى في لحظة كل الآلام العاصفة التي بداخله قائلا من بين قهقاته الرجولية بغمزة من عينيه لا ذكية
حدقت به حياة بإنشداه من ضحكته الجذابة فهذه كانت المرة الأولى التي ترى فيها أسنانه بشكل كامل ووجدت نفسها تضحك أيضا دون تفسير قالت بمزحة بائسة ابوس ايدك قولي اعمل ايه!! يا تعتقني لوجه الله وتبعد انا حياتي مش ناقصة عفاريت كمان
رفعت حياة كتفيها دلالة إلى أنها لا تملك إجابة على هذا السؤال قالت بنبرة ساخرة حاسة كأني في فيلم عربي قديم .. عارفو بتاع اسماعيل يس و العفريته كيتي
عقد بدر حاجبيه بعدم فهم وسألها بفضول انا فاكر اسمي بالعافية .. و دا ايه حكايته
نظرت حياة إليه حياة بحاجب مرتفع وقالت بذهول انت ماشوفتوش!!
أومأ بدر إليها بنفي صامت فأجابت بشرح العفريتة دي كانت رقاصة واتفق مدير الكباريه والراجل بتاعه يخلصو عليها .. عشان يستفادو بفلوسها .. قامت طلعت العفريته بتاعتها لراجل غلبان وطيب و في حاله زي حالتي كدا
ضحك بدر على نبرة الحسړة في حديثها بينما كان منتبها لما تقوله ثم سألها باستفسار يعني هي ا ت ق ت ل ت .. فطلع عفريتها لواحد بس!
أومأت حياة بالإيجاب وما زالت تحمل الهاتف على أذنها بالظبط كدا
اتسعت حدقتي بدر في ذهول وزاد الفضول داخل عقله متسائلا في حيرة طيب و دا كانت تعرفه قبل كدا!!
أجابت حياة غير مبالية وهي تعبر التقاطع بعد أن نظرت يمينا ويسارا ايوه كان بيغني معها علي المسرح
توقف بدر عن المشي ولمعت عيناه باهتمام و سألها بهدوء واذا فرضنا ان اللي بيحصل معانا شبه اللي بتحكيه !! معني كدا ان انا وانتي نعرف بعض
نظرت حياة في عينيه مباشرة بعد أن وقفت أمامه وخلفه كان هناك متجر لبيع الملابس وبدا كما لو كانت تقف تنظر إلى المعروضات.
أومأت حياة برأسها و فسرت كلماتها ايوه بابا كان ساكن في الشقة للي قصادك وانا وقتها كنت صغيرة اوي وانت كبير ..
متابعة القراءة