شبح حياتي بقلم نورهان محسن

شبح حياتي بقلم نورهان محسن

موقع أيام نيوز


ورقبة طويلة وجبهة عريضة وعيون حادة من العسل الفاتح وشعر بني فاتح ناعم.
نهاية الفصل الثامن
نورهان
الفصل التاسع شبح حياتي
اللسان م جر م مسجون خلف الأسنان إن أفرجت عنه عند الڠضب رماك في زنزانة الندم تحت حكم الضمير.
سمعت أصواتا غريبة من حولها لكنها لم تفهم منهم شيئا ثم بعد لحظات فتحت عينيها المتشربة بلون الشمس ببطء وحذر بسبب الضوء القوي في عينيها حتى تعتاد على أشعة الشمس الساطعة فوقها.

نهضت متكئة على مرفقيها تدير رأسها وتنظر إلى اليسار واليمين حتى تستكشف هذا المكان الغير مألوف من حولها لتجد نفسها كانت مستلقية على العشب الأخضر في أرض مستوية كبيرة ولا يوجد فيها مخلوق أخر سواها.
قالت بخفوت بينما علامات الاستفهام تحوم فوق رأسها انا بعمل ايه هنا..!!
اتسعت عيناها في دهشة عندما لم يستطع عقلها ترجمة ما تراه ثم تمتمت ببلاهة وهي تنهض ببطء من الأرض اكنش م و ت و روحت الجنة
حياة
استدارت بسرعة عندما سمعت ذلك الصوت المحفور في ذاكرتها إلى الأبد واتسعت مقل عينيها النرجسية في عدم تصديق وتلعثمت من المفاجأة ب بابا!!
ظهرت ابتسامة عريضة على ذلك الوجه البشوش محدقا بها بشوق قائلا بنبرة مليئة بالحنان عاملة ايه يا حبيبتي!! طمنيني عليكي..
رمشت عينها عدة مرات حتى أدركت أنه لا يوجد أحد أمامها إلا والدها الحبيب وسرعان ما ملأت الدموع عينيها قبل أن ترد عليه بلهفة مقتربة منه انا كويسة انت وحشتني اوي يا بابا
أردفت حياة بنوع من الحيرة بعد بضع ثوان من الصمت بابا احنا فين هو انا م و ت و جيتلك الجنة!!
هز رأسه سلبا ثم قال بجدية لا يا حياة انتي لسه عايشة وانا اللي جيت اقولك الحقيه
جعدت حاجبيها بعدم إستيعاب قبل أن تسأل مش فاهمه قصدك مين يا بابا!!
وضع يده على ظهرها ودفعها برفق حتى تمشي معه متحدثا بهدوء حياة .. مش فاكرة لما كنتي دايما تسأليني انا ليه مختلفة عن باقي الناس
أومأت حياة بالإيجاب دون أن تنبس ببنت شفة.
أستأنف قولا بإبتسامة صغيرة فاكرة كنت برد اقولك ايه دي خلقة ربنا ليكي وعمر ابدا ما ربنا ماخلق حاجة وحشة .. وكل حاجة دايما ليها سبب يا حياة حتي لو ماكناش نعرفه بس السبب دايما موجود
ابتسمت له حياة وهي تخفض بصرها إلى الأرض وهم يمشون ثم همست بخفوت ونعم بالله..
توقف والدها فجأة عن المشي وهو يلتفت إليها ثم مد أطراف أصابعه برفق ورفع وجهها لتنظر إليه ليكرر كلماته بإصرار أكثر المرة دي انا جاي اقولك نفس الكلام وافكرك بيه .. مافيش حاجة مالهاش سبب حتي لو مانعرفوش
حدقت به لبرهة دون أن تجيب قبل أن تشيح بنظرتها عنه بفكر مشوش باديا على ملامحها لكنه قطع حبل أفكارها حين هتف بجدية هي دي مهمتك يا حياة افتكري انك جيتي الدنيا عشانه و لازم تساعديه يا بنتي .. يمكن تتعبي شوية بس مفيش مستحيل ولا صعب هيحوشك ان شاء الله ماتيأسيش
رفعت بصرها إليه بعد خروجها من حالة ذهول التي انخرطت فيها عدة دقائق ثم حاولت الاعتراض على ذلك قائلة بمجادلة بس يا بابا انا...
قطعت كلامها حالما وجدت المكان خاليا ولا أثر لأبيها ثم صړخت مندهشة وهي تنظر حولها بابا انت روحت فين!!
رفعت رأسها إلى السماء متنهدة بقلة حيلة ثم بعثرت شعرها بكلتا يديها وأحاطت بها علامات التعجب والاستفهام من جميع الجهات ثم تمتمت في حيرة من أمرها دا انا اللي محتاجة مساعدة يا حج .. باينك هتشربي المر بشاليمو يا حياة!
وضعت يدها فوق عينيها حتى تحجب أشعة الشمس عنها حتى ترى من يقف بعيدا يدير ظهره لها لم تتعرف عليه في البداية لكنها سارت في اتجاهه بفضول لعله يتمكن من مساعدتها.
اندهشت عندما لم تعد المسافة بينهما كبيرة حيث استطاعت تحديد هويته رغم أنها لم تفهم سبب وجوده هنا لكنها نادته بصوت عال حتي يلاحظ وجودها بدر .. يا بدر
واصلت الركض نحوه حتى أصبحت المسافة بينهما بسيطة للغاية ولكن عندما التقطت أنفاسها حتى تتمكن من الكلام فجأة اهتزت الأرض بقوة تحت أقدامهم مما جعل حياة تفقد توازنها وتسقط على الأرض التي تغير لونها من تفقد الأخضر إلى الأسود.
شعر بدر أن الأرض تنفصل عن بعضها وتنقسم تحت قدميه لكنه لم يستطع الهروب وسقط في الهاوية.
صړخت حياة باسمه خوفا وشعرت پألم يعتصر قلبها بشدة لكنها نهضت من الأرض وهرعت نحوه بأسرع ما يمكنها وعندما وصلت إلى حافة الأرض الممزقة نظرت إلى الأسفل بعيون منفرجة علي مصراعيها من هول ما تراه فالمسافة كانت شاهقة ومرعبة لكنها تنفست الصعداء عندما رأت بدر يتشبث بكلتا يديه على حجارة كبيرة تأخره عن الوقوع في تلك الهاوية التي في جوفها ن ا ر منصهرة.
چثت حياة على ركبتيها ومدت يدها إليه لمساعدته تجمعت العبرات الساخنة داخل مقلتاها مھددة بالنزول صائحة بسرعة بدر ..
 

تم نسخ الرابط