شبح حياتي بقلم نورهان محسن
شبح حياتي بقلم نورهان محسن
المحتويات
إحدى قدميه فوق الأخرى ونظر إلى ساعة معصمه بعبوس قبل أن يقول لها نظرة حانقة لا تاني ولا تالت .. جوزك جاي ياخدك امتي و يرحمنا من رغيك يا مروة
برزت مروة شفتيها بأسي قائلة بنبرة منذهلة اما صحيح خيرا تعمل شړا تلقي .. دا جزائي بدل ماتشكرني اني خليتك تشوف ذات الشعر المشمشي .. تبقي عايز تكروشني كدا!!
نظر إليها مازن بعيون ضيقة وسألها بحذر قصدك ايه
برم مازن شفتيه وهو يميل نحوها بعد أن أنزل إحدى قدميه عن الأخرى ورفع إصبعه قائلا بتحذير هادئ مروة .. الحوار دا مش هزار بلاش تعكي بالكلام دا قدامها
رفعت مروة حاجب في استنكار وقالت بنبرة تأنيب ليه يعني هو انا عبيطة ولا عيلة صغيرة يا مازن..
ضحكت مروة بصوت عال وعادت لتسترخي جسدها على الأريكة وهي تنكر حديثه في اعتراض لا يا حبيبي .. انا اللي حكيتلك الاول اني روحت زورتها قبل ما تعرف انها هنا في العمارة اصلا ووقتها قولتلي انك قابلتها
تنهدت مروة بعمق وأجابت بجدية مابنكرش يا مازن ولا حاجة ومش شايفة ان في مشكلة يعني في الاول كنا عايزين نشتري شقتها عشان لما تتجوز تكون جنب ماما وانا كلمت ميساء بس اختها ماوافقتش علي انها تبيع حتي بدر لما عرف عملت انت وهو مع بعض مشكلة معرفش كان لزومها ايه وزعلتو من بعض!!
أومأت مروة برأسها تفاهما لأخيها وهي تربت على فخذه وتقول بابتسامة حنونة جعلته يبتسم لها رغما عن إرادته عندما خففت كلماتها عن اضطراب قلبه ماعلينا المهم انها موجودة هنا و علاقتنا بيها كويسة و انت معجب بيها .. اذا واخد الموضوع جد حاول تتقرب منها وان شاء الله ربنا يقدم اللي فيه الخير
نورهان
الفصل الثاني عشر شبح حياتي
أقبلت هي والصبح المنير معا
حتى تحير في ضوايهما النظر.
في صباح اليوم التالي
استيقظت حياة بكسل وهي تتثاءب وهناك ابتسامة سعيدة على شفتيها الوردية ثم رمشت جفنيها عدة مرات بملامح مسترخية محاولة استعادة تركيزها واسترجاع مشاهد لما حدث بالأمس ولكن عندما تدحرج بصرها عفويا تجاه ما كانت ترتديه تأففت بضجر لأنها كانت نائمة في كامل ملابسها.
قطبت بين حاجبيها بإستغراب فهذه كانت المرة الأولى التي تستيقظ فيها ولا تجده بجانبها.
قامت بسرعة من السرير ولبست نعالها الخفيف ثم هرولت في مشيتها حتى تخرج من الغرفة لكن عندما وصلت إلى الباب وقفت فجأة ثم مدت يدها إلى مقبض الباب بهدوء وفتحته ببطء دون أن تصدر أي صوت وطلت برأسها فقط تنظر خارج الغرفة.
تفحصت بعينيها أرجاء الصالة حتى رأته جالسا في إحدى الزوايا على كرسي هزاز متكئا بمرفقه على مقعد الكرسي قبضته أمام فمه نظراته إلى الأسفل بشرود.
ارتفعت حواجبها بغرابة من جلوسه هكذا وأصابها الفضول لمعرفة ما يفكر فيه لكنها تنفست براحة ولم تعير الأمر اهتماما طويلا ثم سارت بهدوء باتجاه الحمام من الجهة الأخرى لموقع بدر بعد أن أخذت ملابسها لتغييرها بعد الاستحمام.
بعد نص ساعة
وقفت حياة أمام المرآة تضع اللمسة الأخيرة من أحمر الشفاه باللون النيود الذي يلائم بشرتها شديدة البياض بعد أن قامت بوضع مكياج ناعم حيث اكتفت بظلال العيون باللون السموكي على جفنها وحددت الجفن العلوي بالآيلاينر بأسلوب بسيط ومميز جعل عينيها تبدوان أكثر جمالا واتساعا كما أنها استخدمت أحمر الخدود باللون النيود لإبراز التورد الطبيعي لوجنتيها.
تراجعت بضع خطوات للوراء وتفحصت بعناية مظهرها في تلك الملابس حيث كانت ترتدي بنطال من الجينز الأسود المناسب لساقيها النحيفة وبلوزة بيضاء بأكمام طويلة منخفضة في الكتفين وحزام متوسط العرض باللون الأسود في الخصر.
كانت سعيدة للغاية بشعرها الأملس الذي تجربه لأول مرة حيث قامت بتضفير شعرها بأسلوب فرنسي يناسبها كثيرا خاصة أنها تركت خصلات على جانبي وجهها المشع بالجمال مع تألق شعرها الأحمر الڼاري.
ابتسمت بسعادة وهي تغمز لنفسها وشعور غريب بالثقة بالنفس طغى على كيانها ولأول مرة كانت راضية
متابعة القراءة