رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
المحتويات
ياحببتي
ولذيذه ونفسي اكلك اكل
وعض خدها فتأوهت
لاء انا عايزه رومانسيه وكلام حلو مش تاكل
ودفعته عنها برفق وهي تصعد أمامه الدرج
انت مش طالع معايا
فحرك يداه علي وجهه وهو يتذكر احد الملفات التي يجب أن يدققها
للأسف ورايا شغل في المكتب ياحببتي اطلعي ارتاحي انتي
فعادت إليه تسحب يده
وبعد صراع داخله بين العمل واتباعها ربحت هي وصعد معها
وبعد وقت كان ينام على أقدامها وهي تمسح على خصلات شعره ومتكئه للخلف تحلم برحله إيطاليا بعد ولادتها
طبعا بعد ما أولد هاخد اجازه شهرين أو تلاته اقول اربعه واستجم مع نفسي عشان اقدر أعود للملاعب من جديد
ملاعب انسى انتي هتخلفي من هنا هنجيب طفل تاني علطول هي سنه استجمام وحلو عليكي
فحدقت به ببطئ
انت بتهزر ومستقبلي المهني اه اخلف واقعد في البيت
وعندما وجدها تأخذ الأمر بمحمل الجد تنهد بهدوء واعتدل في رقدته
ومين قالك اني هلغي مستقبلك يامهره كنت عملت كده لما اتجوزتك مكتب المحاماة اللي وعدتك افتحولك بعد تدريبك مع الاستاذ فؤاد موافق وحتى مكتبك في الحاره موافق تكملي فيه بس مدام مافيش تأثير على حياتنا
مهرة انا سني بيكبر انا مش في العشرينات عشان اقول أجل الخلفه انا راجل في التلاتينات عايز يبقى عندي ولاد اعرف اربيهم في عمري واشوفهم بيكبروا قدامي
لم تعلم كيف جعلها تصمت بل تفكر
بالأمر وتقتنع فضحك على تعبيرات وجهها
حاولي تقتنعي ياحببتي عشان قلبي يرضى عنك
نفسي اعرف ليه بتنامي في وسط الحوار
ففاقت من شرودها فيما يناقشه
بفكر في كلامك
فضحك وهو يتأملها
هو انتي التفكير عندك كده انا بحس انك بتنامي مني
فضاقت عيناها وهي تنظر إليه
شوف انا كنت هرفع ايدي واقول اقتنعت بس بعد الكلمتين الحلوين اعترض وبشده ولو قولتلي بتعترضي على ايه هقولك معرفش بس اه بعترض وخلاص
كفايه اعتراض وخلينا في المهم
وقبل أن تسأله عن الشئ المهم الذي يريده علمت الاجابه
ف المهم لم يكن إلا الارتواء بين دفئ ذراعيه
كان اليوم الثاني لعملها ك طاهية كانت حانقه من الأمر في البدايه ولكن مع انفرادها بالمطبخ المتسع المجهز بكل شئ مثلما ترى في التلفاز أحبت عملها
اتفاقهم كان ان تأتي لتطهو وتنصرف قبل ميعاد مجيئه وليس لها علاقه بباقي الشقه وجهتها المطبخ فقط
رغم أن فضولها ېقتلها أن تذهب للتأمل الشقه الا انها تمنع نفسها بصعوبه تركز على الوجبه التي ستصنعها اليوم واندمجت في المكونات التي يجب عليها أن تخرج منها وجبه رائعه رغم أنه لم يعلق أمس علي الطعام ليأتي ظنها دون محله فقد لمحت اخيرا الورقه الملتصقه علي الثلاجه لتجد فيها ملاحظته
الطعام مالح قللي الملح
فنظرت لمحتوي الورقه بأمتعاض لتقبض على الورقه بضيق
مافيش كلمه شكر عامل زي اخته ايه العيله ديه
مسح كريم وجهه بالمنشفه بعد أن
اتنهي من حلاقه ذقنه فأنعكست صورتها بالمرآة فكانت تقف خلفه قد اشتراه لها من قبل ولكن لم تبلى به أي اهتمام رغم أنها أخبرها عن رغبته في رؤيته به ووجدها تطوق خصره
امتى هتسامحني ياكريم انت عارف انا كام مره اعتذر منك
مازال غاضب منها ومن نفسه قبلها وازاح يداها عنه وألتف نحوها
انا مطلبتش منك اعتذار يامرام المفروض تعتذر لنفسك مش ليا بدايه نجاحك ظهرك ومتقلقيش هتبقى سيده أعمال ناجحه
وتخطاها ثم وقف
مبروك على التريقه الجديده
وكاد أن يكمل سيره فجذبت ذراعه تخبره بصدق
محستش بالنجاح من غير حبك وحشني حضنك واهتمامك انا مش عايزه النجاح ده من غيرك
اهتزت مشاعره وهو يجدها تبكي أراد أن يضعف ولكن لو ضعف الان لن يحقق شئ وشعر بملمس شفتاها بجانب شفتيه
وكأنها تدعوه لامتلاكها
وبعد ساعه كان ينهض من فوق الفراش وهي تغطي جسدها مذهوله من ابتعاده عنها يرتدي قميصه وتحدق به حتى مشاعره أصبح يبخل بها عليها فدوما كان معطاء حنون يحتويها بدفئ وحب وليس رغبه
كريم
فندم أشد الندم على ضعفه واعطاها ظهره
لتقولي اني هجرك بعد المبادره اللي قدمتيها
وغادر الغرفه لتسقط دموعها ټدفن وجهها بين راحتي كفيها
غير مصدقا انه اقترب منها ليلبي رغبتها به وكان أول سؤال يقتحم فؤادها ألهذا الحد حياتهم وصلت لرغبات الجسد
تنهد مراد بسأم وهو يجدها تتثاوب بعد يوم طويل في التجول في شوارع اسطنبول والتصوير فهي لم تترك مكان الا وصورته
الواحد تعب بشكل بس صورت صور حلوه
واتجهت إليه تسأله
مالك يامراد انت بتبصيلي كده ليه
فطالعها وهو يحرك يده على وجه
ببص عليكي من خبتي يارقيه
فنظرت إليه دون فهم
لاء انت فيك حاجه غريبه حتى ديما مخڼوق مني هو انا مزعلاك في حاجه
فربت علي وجهها وهو يتودع لها داخله فهو سيتركها تنعم بالرحله كما تشاء
حاولي تفكري كده وهتعرفي الاجابه لوحدك
وتركها متجها للمرحاض ينعش جسده من ارهاق اليوم متذكرا حديث والدته كلما هاتفته تسألها عنها فأما تكون نائمه أو تستحم وفي النهايه تختم والدته اتصالها
براحه علي البنت يامراد
وبعد دقائق خرج من المرحاض ينشق شعره بالمنشفه لتتسع عيناه عندما وجدها نائمه على الفراش بملابسها
انا حاسس اني اتجوزت طفله
واقترب من الفراش ومال نحوها يدفعها برفق على جسدها
رقيه قومي غيري هدومك
ولكن كالعاده ذهبت مع أحلامها تتركه يكتوي طيله الليل وهو يطالعها كيف تتميل على الفراش إلى أن تصل لاحضانه فتلتصق به فيضمها إليه بحنو ويقبل رأسها
استيقظت على رائحة فطورا شهيا فأتجهت نحو المطبخ لتجده يقف يعد لها عجة البيض التي تعشقها
صباح الخير
فألتف ياسر نحوها مبتسما
صباح النور لحد ما تجهزي هتلاقي الفطار جهز
فتقدمت منه وبتلقائيه اعتادت على فعلها مع والديها قبلته على خده برقه
تسلم ايدك
مجرد قبلة شكر لا أكثر
اليوم الخامس لها في عملها لتجد ورقه كل يوم لتقرأها بحنق
قللي التوابل
فمزقت الورقه كمثيلتها
مافيش كلمه شكرا حتى
وبدأت تندمج في وجبتها فالعمل ممتع فلا أحد يقف علي رأسها حتى أنها أصبحت تشعر بالراحه ف ريان لم تراه منذ اليوم الذي عرض عليها العمل
ومع مرور الوقت أنهت الوجبه سريعا لتنطر للوقت في هاتفها تفكر بالتجول في الشقه وخاصه غرف النوم فلم تعد تسيطر على فضولها
ذهبت مهره للنادي بعدما تلقت دعوة ندوة ستقام تحت رئاسة الجمعيه التي تترأسها خاله رقيه ووقفت أمام الصاله التي سيتم فيها الحضور لتجد صورة عايدة فهي ضيف الشرف المستضاف فأحتقن وجهها بتهكم
لو كنت اعرف بوجودك مكنتش جيت
كانت تحبها كوجه اعلامي تراه من خلف شاشه التلفاز ولكن بعد لقائهم أدركت كم هي منافقه وتيقنت من الأمر عندما علمت من رقيه انها رفضت أن تزوج ابنتها لمن تحبه لانه من اسره لا تناسب أسرتها العريقه
وفتحت حقيبتها تخرج قلما ثم ألتفت حولها فلم تجد أحدا مهتما بمطالعتها ومالت نحو اللوحه المعلقه بها صورتها
وبعد دقائق اتسعت ابتسامتها وهي ترى اللوحه الفنيه التي أصبحت عليها صورتها ودلفت للقاعه بثقه تكتم ضحكاتها على الشارب الضخم الذي فعلته لها
الفصل الخامس والخمسون
رواية لحن الحياة
بقلم
متابعة القراءة