رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

الصمت للحظات فنهض مراد معتذرا وهو ينظر لساعة يده 
الوقت اتأخر وعندي اشراف علي العمال بكرة في المصنع 
وانصرف لتقف وراء الباب تتنفس بسرعه وهي تحلم باليوم الذي سيكون لها 
حفلة أخرى من حفلاتها تدعوه لها ورغم هروبه منها ومن اتصالاتها الا ان مشيرة تلتف حوله كالعلقة 
خناقة أخرى حدثت بينه وبين مرام جعلته يستجيب لدعوة مشيرة 
وعندما ألتقت عين مشيرة به أندفعت نحوه تحتضنه 
مبسوطة أنك جيت 
وداعبت لحيته الخفيفة ثم قادته نحو ضيوفها تعرفه عليهم 
تيجي نرقص 
فتمتم كريم بأعتذار ولكن يدها سحبت يده نحو ساحة الرقص وبيد خبيرة كانت تحاوطه تنظر له بعينيها المرسومة بدقة تشبه أعين القطط ثم لفت يداها على عنقة 
وضع جاسم هاتفه بضيق بعد ان أنهي مكالمته مع مرام بعدما نهرها بأخوة على فعلتها فهي هاتفته تخبره عن رفض كريم ثانية للعمل بعد ان مرض أحد الصغار ولكن هي تري أنه حقها تتذكر لشقيقه خذلانه لها في الماضي 
رغم أثناءه لشقيقه عن ذكاء زوجته في أخر لقاء بهم ولكن اليوم أدرك ان زوجة شقيقه متشبثه بالماضي وستهدم حياتهم بسببه ووجد الخادمه تخبره بقدوم رفيف له 
ليجد رفيف تتطاوح في خطواتها تندفع نحو جاسم تحتضنه 
لا أحب تلك الفتاة جاسم 
فنظر لها جاسم بضيق وهو يساعدها على الوقوف بثبات 
انتي ازاي تشربي يارفيف 
فتعلقت بعنقه 
اطردها من عملها 
يعلم أنها غائبة عن وعيها ليسندها وهو ېصرخ بأسم الخادمه
هتيلي مفتاح العربية بسرعة
وتمتم وهو يضرب بكفه على وجهها 
فوقي يارفيف
كانت تتشبث به بقوة وعقلها كالغائب واسندها برفق بعدما اعطته الخادمه مفتاح سيارته المصطفة بالخارج 
ووضعها في المقعد المجاور لمقعده
إلى اين جاسم 
ليلتف الي المقعد الآخر وهو ينظر لها 
هوديكي الفندق يارفيف 
وأمتعضت وهي تضم يديها لجسدها لتندفع السيارة لخارج الفيلا نحو الفندق الذي تقيم فيه 
جلست ورد شاردة علي فراشها تتذكر تلك الصوره وداخلها ألف سؤال تريد معرفة من هي تلك المرأة الفاتنه
وشعرت بيد مهرة علي ظهرها تسألها بقلق
مالك ياورد انتي مخبية عني حاجه 
فأرتبكت ورد وجاهدت ان تداري أرتباكها عن شقيقتها فلو علمت مهرة أنها ڠرقت في حب صاحب العمل ووقعت في نفس تلك التجربة اللعېنة 
فلن تتهاون معها 
وأبتلعت غصة بحلقها ورسمت أبتسامة هادئة علي ملامحها
انا كويسه يامهرة متقلقيش
فطالعتها مهرة بشك
انا بس زعلانه شويه عشان الأيام بتمر وعقد العمل بتاعي هيخلص وجواد هيرجع بلده
فأرتخت ملامح مهرة بعد ان علمت السبب والذي كان مقنع بشدة كي يرتاح قلبها
بكرة ان شاء الله تلاقي شغل أفضل منه 
فأبتسمت ورد وهي ټحتضنها بقوة 
انا بحبك اوي يامهرة
فداعبت مهرة خصلاتها وهي تضمها اليها 
طب ما انا عارفه
ياعبيطه
لتتعالا ضحكاتهم وكل منهم تخبر الأخرى بحبها 
أندفعت مهرة لغرفة جاسم بعد ان رحل مراد وهو يخبرها بأسف رفض جاسم لأنتقالها معه للعمل في المصنع 
انت ليه رفضت نقلي من هنا
فرفع جاسم عيناه نحوها بعدما أغلق الملف الذي أمامه وحدق بها بقوه 
اطلعي بره وأدخلي زي البني آدمين 
فوقفت مكانها وهي تحدق به پغضب 
ولو مطلعتش 
فصړخ بها وهو ينهض عن مقعده ويقترب منها
مهرة متختبريش صبري 
وطالعها بجمود 
عقد عملك هنا
في مكتبي فاهمه
فتنهدت بهدوء وهي تنظر حولها 
وانا مش عايزه اشتغل هنا عايزه اشتغل في المصنع مع أستاذ مراد لحد ما مدة عقدي تخلص 
وقطبت حاجبيها بأستياء
انت مش هتحتكرني لنفسك ياجاسم ياشرقاوي
وصدرت شهقة مستنكرة من رفيف وهو تنظر لمهرة 
كيف تحادثك ذلك جاسم 
ليمتقع وجه جاسم پغضب 
لو سامحتي يارفيف روحي علي مكتبك 
وأشار لها بأن لا تجادله وتنصرف فأنصرفت رفيف وقد تجمدت ملامحها من طرده لها 
وتقدم جاسم من مهرة التي ألتفت لتطالع رفيف تتمتم بكلمات مبهمه 
وأنتفضت من صوته القوي 
علي شغلك 
وضعت مني الدعوات أمامها وهي تنظر لها 
انتي اللي هتوزعي دعوات حضور الحفلة السنوية الخاصه بالشركه 
فتناولت منها الأظرف وهي تعلم بأن هذا هو عقابه 
وأبتسمت بتهكم وهي تطالع الدعوات 
وأخذت حقيبتها وأنصرفت وهي تتمتم 
الصبر بكره امشي من وشك ياجاسم ياشرقاوي
فضحكت مني
عليها وهي تدق على مكتبها بقلمها
نسيت أمر الفتاة ونسيت كل شئ وهي تنظر له وهو يعد لها ولجواد اكلة أسبانية طلبها منه جواد وبالطبع هي تشاركهم
كانت تشاهده وهو يشمر اكمام قميصه لاعلي ويبتسم لهم بعد ان أعدوا له المسئولون المطبخ وانصرفوا ليتركوا سيدهم في مهمته 
ونظر إلي ورد وجواد المسترخين علي مقاعدهم منتظرين تناول الوجبة التي يريدها جواد بحماس لأنه تذوقها منه من قبل اما ورد ارادت ان تستكشف الوجبة الجديده 
وأبتسم وهو يناول ورد السکين 
لا تخبريني أنك لا تعرفي تقطيع الفلفل
فضحكت ورد وهي تنهض من مقعدها
انا من اطهو لي ولشقيقتي
فرفع كنان حاجبيه بخبث 
كان الله بعونها بالتأكيد تمرض من طعامك 
فحدقت به ورد پغضب وهي تحرك السکين أمامه ليهتف كنان متصنعا الخۏف
امزح ورد 
واندمجوا فيما يصنعوه وجواد يمازحهم منتظرا الطعام 
وانتهوا من مهمتهم لينظر كنان لورد بحب 
معها نسي كل شئ نسي أنه رجلا خاطب لأخري هدء حزنه قليلا علي شقيقته وكأن وجودها في حياته كان كالبلسم
وجلسوا يتناولون الطعام والذي حفظت ورد كل مقاديره وطريقته كي تطهوه لمهرة وأكرم بل وستعلمه للسيدة صفاء أيضا 
نظرت مهرة بضيق إلي الملابس التي تعطيها لها شقيقتها كي ترتديها هي تحب قمصانها وستراتها وبناطيلها والبذلات الرسمية التي تجعلها كالناظرة
ولكن ورد اليوم أنتقت لها تنورة طويلة ملونة بألوان هادئة وبلوزه شيفون مبطنه ذات أكمام طويلة تهبط بوسع من عند معصميها ملابس محتشمة ذو ذوق رفيع 
ولم تترك ورد مهرة الا بعد ان أرتدت تلك الملابس مخبره اياها بضحك 
ده انا دفعت فيهم ډم قلبي
وأبتسمت بسعاده وهي تنظر لشقيقتها بحب متمنية داخلها ان ترتدي تكمل فرضها وترتدي الحجاب الذي سيجملها 
ولعلمها ان مهرة ستفعل ذلك يوما هو من يجعلها لا تخاطبها في الأمر بل تدعو لها 
واقتربت منها ورد وأحاطت وجهها 
زي القمر ياحببتي
وألتقطت منها النظارة وهي تضحك
هي ديه لتكملة الديكور ولا ايه
فأندفعت مهرة نحوها
هاتي النضاره مش هروح الحفله غير بيها 
ومع ورد كل شئ يتحول للرضوخ وعقدت شعرها كالمعتاد تحت نظرات ورد التي لمعت عيناها وهي تجذبها نحو الفراش تجلسها عليه 
استني اما هعملك تسريحة حلوه شبه تسريحة أبلة نظيرة 
فدفعتها مهرة برفق وهي تضحك
انا تسريحتي شبه ابلة نظيرة 
فحركت ورد رأسها وهي منشغلة فيما تفعل 
ومر الوقت ليستعدوا سويا ولم تنسي ورد الحذاء الذي يلائم ملابسها
ونظرت مهرة لورد التي وضعت دبوس حجابها وحملت حقيبتها 
تعالي معايا وهاتي أكرم والبنت اللي بيحبها كمان واه اتعرف انا كمان عليها
فأبتسمت ورد وهي تحرك رأسها برفض 
لا احنا ملناش في الجو الممل ده 
فأستائت مهرة منها وتأففت بحنق 
خلاص أجي معاكم انا برضوه بتخنق من الحاجات ديه 
فلوت ورد فمها بأمتعاض 
ديه حفلة الشركة اللي انتي شغاله فيها يامهرة يلا ياحببتي أكرم ھيموتنا بقاله ساعه مستنينا
وتابعت بحماس وهم يغادروا 
هنوصلك الأول 
نظرت مني لمهرة بسعاده علي تغيرها لنمط ملابسها 
طالعه جميله ورقيقة يامهرة 
وتابعت بود حقيقي لها
ديما البساطه في الشكل والهيئة هي اللي بتكسب
لم تتكلف مهرة بوضع اي شئ علي وجهها الا كحل العين الذي اصرت ورد لها بوضعه 
ملابس جديده منمقة وحذاء ذو كعب بسيط وتسريحة شعر ليست مختلفة كثيرا عن تسريحتها وكحل لعينيها بدأت تمتعض من نظرات البعض لها وكأنها لم تكن ذات ذوق 
ووجدت ياسر يقترب منها غير مصدقا 
مش معقول مهرة 
فتمتمت بأستياء جعلت ياسر يضحك بقوة وهو يهتف 
الاختلاف ديما بيميز وبصراحه انتي مميزة النهارده 
وابتعد
تم نسخ الرابط