رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
المحتويات
المنزل فنهض من جانبها لتهتف بأمل
بالتأكيد عمار
شعر بالأسي اتجاهها فهذا حالها منذ ان أتت اليه الي الان لا يصدق ان شقيقتها التي كانت تتفاخر بجمالها وسحرها علي الرجال أصبحت محطمه الان من رجلا
وخرج من غرفته يزفر انفاسه مفكرا بحلا لها ووقف مصډوما بعدما فتح الباب ليطالع تلك الواقفه امامه بتوتر تخفض عيناها
فأبتسم ريان وهو لا يصدق انها امامه
بالتأكيد علياء
تفضلي
لتدلف علياء بخطوات مرتبكه دون ان تطالعه رغم رغبتها الشديده في رؤية ملامحها لتتعلق عيناه بحركة يديها المتشابكه ثم تحرك امامها متجها لغرفة رفيف
فرفعت رفيف عيناها الذابله نحوها فأتجهت علياء لضمھا باكيه
عمار غبي صدقيني بس متعرفيش هو حالته ايه من ساعه اللي
فبكت رفيف وهي تقسم الله
لما تكن لدي نية لشئ سئ
لتتعلق عين ريان بهم ثم غادر بعدها لاعنا غباء عمار وتسلطه القاسې
شعرت بأنفاسه بالقرب منها ثم لمسات يده الحانيه علي وجهها
اشتقت لكي ورد
كان يظنها انها غافيه ولكنها كانت تشعر به كل ليله عندما يدلف لغرفتهما يقف بجانب فراش صغيرتهم يتأملها في الظلام ثم يقترب منها يمسح علي وجهها برفق ويغادر
هل تغفر كما اعتادت ام تصبح قاسېة القلب كما تريد
وقفت ريم بالمطبخ تحضر الكثير من الأصناف بحماس بعدما دعت والديها وشقيقها كانت لاول مره تشعر حقيقة ان هذا المنزل مملكتها لتجد ياسر يقف خلفها مبتسما
ريحتك الاكل تجنن
وألتقط من كل صنف شئ يتذوقه متلذذا
فصڤعته علي يده وكأنه تعاقب طفلا
عيب ياحبيبي
فضحك بسعاده وهو ينظر لفعلتها ثم ألتقط احد الاطباق هاتفا بتذمر
ماشي ياريم انا هاخد بقي طبق كامل
وغادر من امامها لتركض خلفه
ياسر هات الطبق
واخذ يتحرك امامها يمينا ويسارا بالطبق وهي تتحرك معه
فتشبثت بذراعه كالطفله فضحك وهو يستمر بما يفعله
وطي شويه وانا هعرف اطولك
فصدحت ضحكاته بعلو
لا حاولي انتي
اعجبته مشاكستها حتي انه شعر وكأنه عاد مراهقا لتلمع عيناه وهي يطالعها كيف تميل معه بتذمر فأزاح مابيده جانبا ثم مال عليها غامزا لها بمكر
وقف أكرم يطالع شقيقه من خلف زجاج غرفته بالمشفي ېصرخ مطالبا بجرعته فسقطت دموعه وهو لا يقوي علي تحمل رؤيه هكذا رغم ان الطبيب اخبرها ان حالته أصبحت افضل عن قبل
مهرة قالتلي علي مكانك
وألتقطت انفاسها وهي تطالعه بحزن علي حالته
اكرم انا هفضل معاك وعمري ما هسيبك
فأبتسم بمراره
موافقه تكملي عمرك مع انسان بقي ضايع
فدمعت عيناها وهي تطالعه
هستحملي نظرة اهلك ليكي مع شخص امه قاتلها
ولم يستطع اكمال كلمته فأبتعد عنها لا يري شئ فهتقت به
ايوه موافقه يااكرم مش هتخلي عنك مهما كان وهستناك
لتسقط دموعه بحجز ولكن اكمل طريقه
هبطت ورد الدرج بخطوات هادئه وهي تحمل طفلتها كانت فريد تأخذ ايهم بين احضانها تقبله وكنان منحني نحوه يستمع الي ما يخبره به وعائشة وجواد يجلسون بصمت ويبتسمون وايلا تجلس جانبهم بملامح مشرقه وهي تري سعاده صغيرها ولكن عندما ألتقطت عيناهم تلاشت ابتسامتها واشاحت عيناها بهروب عنها
فأعتدل كنان في وقفته وألتقطت عيناه بها
النهاية
الصدمه جالت علي أوجههم وعيناهم عالقة علي خطواتها
تتقدم منهم ببطئ قاټل وملامح يتمنوا تفسيرها لم تستطع فريدة رفع عيناها نحوها
تشعر بالخزي من فعلتها ولكن أيهم حفيدها وندمت من اجله اشد الندم علي ما أقترفته بالماضي مع والدته لم تخطأ عائشه حينما اخبرتها يوما انها سبب دمار الكثير
عائشه نهضت سريعا نحوها كما فعل جواد حتي لو احبوا الصغير وكان حقيقه بحياتهم
لم يقف الا كنان وحده ساكنا لا يقوي علي الحركه او الحديث وفاقوا جميعهم حينما ركض ايهم نحوها
انتي صاحبة الحلوي اليس كذلك
فأبتسمت ورد وداعبت خصلات شعره بحنان جعلت عين الجميع تتسع من فعلتها
نعم هي انا
فطالعها الصغير ببرآه ثم وجه حديثه لوالدته
هي من حدثتك عنها ماما واعطتني الحلوي بالحديقه حينما كنت انتظرك
كانت تعلم ايلا بهويتها من قبل فهي لن تنسي يوما بحياتها ذلك المشهد الذي أزال جميع حقدها عنها حتي رغبتها في استرداد كنان محتها تلك الذكري فهل ستبغض أمرأة بمثل هذا العطاء
فأشار لها الصغير وهو يشب علي قدميه
من هذه الصغيره
وهنا خرج صوت كنان أخيرا وهو يتقدم منهم
هذه شقيقتك زينب حبيبي
فأتسعت عين الصغير پصدمه الي ان أكمل كنان
تلك المرأة العظيمه التي رأيتها بالحديقه زوجتي
كان صادق بكلماته فمشهد ورد
الحاني وابتسامتها التي خصصتها لطفله رغم روحها المتآلمه جعلته يعلم حقا معني العطاء الحقيقي النابع من الآلم
فدار الصغير بعينيه يبحث عن والدته التي وقفت تفرك يداها بتوتر
ماما الم تقولي لي اننا
سنعيش مع بابا معا
شهقة صدرت عن جواد وهو يختبئ خلف ورد متمتما
ورد لا نريد احدا معنا
فضمته ورد بحنان فهي اكثرهم ادراكا بمشاعر جواد وتعلقه بخاله حتي انه غار من طفلتها في البدايه ولكنها عاشت تلك المشاعر يوما عاشت ان تطالع الاطفال حول ابائهم تتسأل عن شعورهم
فأتجهت ايلا الي طفلها تضمه اليها بحنان تطالع فريده بعتاب فهي من جعلت حياتهم هكذا
سأشرح لك الامر فيما بعد حبيبي
فطأطأت فريدة رأسها بعدما ألتقت بعيناها مع ابنها الذي وقف كالضائع
ومشهد جميلا حفر ذكراه في تلك اللحظه عندما أنحنت ورد قليلا بأبنتها نحو أيهم تعطيها له
أنها شقيقتك الن ترحب بها
فوقعت عين الصغير علي الطفله ثم رفع عيناه نحو والدته ليتبع بنظراته لنظرات المحدقه ويمد يديه الصغيره وقد تحولت ملامحه الخائفه مما لا يفهمه الي ملامح سعيده هو الشقيق الاكبر لتلك الصغيره ليهمس بأذن الصغيره بعد ان ساعدته ورد بحملها تحت نظرات كنان المصوبه بترقب لأفعال ورد مع صغيره
مرحبا بكي انا ايهم
فسقطت دموع فريدة وتحركت بمقعدها المتحرك بعيدا عنهم متذكره الماضي
رغم تعبها وقفت تحضر له حقيبة سفره بأرهاق فقد تأجلت سفرته كثيرا ولكن يجب عليه الذهاب للندن لأنهاء احدي الصفقات التي تتطلب حضوره ومع كل ألتفافه منه حينما تسأله عن أي شئ اخر يريده كانت تبتسم لانشغاله في مداعبة الصغير
سعاده لم تعشها لا هي ولا شقيقتها في كنف حنان الاب ولكن اليوم رأت صغيرها ينعم بذلك الحنان فنست الماضي بأوجاعه
وكأن الحاضر أتي بترياقه يمضد الشرخ الذي رسخه الزمن داخلها
وضحكه خافته صدرت منها عندما سمعت بكاء الصغير وجاسم يهتف به
اسفين يااستاذ مالك براحه خلاص
وعاد يمدغه بقبلاته فتعالت ضحكاتها
انت داخل مسابقه ياحبيبي
فألتف نحوها بعد أن هدء الصغير من بكاءه
قولي انك غيرانه يااستاذه
فأشارت نحو حالها بأستنكار وهي تلوي شفتيها بتذمر
انا اغير لا طبعا
فنهض يتلاعب بحاجبيه وهو يطالعها مبتسما
عيني في عينك كده
وعندما هربت بعيناها عنه مد ذراعيه يطاوق خصرها ضاحكا
لاا احنا لازم نصالح ماما يامالك
ومال نحوها يطبع بقبلات متفرقه علي صفحات وجهها وهو يضحك فتبادله ضحكاته
جاسم خلاص لا كده كان الله في عون ابني
فتعالت ضحكاته اكثر وهو يغمرها بقبلاته المشاكسه علي كلتا خديها
بحاول اراضيكي انتي كمان
لحظات بدء الزمن يسجلها في مخزون الذكريات ذكري وراء ذكري كانت تمحي ماضي اليم
مشاعر دافئه دغدغت حواسها
متابعة القراءة