رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
المحتويات
سهام صادق
تقدمت بخطوات متوتره نحو غرف النوم بعد أن سارت في باقي اركان الشقه منبهرة من روعتها وفخامتها وفتحت فمها كالبلهاء وهي تتأمل الغرفه الكبيره فدلفت داخلها تحادث نفسها
معقول في شقق بالجمال ده
كانت الغرفه واسعه فهى غرفة النوم الرئيسيه وانتقلت بعيناها على الفراش الوثير فأتجهت نحوه تلمسه بأنبهار
شبه اوض النوم اللي بشوفها في التليفزيون
ووقفت كالصنم بعد أن سمعت صوته خلفها
اراكي تتجولين بمنزلي ونسيتي حدودك هنا
هتف بنبرة خبيثه ليحرك لسانها الذي أشتاق إلى لذاعته
فجف حلقها وتسمرت قدميها فرغم سلاطة لسانها الا انها تخجل فهي في
غرفته وأمام ملابسه لعنت نفسها وفضولها الذي اوصلها لهنا يكفيها عملها في منزله وهي تعلم أنه اعزب
فأستدارت إليه ببطئ وهي تحرك لسانها على طرفي شفتيها وبتعلثم هتفت
انا سمعت صوت فخفت يكون في حاجه قولت اطمن
كانت عيناه تجول على خلجات وجهها المرتبك وكلماتها الكاذبه من شفتيها فهو يعلم أن الفضول هو من دفعها لهذا الأمر
وارخي ساعديه عن صدره
واقترب منها محدقا
فأستاءت من نظراته
اكيد بكذب ما الحقيقه واضحه بتفرج على الشقه
وتابعت وهي تتخطاه
اصل بفكر اشتري واحده زيها
ادهشه ردها بل واستطاعت أن تتلاشى توترها سريعا واخرحت نفسها من حصاره بكل بساطه جعلته يقف محتارا من أمرها
لا يظن انها تفعل كل ذلك بكنحه لجذب انتباهه علياء نوع لم يسبق أن صادفه يوما
حضري الغداء قبل أن ترحلي واتمنى ان تكون طهيته جيدا لأنني افكر في استبدالك بطاهية اخري
وقبل أن تهتف بأعتراض انصرف نحو غرفته مجددا يبتسم ولا يفكر بشئ الا الاقتراب منها حتى يفك شفرات قلبه الذي أصبح راغب بشده بها ليس كرغبه جسديه إنما رغبه أخرى متلهفه
إلى أن بدأت الندوه وكانت الكلمه الأولى لرئيسه الجمعيه وبعض الأعضاء تصفيق وحماس ورغم كل ذلك مجرد كلام تعلم أن القليل من سيفعل به فهدف الندوة كان عن التنمر وكيف نصبح مجتمع واعي
احب اشكر رئيسة واعضاء الجمعيه على الدعوه الجميله ديه موضوع فعلا يستحق اننا نسلط الضوء عليه
كلمات مرتبه ورائعه كانت تلقيها فمن يرى عايدة الان لا يظن انها امرأة خبيثه تمثل التعاطف والدعم لمن يعانون من ظلم المجتمع
كانت عين مهرة ثاقبة عليها تركز في كل كلمه تتحدث بها عن أشخاص دعمهم برنامجها التليفزيوني الى ان بدء الحوار يذهب للمساواة ولا احد يتميز عن غيره الا بعمله الصالح ثم اجتهاده الشخصي
اليوم فهمت معنى التنمق وعلمت لما الحية تبدل جلدها كل فتره عايده هانم تتحدث بالسلوك والأخلاقيات ترغب بالضحك ولكن مهلا لتنتظر إلى نهايه الحديث
وحملقت في أعين الجالسون
المنبهرين إلى أن فتح باب المناقشة معها كانت هذه فرصتها لتخرج كل مايقف في حلقها فتلك الندوه ما زادتها الا كرها للرياء
فرفعت يدها تطلب السماح لها بالسؤال فدار أعين الكثير نحوها منتظرين اول من ستبادر بالسؤال لعايدة الدميتري السعداء بوجودها فنظرت إليها عايدة بترفع
اتفضلي اسألي سمعاكي
وارتشفت من كأس الماء الذي جانبها ثم مالت نحو إحداهن تتحدث معها ثم عادت تنظر إليها منتظره بدء حديثها
حضرتك قولتي في كلامك انك بتدعو للمساوه وضد العنصريه بكل أنواعها سوا اضطهاد معنوي أو مادي وانا كل متساوي بصراحه يامدام عايده تستحقي أن الكل يصقفلك
فأتسعت ابتسامه عايدة بترفع بعد أن سمعت تصفيق الحضور
اشكركم جميعا
وتابعت مهره وهي تدقق النظر فيها وأكملت في رفعها لأعلى درجات الزهو والفخر
عايده هانم الدميتري قدوه مشرفه في البلد
وابتسامه عايده تنير وجهها الي أن تلاشت فجأه
عشان كده دلوقتى انا محتاجه اجابه لسؤالي مدام انتي مع كل الكلام اللي قولتيه ممكن نعرف سبب رفضك لجواز بنتك من مجرد شاب لسا على أول خطوات طريقه مع انه مستقبل كويس بس للأسف من عائله بسيطه
فتعالت همهمات البعض ووقعت عيناها على الفتاه الجالسه تحدق بها فهي علمت انها ابنتها
مش لازم ندعم الشباب ونديهم فرص يختاروا طريقهم ولا انتي مع الفروق الطبقيه يامدام عايدة
فرفعت عايدة كأس الماء ترتشف منه وهتفت بتوتر تخاف أن تخطئ فهي دوما تستعد للمواجها ولا تستهان بخصمها ولكن اليوم سقطت في الحفرة التي صنعتها
لاء طبعا انا كلامي بطبقه في حياتي قبل أي شئ
فأبتسمت مهره وهي تنظر للجالسين
هايل وهو ده اللي احنا منتظرينه من اعلاميه كبيره زيك ورمز مشرف في البلد
ونظرت للاعين المحدقه
بها
اكيد احنا معزومين على خطوبة بنتك الانسه ميار
ونظرت للفتاه مبتسمه فبادلتها الفتاه بأبتسامه خجله ڤضحت مشاعرها فالكل الان تأكد من قصه الحب أما عايدة كانت تحدق بأبنتها تود لو أن ټصفعها
الكل بدء بالتصفيق والمباركه لعايدة رغم أن سيدات المجتمع الجالسين أغلبهم يسيرون على قاعدتها الا ان مدام الأمر ليس معهم لا بأس أن يظهروا تحضرهم فالقليل هو من يعي كيف يكون التحضر قلبا وقالبا
وعندما وجدت عايدة انها محاصرة ببعض الاسئله وقد نفعها أن هناك بالفعل من يكرهها
اكيد ياجماعه انتوا مدعوين
ونهضت من فوق مقعدها الذي كانت تجلس عليه بزهو
وترفع لتغادر القاعه سريعا وكأنها تهرب من المأزق لتتجه ابنتها نحو مهرة تمسك يديها مبتسمه
مش عارفه اشكرك ازاي شكرا
وانصرفت الفتاه خلف والدتها تلحقها لتتسلط أعين الجميع عليها
نظر لها وهي تتهادي في خطواتها تصعد الدرج بزهو ف للتو كان قد أنهى مكالمته مع عايدة التي هاتفته تخبره بفعله زوجته ووضعها أمام الأمر الواقع إلى الآن لا يصدق زوجته فعلت ذلك موقف لا يعلم ايضحك عليه ام ماذا يفعل
مهره
فوفقت ترسم علي شفتيها ابتسامه واسعه وألتفت إليه
نعم ياحبيبي
فأشار إليها أن تتقدم منه فعادت تهبط الدرج وعلمت أن الخبر وصل إليه
حولتي الندوة لفرح يامهره
فطالعته ببرآة وهي تشير على نفسها
انا اعمل كده انا بس وفقت راسين في الحلال مش عايدة هانم الدميتري مؤمنه ان مافيش فروق طبقيه وكلنا سواسيه
فرفع حاجبيه وهو يتفرس ملامحها
يعني تروحي تحطيها قدام الأمر الواقع وتقوليلها توافق على خطوبه بنتها من الشاب اللي بتحبه
فضحكت وهي تتذكر حاله القاعه وماتحولت إليه من هرج ومرج وما نفعها أن الندوة كانت تضم بعض الصحافين اصاحب القلم الحر غير وجود ابنتها ومشاعرها التي أظهرت كل شئ
انتي بتضحكي على ايه
قالها بهدوء وهو يطالع سعادتها
فصفقت بيداها بحماس
الكوره اترمت في الملعب وجات قدامي اديها ضهري ولا اجرب حظي وادخلها في المرمى
فجذبها نحوه بحنق وضړب على رأسها بخفه
دخلي وجيبي أهداف ياحببتي
نظرت عايدة پقهر لابنتها التي تجلس على الاريكه أمامها تفرك
متابعة القراءة