رواية لحن الحياة

رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق

موقع أيام نيوز

وترتشف من القهوة التي أعدتها له ولها 
وقف ياسر متفاجئا من قدوم ريم لمنزله تحمل الملف الذي طلبه ولكن ليس منها وتنظر اليه بأرتباك 
الملف اللي حضرتك طلبته 
كان بعالم آخر فهو لا يعلم ما به سخونه غريبة تسري بجسده ومازالت تمد له يدها بالملف وتتحدث واغمض عيناه كي يزيل ما بدء يسير أمام عينيه 
فقلقت بسبب هيئته تلك واندفعت لداخل الشقه تهتف بقلق بعد ان سقط الملف من يدها 
مستر ياسر فيك حاجه مالك 
ففتح عيناه ينظر إليها متفحصا لها لينغلق الباب بفعل الهواء فنظرت اليه بغرابه من نظراته ولكن سريعا أدركت الوضع وكادت ان تضع يدها علي مقبض الباب فوجدته يجذبها اليه دافعا إياها نحو الحائط 
الفصل السادس والأربعون 
رواية لحن الحياة 
بقلم سهام صادق 
كان وكأنه في عالم آخر عقله مغيب وحرارة جسده تزداد وصړاخ يأتي له من بعيد وبكاء وتوسل 
ففتح عيناه والعرق يتصبب من فوق جبينه ليجد نفسه يحاول تقبيل احداهن ولم تكن الا آخر إمرأة يريد إذائها بحياته العقل كان يرغب بها فهو من يهيئها له بطريقة مڠريه ولكن قلبه يرفض بل وأصبح يتآلم وهو يسمع آنينها ويديها الصغيره تدفعه عنها وتطلب منه ان يتركها 
وابتعد عنها سريعا لينظر الي هيئتها فحجابها كان علي وشك ان يزيله عنها وملابسها يبدو عليها أثر عبث يديه 
وارتد للخلف بخطوات مذعوره وهو يشعر بالعطش أكثر اليها فأبتعد أكثر عنها وصوت بكائها وانينها يعلو 
ليتجه نحو أقرب أريكه يتمدد عليها ثم أغمض عيناه لعله يفيق مما هو فيه ليزداد اضطراب أنفاسه وعرقه الذي بدء يتدفق بغزاره 
وقفت تائهة في مكانها ترتجف پخوف لأول مره تري الرجل الذي احبته هكذا لأول مره تخافه 
لحظه أدركت فيها معني ان تسقط من حافة الهاويه وتري مصيرك أمام عينيك وضمت ذراعيها علي جسدها وبكت بحړقة وهي تتخيل ما كان سيحدث لولا ابتعاده عنها لحظات مرت وهي تقف پضياع وعيناها مثبته نحو الفراغ
واستردت أنفاسها بصعوبه لتتحرك قدميها للداخل فرغم كل خۏفها منه الا أنها أرادت ان تطمئن عليه فالرجل الذي كان أمامها منذ قليل ليس مديرها الذي تعرفه ليس ياسر الرجل الذي احبته رغم جمود قلبه 
وسارت بخطوات بطيئة مرتجفه ويداها مازالت مضمومه علي جسدها ووقفت علي بعد يمكنها من رؤيته فوجدته ممدد علي الاريكة مغمض العينين 
أرادت ات تقترب منه ولكن مشهد ماكان سيفعله بها جعلها تفر هاربه من شقته وتضم حقيبتها لصدرها وتبكي بصمت ووقفت في الناحية الاخري من الطريق تطالع البناية فعاد قلقها عليه يقتحم قلبها المحب وأخرجت هاتفها بأيد مرتعشه لتبحث عن رقم مهرة وفور ان علا الرنين ردت مهرة 
ريم
وقبل ان تسألها عن حالها سمعت صوت أنفاسها الهادر فهتفت مهرة بقلق وهي تنظر لجاسم الذي يقود السياره ويصطحبها للغداء 
ريم مالك فيكي ايه 
انتبه جاسم للحديث ولكن ظلت عيناه مثبته علي الطريق وأخيرا خرج صوت ريم بتعلثم 
مهرة خلي جاسم بيه يلحق مستر ياسر في شقته شكله تعبان اوي
كانت مهرة علي وشك ان تسألها كيف علمت بذلك 
فأنقطع الخط وعادت تدق عليها ولكن الهاتف قد انغلق 
فنظرت مهرة لجاسم بقلق 
جاسم ياسر تعبان وفي شقته 
فأوقف جاسم سيارته متسائلا پحده فمنذ عمل ياسر معه وهو دوما يجد فيه الموظف المخلص حتي انه أصبح يعطيه المناصب بشركته ويتولي أشياء كثيره عنه لأنه يعلم أن ماله في يد آمنه 
وريم عرفت ده ازاي ده كان لسا مكلمني من ساعتين 
فحركت رأسها دون فهم ناظرة إلي هاتفها 
معرفش حاجه ده الكلام اللي ريم قالته وتليفونها اتقفل 
وطالعته وعقلها يدور بأشياء بعيده 
أغلقت الباب علي نفسها سريعا بعد ان دارت شحوب وجهها ودموعها عن والدتها جسدها كان يرتجف واغمضت عيناها بآلم وهي تكتم صوت شهقاتها مازالت تشعر بأنفاس ياسر الساخنه علي وجهها مازالت تتذكر يديه التي كانت تضمها وقربهم المتلاصق واڼهارت علي البساط القديم خلف باب غرفتها وبكت وهي تلوم نفسها مردده
ازاي اوافق أروح بيته انا الغلطانه
انصرف الطبيب بعد ان طمئنه علي حالة ياسر وان ما به ليس الا أنه تحت تأثير مخدر من الأنواع المنشطه
وقد قالها
الطبيب مبتسما بمغزي فهمه جاسم علي الفور فهو في الاصل طبيبا صيدليا ولكن اخذ عقله يدور بنقطه ياسر ومنشط كيف هذا ياسر لا يهوي النساء يعيش على ذكرى زوجته رجلا كل حياته في العمل ولمعت عيناه عندما تذكر ريم 
لتتجمد ملامح وجهه ريم وياسر ومنشط 
ودار عقله بجميع الاحتمالات فخرج من غرفة ياسر بعد ان أعطاه الطبيب حقنة تجعله يغفي براحه حتي يعود إلى كامل وعيه 
ومر الوقت وهو جالس بالخارج ينتظر استيقاظه 
عاد جاسم ليلا ينظر إلي زوجته الجالسه علي الفراش تقضم أظافرها بتوتر فخلع سترته بأرهاق متسائلا 
فين ورد 
فوقفت علي أقدامها وهتفت 
ورد خرجت مع أكرم 
وتابعت بلهفة 
طمني ايه اللي حصل ريم عرفت ان ياسر تعبان ازاي 
فأتجه نحو المرحاض ينعش جسده بالماء البارد بعدما اخذ ملابسه
الاجابه عند ريم يامهرة 
وتركها دون
ان يضيف كلمه أخرى متذكرا ما حدث مع ياسر وما أخبره به فهو لم يتناول غير القهوه مع رفيف التي أتت تناقشه في بعض الأوراق وبعدها انصرفت لتأتي اليه ريم وقد كان بغير وعيه ومن نظراته فهم أنه قد حاول ان يعتدي عليها لولا سيطرته على نفسه والدوار الذي شعر به بعد ان انخفض ضغط الډم لديه 
وخرج من المرحاض يجفف شعره ليجد مهرة تقف أمام المرحاض تنتظره بلهفه وفضول وقبل ان تسأله هتف 
مش هتلاقي غير الصمت
لو سألتي فغيري الموضوع يامهرة 
وكادت ان تجادله الا ان إشارة من نظره عيناه جعلتها تصمت فلو لم يخبرها فستهاتف ريم غدا لتلتقي بها وتعرف منها ما حدث 
وأقنعت نفسها بالأمر لتنظر إليه وهو يعدل من هندام قميصه القطني ويمشط خصلات شعره بأصابعه ثم هتف بنبرة حازمه قبل ان يغادر الغرفه
اللي حصل في الشركه ده ياريت ميحصلش تاني 
كانت تظن أنه نسي أمر مافعلته مع كنان ولكن يبدو ان زوجها يخزن لها ما اقترفته لنهاية اليوم 
وبعدها تركها تنظر إليه متسعة العينين من مزاجه تلك الليله 
لاء شكل الليله ديه محتاجه سيطرة علي لساني ده مش طايق نفسه ولا طايقني
لم يتناول العشاء معها ودخل لغرفة مكتبه يتابع عمله وينظر للايملات التي كان عليه مطالعتها بالشركه ومر بعض الوقت وهو جالس هكذا 
ولكن شرد قليلا وهو لا يصدق إلى الان ان رفيف من وضعت لياسر المخدر فمن سيفعل ذلك فهي من أعدت القهوه ولكن نفس السؤال الذي لم يجد له اجابه لماذا تفعل ذلك
وعاد بذاكرته لبضعه أشهر قبل رحيل عمار لديه وقد اعترف له لما حدث مع رفيف معتذرا منه 
وابتسم ساخرا علي حاله فيوما كان معجب بها وبجمالها وثقافتها ويريدها زوجه له 
وانقطع حبل أفكاره وهو يجد مهرة تحمل طبقين بهم قطع كعك وبجانبهم أكواب من الشاي وهتفت بحماس كي تلطف الجو المشحون بينهم 
لقيت نفسي قاعده لوحدي وانت مرضتش تتعشا قولت اجيب الكيكه اللي عملتها ونقعد نتسلي وناكل ونشرب الشاي ونرغي شويه 
فطالعها بفهم وهو رافع حاجبيه 
نرغي وأكيد في نفس الموضوع
وتابع وهو يعود لمطالعه ما أمامه 
خدي بعضك وامشي انا ولا جعان ولا فاضي اتسلي 
وفجأه وجدها أمامه تجذبه
تم نسخ الرابط