رواية لحن الحياة
رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق
المحتويات
المال الذي أعطاها لها والدها وزوجته اليوم عندما جائوا يسألوا عن مهرة
فوالدها لم يكلف نفسه ويسأل عنها وكأنها ليست أبنته وأتجهت نحو فراشها تتسطح عليه
وقد قررت ان تخبر مهرة بمجيئه في الصباح
نظرت مهرة الي المال الذي تضعه أمامها ورد قبل ان ترحل إلى عملها
ايه ده ياورد
لتنظر ورد لشقيقتها وهي تزفر أنفاسها بآلم
لتنظر مهرة للمال بأستنكار ثم وضعته بيد شقيقتها
اشتري بيه لبس ليكي ياحببتي فساتينك قدمة وبقيتي محتاجه لهدوم جديده عشان مظهرك في الشغل
وكادت ان تهتف ورد وتخبرها ان هي التي بحاجه لملابس جديده ولكن نظرت مهرة القاتمة جعلتها تصمت
ذهبت مهرة للعمل بحنق وهي تتذكر المال الذي بالتأكيد مقابل لتضحيتها بسنة من عمرها تعمل وكأنها خادمة لجاسم الشرقاوي
ما كانت تطالعه
وفجأة وجدت جاسم يخرج من غرفة مكتبه حانقا
مهرة
فنظرت إليه بعبوس متمتمه بصوت قد سمعته مني وسمعه هو
مش وقتك خالص
ونهضت من فوق مقعدها تتبعه إلي ان وقف في منتصف الغرفة
أنتهي الصغير من نطق أحد الكلمات بالعربية لتضحك ورد علي طريقة نطقه ليقفز علي أحد الوسائد بفرح وفي تلك اللحظه دخل كنان ونظر إليهم بصمت ثم أتجها لغرفته التي يحتويها الجناح الواسع وكان يبدو عليه الأرهاق
فنظر جواد الي ورد وهو يضع بيده علي فمه
سنلعب بعد ان يخرج
لتضحك ورد هامسة
ومر الوقت وقد نسيوا وجود كنان بغرفته وجاء وقت طعام الغداء ليتناولوه سويا و ورد سعيده من متعتها مع جواد الذي يسبق عقله سنوات عمره الخمس
وبعد مدة كانوا يجلسون يلعبون لعبة لحل الألغاز
ليمل جواد من تلك اللعبة ويقف يضع بيديه الصغيره علي خصره
هيا نلعب لعبة أخري ورد
فأبتسمت ورد وهي تزيل لعبة الألغاز من أمامها
فداعب الصغير ذقنه مفكرا
وجدتها
كانت ورد تجلس أرضا حتي تكون بمستواه وهو يعصب لها عينيها
سوف اطرقع لكي بأصابعي لتتبعي مكان وجودي أتفقنا
فحركت ورد رأسها ضاحكة وأتبعت طرقعت أصابعه وكلما أقتربت من مصدر الصوت كانت تجد نفسها تحتضن الهواء
وفتح جواد غرفة خاله فوجده مسطحا بالعرض علي الفراش نائما بعمق بسبب أرهاقه وركض نحو الشرفه مختبئا خلف
جواد اين انت
كانت تتقدم بخطواتها داخل الغرفة الي ان وقفت في منتصفها تستمع لصوت الطرقعه حتي تحدد أتجاه خطواتها
وأصبحت تتقدم بأتجاه الفراش ولا تدري بأن خطواتها اقتربت
الفصل التاسع
رواية لحن الحياة
بقلم سهام صادق
كل شئ حدث في ثواني معدودة وجدت نفسها تهوي علي الفراش وقد أنصدم رأسها بشئ صلب لا تعلم هويته وكأن الصدمه قد شلت عقلها فبدلا من ان تزيل العصبة التي علي عينيها أولا أمتدت يدها تستكشف ما حولها وياليتها لم تفكر في رحلة أستكشافها هذا
لتفيق على صوت كنان الذي أندفع من الفراش فزعا
ما هذا
ونظر حوله ليجد جواد يقف خلف الستار وقد ظهرت رأسه وعيناه تحدق بالموقف
ماذا تفعلون في غرفتي
وأرتعشت يد ورد وهي تزيل العصبة تعض علي شفتيها بقوة وقد أشتعل وجهها حرارة
ودون كلمة ركضت من أمامه هاربة دون رد
ليقترب منه جواد بخجل
كنا نلعب أسف خالو
اخد يدور حول نفسه وهو حانق منها لتهتف مهرة ببرود أصبح يستفزه
وماله الكشري ياجاسم بيه
وتابعت بتهكم
هو حضرتك مأكلتهوش قبل كده
ليرفع جاسم يده مشيرا لها بأن تصمت ولكن
لاء شكلك مأكلتهوش كده فاتك نص عمرك
فيزفر أنفاسه پغضب وقد أقتحن وجهه
انتي ايه راديو وبيشتغل بره يامهرة بره
لتقطب حاجبيها وهي تطالعه
يعني ولا كلمة شكر ولا مكافأة
وترجعت للخلف پخوف من صوته
مكافأة
وقبل ان يكمل باقي جملته وجد ياسر يردف إليه مبتسما
المسثمرين مبسوطين اوي من جولة امبارح
ونظر إلي مهرة التي علم بوجودها هنا من مني
وبيشكروا أستاذه مهرة علي اليوم الجميل ده
ثم تابع ضاحكا
وخصوصا الكشري
فتتنهد مهرة بزهو ثم ضبطت من وضع نظارتها علي عينيها
والله الايطالين دول ناس ذوق مش زي ناس
ليحدق بها جاسم بجمود بعد ان فهم مغزي جملتها
فأبتسم ياسر قائلا
بصراحه تستحقي مكافأة ياأستاذة مهرة
لتنظر مهرة لجاسم الذي وقف يطالعها بنظرات محتقنة
انا قولت كده لشخص ما بس للأسف في ناس عدوة النجاح
وفجأة صدح صوت جاسم غاضبا وقد تفاجأ ياسر من ذلك
بره علي مكتبك
لتبتسم وهي تنظر لياسر الذي وقف يطالعها بأستمتاع
الخصم يتلغي واظن أستاذ ياسر قال ليا مكافأة وتابعت وهي تخطو نحو الخارج
وحاسب علي ضغطك وانت بتقول بره ياجاسم بيه
خرجت ورد راكضه من الفندق بأكلمه وطيف ماحدث يمر أمام عينيها لتنظر حولها وهي تتحسس حرارة وجهها
انا ازاي وصلت لاوضته وسريره
وقبضت على كفيها بقوة
غبية ياورد
وسقطت دموعها وهي تسير دون ان تعرف الي اين ذاهبه فمساحة المنتجع ضخمه
انا كده هطرد بفضيحه
لتعود تتأمل المكان الذي هي فيه وقد كان قريب من الشاطئ
منظر ساحر أصبح أمامها جعل عيناها تتسع من الأنبهار
ومرت ساعه وهي وحدها تخشى العودة ورأت رجلان يأتيان من بعيد وعلمت بهوية أحدهم فالأخر بعد ان أشار علي مكان وجودها أنصرف
وأقترب منها معاذ بأنفاس مرهقة
انسه ورد ايه اللي جابك هنا المكان هنا مفيهوش حد
لتنهض ورد من جلستها متأملة المكان حولها
انا محستش بنفسي غير وانا هنا
ليبتسم لها معاذ وهو يشير إليها ان تتقدمه
سيد كنان مستنيكي في الفندق ولولا ان شنطتك والأمن قالوله انك مخرجتيش من المنتجع
وتابع ضاحكا
كان ممكن يبعتنا ندور عليكي بره المنتجع
وابتسم وهو يراها تطرق رأسها أرضا وقد ظن أنه خجلا ولكن شعور أخر كان يقتحم قلبها ولم يكن الا الخۏف فعقلها بدء يصور لها مشهد طردها بعد اهانتها
وسارت مع معاذ الذي أخذ يثرثر معها بأمور عدة الي ان دخلت الفندق ووجدت جواد يركض نحوها
اسف ورد
فأنحنت ورد نحوه بتوتر تقبله علي لطافته واخذت تدور بعينيها باحثة عن كنان الي ان ظهر امامها بعد ان صافح أحد الموظفين
وأقترب منهم بنظرات تلاشتها
أريد ان اتحدث معكي ورد
وأشار إليها بأن تتبعه لتنظر الي معاذ الذي أبتسم لها مطمئنا ثم جواد الذي أمسك يدها يحثها على السير
لتدخل الي أحد الغرف وقد كانت نفس الغرفة التي تم فيها مقابلتها أثناء تقدمها للوظيفه
ليجلس كنان علي مقعده بأسترخاء
أجلسي ورد
وفور ان جلست اخذت تشرح له ماحدث دون ان تترك لأنفاسها العنان حتى أنها بدأت تنطق بعض الكلمات بالعربية والبعض الأخر بالتركية
وأخيرا تنفست
انا أسفه ولو حضرتك عايزني امشي وأنهي عقد عملي معنديش مشكله انا
غلطانه
كان كنان يستمع لها ويركز في تفاصيل كل أنش بوجهها سمة شئ عجيب بدء يجذبه إليها
ونفض أفكاره سريعا ففي النهايه هو المرؤس وهي مجرد عامله لديه وبضعة أشهر وسيعود لوطنه وينتهي عقد عملها
وتنفس بعمق وهو ينهض ويتأمل جواد الذي جلس يتابعهم دون فهم
أنسي الأمر ورد جواد أخبرني كل شئ
لترفع عيناها البريئة نحوه فيشيح وجهه سريعا وهو يهتف
اذا اردتي الأنصراف باكرا فليس لدي مانع
تهللت أسارير مهرة وهي تعلم من مني ان أمر الخصم من راتبها قد تم إلغاءه لتبتسم مني علي هيئتها
طب ركزي في شغلك بقي بدل ماتاخدي خصم تاني
وقبل ان ترد عليها مهرة كان جاسم يخرج من غرفة مكتبه ومعه أحد مدراء الأقسام
أنسة مهرة
فوقفت مهرة وهي
متابعة القراءة